• 4 حزيران 2019
  • مقدسيات


القدس – أخبار البلد- اعرب أعضاء الوفد المقدسي الذي ضم مجلس الأوقاف  وشخصيات فلسطينية رسمية من القدس  عن تقديرهم لجهود جلالة الملك عبد الله الثاني لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في  القدس ، وقال عدد من أعضاء الوفد والذين التقهم  شبكة " أخبار البلد "  على هامش مأدبة الإفطار التي إقامة جلالة   في قصر الحسينية ، ان تصريحات جلالة الملك واضحة ولا تقبل اللبس بخصوص موقفه الحاسم من المسجد الأقصى ، مشددين  على ضرورة الوقوف صفا واحدا خلف جلالة الملك الذي يتعرض لضغوط كبيرة  من قبل عدة جهات عربية ودولية بسبب موقفه المشرف والحامي  للأقصى والقدس وهاذ ما لمسناه اثناء هذا اللقاء

 وكان  جلالة الملك عبدالله الثاني قد عاد واكد  على موقف الأردن الثابت تجاه القضية الفلسطينية والقدس، وفي الدفاع عن الحقوق المشروعة والعادلة للأشقاء الفلسطينيين، ودعم صمود المقدسيين. وذلك خلال لقاء جلالته وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني  ولي العهد، في قصر الحسينية  أعضاء مجلسي أوقاف وكنائس القدس الشريف وشخصيات مقدسية وممثلي عن عرب الداخل..
وخلال اللقاء الذي حضره سمو الأمير فيصل بن الحسين، وسمو الأمير غازي بن محمد، كبير مستشاري جلالة الملك للشؤون الدينية والثقافية، المبعوث الشخصي لجلالته، قدم جلالة الملك التهنئة للحضور بمناسبة عيد الفطر السعيد. وأعرب  عن تقديره لأخيه  الملك محمد السادس، ملك المملكة المغربية، على مواقفه المشرفة الداعمة للقدس، مشيدا بمستوى التنسيق بين البلدين بهذا الخصوص.
وقال جللة الملك عبد الله الثني "كل الشكر والتقدير لأخي وابن عمي جلالة الملك محمد السادس، على مواقفه بالنسبة للأردن والقدس، وفخور بمواقفه بالنسبة للتحديات التي أمامنا". كما أعرب جلالته، خلال اللقاء، عن تقديره لأخيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لافتا في هذا الصدد إلى المستوى المتميز في التنسيق والتشاور المستمرين بين الجانبين الأردني والفلسطيني. وأكد جلالة الملك ضرورة مواصلة التنسيق بين المساجد والكنائس، وكذلك الكنائس فيما بينها في التصدي للتحديات.

وقال رئيس مجلس أوقاف القدس الإسلامية  الشيخ عبدالعظيم سلهب، انتهز فرصة حلول عيد الفطر السعيد بأن أتقدم باسمي وبالنيابة عن إخواني في مجلس الأوقاف وجميع العاملين في الأوقاف ولجنة الإعمار والمسجد الأقصى والمحاكم الشرعية في القدس من مقام جلالتكم بأجمل التهاني سائلا العلي القدير أن يعيد هذه المناسبة عليكم وعلى الأسرة الهاشمية والأسرة الأردنية باليمن والبركة وأن يظل الأردن واحة أمن واستقرار.
وأضاف أننا في القدس وفي ديار الإسراء والمعراج نؤكد تمسكنا بالوصاية والرعاية الهاشمية للمقدسات في القدس وفي مقدمتها رعاية وحماية وإعمار المسجد الأقصى المبارك / الحرم الشريف، هذه الوصاية التي حملتم أمانتها إرثا عن الآباء والأجداد الأباة من بني هاشم وإننا في القدس الذين كتب الله لنا الرباط فيها وصية حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم لصحابته: "عليك ببيت المقدس لعل الله أن تنشأ لك ذرية يغدون الى ذلك المسجد ويروحون".
وتابع "سنظل الأوفياء للأقصى نحافظ عليه رائدنا موقف جلالتكم الثابت لا للمشاركة ولا للتقسيم ولا مفاوضات في موضوع الأقصى".
وقال الشيخ سلهب مخاطبا جلالة الملك "نفاخر ونزهو بحكمة وشجاعة وقيادة جلالتكم في مجابهة التحديات وصد الاعتداءات ووقف الانتهاكات التي تتعرض لها مدينة القدس جغرافيا وديمغرافيا ومقدسات إسلامية ومسيحية وحرص جلالتكم على حفظ الرواية الدينية الإسلامية من أي تشويه وتأكيد الرواية التاريخية العربية أمام كل تزييف وأن يبقى المسجد الأقصى المبارك/الحرم الشريف مسجدا للمسلمين وحدهم".

