• 8 آيار 2019
  • مقدسيات

 

القدس – أخبار البلد – بعث القاضي المقدسي  فواز إبراهيم نزار عطيه بتعليق لشبكة " أخبار البلد" على شكل خاطرة مقدسية في شهر رمضان الفضيل،  حول ما يجرى في قضية جمعية المكفوفين العربية في القدس، وما يثار حولها من احاديث واقاويل مغلوطة  تهدف الى المس بالنسيج المقدسي ، خاصة بعد تدخل جهات مختلفة ليس بهدف الحل والتوسط  وراب الصدع في المجتمع بقدر  العمل على التفريق وتأجيج الخواطر والعواطف بما لا يخدم مصلحة المدينة وأهلها .

 ونحن في "أخبار البلد" نقوم بنشر خاطرة القاضي النشيط  كما وصلتنا ، حرصا منا على السلم الأهلي ولقطع الطريق على من يحاول تفكيك القدس من ارثها .

 يقول القاضي فواز إبراهيم نزار عطيه:

" استهل هذه الخاطرة بتقديم اصدق مشاعر التهاني والتبريكات والدعاء لأهل القدس بشكل خاص ولشعبي الفلسطيني والأمتين العربية والاسلامية بشكل عام، لحلول الضيف الكريم شهر رمضان المبارك شهر المخفرة والتوبة شهر البركات شهر العبادة والتقرب إلى الله عزوجل شهر صلة الارحام، دون التقليل من العبادات والتقوى وصلة الارحام في باقي شهور وأيام السنة.

في هذا الشهر كما في باقي اشهر السنة، يجب على المرء أن يتحرى في كل سلوكياته عن الصدق، ويجب أن تُترجم اقواله وجوارحه في فلك الصدق والقول الحسن السديد انطلاقا من قوله تعالى: " يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا" سورة الاحزاب آية 70. فالصدق منجاة والكذب خيبة وخسران وأجمل ما يتحلى به الانسان صفة الصدق التي تورث صاحبها الاحترام والمحبة، وقد كان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم صديقا وسميّ الصادق الامين، فما اجمل أن يتحرى الانسان الصدق في اقواله وافعاله حتى يكتب عند الله صديقا، وهذا ما قصده الله تعالى في الآية 119 من سورة التوبة : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ".

من هذا المنطلق تناولت بعض وسائل التواصل الاجتماعي وانتشرت بسرعة انتشار النار في الهشيم، فيما يتعلق بجمعية المكفوفين الكائنة في عقبة المفتي في الحي الاسلامي في البلدة القديمة من القدس، وتم تصوير المشهد بصورة غير حضارية وغير وطنية، على أساس أن مالك العقار رفع دعوى قضائية أمام المحاكم الاسرائيلية مطالبا بإخلاء المأجور للأسباب التي استند اليها المحامي وأهمها عدم دفع الاجرة لسنوات ورفض الجمعية دفع الاجرة وفق صحيح الاجر المسمى بين المالك والجمعية بواقع 020دينار اردني سنويا وتراكم هذه الاجرة لسنوات.

لا شك أن اخلاء جمعية تقدم خدمات جليلة للمكفوفين منذ زمن بعيد وفي البلدة القديمة من القدس" كنعوان مستقل" دون التطرق للحيثيات والاسباب، يعتبر عملا وتصرفا مستهجنا، ولكن على المرء التحري عن الاسباب دون محاباة أو تحييز لأي طرف، ليكون تطبيق قوله تعالى في الآيتين المذكورتين سيد الموقف، وحتى لا نكيل الاتهامات جزافا لأي طرف على حساب الحق والصدق والقول السديد.

الأمر الذي يتعين على ضوء قضية جمعية المكفوفين والتي اصبحت الشغل الشاغل للمقدسيين في هذه الايام الفضيلة، أن يتدخل معالي وزير القدس للجلوس مع الطرفين بصفة رسمية، لأن في هذا الاجتماع حتما سيفوت الفرصة على المتربصين والمتآمرين القائمين على خللة النسيج الاجتماعي المقدسي، وسيكون الحل اسهل عند تسجيل المصالحة، رغم المعلومات التي لدي أن هناك حل في الافق بما يرضي الطرفين حيث ساهمت جمعية "وقفنا" لنزع فتيل الأزمة، بما لا يقلل من حق المؤجر في استيفاء بدل المنفعة وضرورة التزام الجمعية بدفع بدل المنفعة وبصورة دورية وعدم التخلي عن هذا الاستحقاق احتراما للعقد على أساس القاعدة الشرعية "العقد شريعة المتعاقدين" وتنفيذا لقوله تعالى في سورة المائدة آية 1 " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ "، حيث أن المالك وفق معرفتي قد أنعم الله عليه من خيراته، إذ يُعد مبلغ 220 دينار اردني سنويا مبلغا زهيدا للطرفين، مما يجب كحل يرضي الطرفين زيادة الاجرة بما يتناسب ووضع الجمعية وبذات الوقت الإلتزام بدفع الاجرة في موعدها المستحق، تجنبا لتكرار سيناريو رفع القضايا مستقبلا، وحتى لا يكون أي طرف شماعة للمتربصين بالقدس واهلها، فينبغي الجلوس معا وعدم اتخاذ المواقف المسبقة عثرة لحل الموضوع، مع العلم أن القائمين على جمعية "وقفنا" للمحافظة على الوقف والتراث المقدسي أبدو كل تعاون _مشكورين على ذلك_ للمساهمة في حل الإشكالية بما يحقق التوازن بين طرفي النزاع كمساهمة من الجمعية في أخذ زمام المبادرة وتطبيق أحد أهدافها بالحفاظ على الوقف والتراث المقدسي.

وأخيرا أقول أن التشهير بسمعة الناس دون التحري عن الدقة، سببه الجهل والمحاولة في خلق صراعات لا افق لها، فأنا لست بصدد الدفاع عن أحد، لكن اسلوب التشهير وتوقيته والتفاعل مع المادة الاعلامية ينم عن شيئ خطير، سيما أن خلفيات القضية كاملة ليست مكتملة الصورة عند الغالبية العظمى ممن تفاعل مع الحدث، ليتم تحليلها بالعمق الذي يحاول البعض تفسيره على مزاجه.

فتقوى الله فوق كل اعتبار، وأذكركم ونفسي بالقصة الشهيرة بأن رجلا جاء لأمير المؤمنين علي رضي الله عنه فقال له: يا أمير المؤمنين فلان فقأ عيني، فرد عليه لا بد أن أسمع من خصمك فربما فقأت عينتيه. والله من وراء القصد"