• 24 كانون أول 2018
  • مقدسيات

 

 

 

  القدس - أخبار البلد- لا زال الحديث في صالونات القدس  وخلف الابواب المغلقة عن الغاء او تاجيل  عقد المؤتمر الاضخم دفاعا عن القدس  في عمان، والذي دعت  له وعمل من اجل تنظيمه وزارة الاوقاف الاسلامية الاردنية ليكون تحت عنوان ”الطريق الى القدس ” ،فلقد أعرب عدد من المقدسيين  عن قلقهم  من أن تاجيل أو إلغاء المؤتمر ستكون له تاثيرات عميقة على الروح المعنوية لسكان القدس ، الذين يعلقوا الكثير من الامال على هذا الدعم المعنوي وغير المعنوي الاردني لهم، خاصة وان   توقيت  هذا المؤتمر كان مناسبا للغاية حيث تعيش القدس اسوء الظروف  التي تمر عليها منذ احتلال القدس عام سبعة وستين، فلقد كثفت إسرائيل من جهودها في إحلال الرواية اليهودية التي لا مكان فيها لاية رواية اخرى ، تزامنا مع اختباء العرب في قصورهم ، وخوفهم من مواجهة ملف القدس اولى القبلتين، كما تواجهه القيادة الهاشمية بشجاعة ، وهناك من قال من المقدسيين إن هذه الشجاعة الهاشمية لا تعجب البعض !!!!   

 بينما علل عدد اخر من المقدسيين هذا التأجيل او الالغاء بانه جاء بهدف منح الجهات الرسمية الاردنية فرصة للاستعداد بشكل افضل !! لمثل هذا المؤتمر الذي  تأجل اصلا من شهر اكتوبر تشرين اول الى كانون اول ديسمبر ، والان تم ترحيله لشهر نيسان ابريل القادم مع قناعة العديد من المقدسيين بان هذا المؤتمر قد لا يعقد اصلا 

 في هذا الاطار  نشر الصحفي الاردني ”بسام بدراين“  تحليلا في صحيفة ”القدس العربي“ حول هذا المؤتمر نقتبس جزءا منه حرفيا :
“….. بالنسبة للملف الثاني ( ملف مؤتمر الطريق الى القدس) يقدر المطبخ الدبلوماسي بقيادة الوزير أيمن الصفدي بأن الحاجة غير ملحة الآن للتركيز أكثر على ملف القدس خلال هذه الفترة العصيبة إقليمياً ضمن حسابات دبلوماسية دقيقة ترى أن المملكة قدمت أكثر ما يمكنها في جزئية الدفاع عن القدس.
مساحة الاشتباك والاحتكاك حصلت بين الوزيرين، الصفدي وأبو البصل، قبل أيام فقط من مؤتمر ضخم كان الثاني ينوي عقده في عمان في العشرين من الشهر الجاري بالتعاون مع عدة هيئات وطنية وإسلامية وعربية، من بينها لجنة فلسطين في البرلمان. حيث تم اختيار  اكثر من  الف شخصية للمشاركة في هذا المؤتمر المؤجل الآن ،والوزير أبو البصل حصل على كل الموافقات اللازمة من جميع أركان الدولة ومؤسساتها عندما تقدم في هذا الاتجاه، في الوقت الذي وجهت فيه عبر طاقمه رقاع الدعوة فعلاً إلى المئات من الشخصيات. لاحقاً، وفجأة، يبدو أن حسابات وزارة الخارجية تقاطعت مع جهد وزارة الأوقاف.
ذلك يحصل دوماً وبكل الأحوال. لكن الخشونة كانت بادية على خطاب نخبة من المسؤولين حاصروا الوزير أبو البصل عملياً وأحرجوا خطته باتجاه المؤتمر المشار إليه، وتقرر التراجع عن الفكرة بعد ملاحظات سمعها الوزير العالم تميزت ببعض القسوة، ويعتقد سياسياً أنه لا يستحقها بعنوان الإدلاء بتصريحات واتخاذ قرارات واتجاهات «تحرج الدولة سياسياً».
بكل حال، تراجعت الحكومة عن مؤتمرها الداعم للقدس، الذي كان يفترض أن تحضره شخصيات إسلامية بارزة وذات حضور دولي، بما فيها شخصيات محسوبة على حركة حماس وروابط علماء المسلمين وجماعة الإخوان المسلمين، وهو السبب المرجح الذي دفع وزراء آخرين وموظفين في الدولة للانقضاض على المشروع وصاحبه تجنباً لإثارة الحساسيات مع أركان النظام الرسمي العربي الصديق والحليف.
ما حصل في الإطار يعني بوضوح أن حكومة عمان، ولأسباب غامضة لكن قد تكون عميقة، قررت التخفيض من سقف الحديث عن ملف القدس. وهذا التخفيض مؤشر على أن الدولة العميقة تشتبك مع تفاصيل غير مرئية ولديها حسابات خاصة من المرجح أن لها علاقة بالمنطق المقرر سابقاً بعنوان «العمل ضد صفقة القرن الأمريكية من داخلها».
يحصل ذلك بطبيعة الحال رغم أن مؤتمر الوزير أبو البصل المقموع كان يمكن استثماره كورقة ضغط لصالح موقف الدولة الأردنية المبدئي والذي لا يقبل حتى التفاوض في مسألة القدس والرعاية الهاشمية، وهو نفسه الموقف الذي يعتقد بأن الاقتصاد الأردني اليوم يدفع ثمنه“.