 بينما قال  الشيخ عزام الخطيب  مدير عام أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك  "أتقدم لجلالتكم والأسرة الهاشمية خاصة والأسرة الأردنية عامة، بأسمى آيات التهنئة والتبريك بمناسبة عيد الفطر السعيد، فكل عام وأنتم بخير، أتقدم بها بالأصالة عن نفسي ونيابة عن أبنائك وجنودك حراس وسدنة وموظفي المسجد الأقصى المبارك والأوقاف الإسلامية وعن الأهل في الأرض المقدسة، أرض المقدسات التي شرفكم الله عز وجل بالوصاية عليها ورعايتها وحفظها وحمايتها وصيانتها، وهي تعتز بكم وتفخر بكم، وتفخر بأنكم الأوصياء الأوفياء، رصعتم جبينها بروائع مكارمكم وإنجازاتكم العظيمة، حيث يشهد المسجد الأقصى وتشهد كنيسة القيامة وسائر المقدسات على هذه الإنجازات المباركة التي لا تستطيع حصر مشاريعكم تعميرا وترميما".
وتابع قائلا "رغم أننا يا صاحب الجلالة نواجه وضعا صعبا ومحنة كبيرة وتحديات مستمرة وتسلطا ما بعده تسلط على الأهل والمقدسات وآخرها ما حدث بالأمس والذي يجري بقرار سياسي ونحن متأكدون بأن هذا رد على مواقفكم الحازمة والثابتة في الدفاع عن القدس والمقدسات، وإننا نشهد أنكم حملتموها أمانة تعيش في عميق وجدانكم إرثا هاشميا يستند إلى الدين والتاريخ، وبأن غيظهم بتردد أكثر من ثلاثة ملايين ونصف مسلم على المسجد الأقصى المبارك، بمشاركة عشرات الآلاف من مسلمي العالم في هذا الشهر، شهر رمضان المبارك، والذي مضى دون أي مشاكل نهائيا".
واستعرض الشيخ الخطيب عددا من الإنجازات التي تحققت من مشاريع الإعمار الهاشمي في المسجد الأقصى المبارك، وتتثمل في مشروع ترميم زخارف أسقف الأروقة الخشبية، ومشروع أعمال تذهيب الشريط الرخامي وإعادة تذهيبه بورق الذهب، وترميم رخام الدعامات والركب في قبة الصخرة المشرفة، وإنجاز الشبابيك الجصية في المسجد القبلي، وترميم ثلاثة أروقة في المصلى المرواني.
وقال إن المشاريع شملت أيضا، إنارة قبة الصخرة من الخارج بنسبة كبيرة والعمل جار على إنهائها، وعقد دورات لدى مديرية الدفاع المدني وتدريب كوادرنا في القدس وعمان، وتدريب مائة حارس من حراس المسجد الأقصى لدى مديرية الأمن العام وعلى نفقتها، وهذا يضاف إلى مكارم مؤسساتكم الأمنية على المسجد الأقصى المبارك. وقال "لقد بذلتم وتبذلون جهدكم وكل طاقاتكم في رعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية وصيانتها، أدامكم الله سندا لنا وللمقدسات أوصياء أوفياء كما هو العهد بكم سيدي".

وفي كلمة البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك الروم الأرثوذكس وبطريرك المدينة المقدسة التي القاها نيابة عنه بحضوره نيافة المطران خرستوفوروس عطاالله الوكيل البطريركي في عمان، قال "ما أجمل أن يجتمع الأخوة معا في بيت أبي الحسين عميد آل البيت وأبي الأردنيين جميعا على مائدة المحبة العامرة، ونحن نستعد لاستقبال عيد الفطر المبارك وذكرى جلوسكم العشرين على عرش المملكة الأردنية الهاشمية، منتهزين هذه الأجواء المباركة لنعايد جلالتكم والعائلة الهاشمية والأسرة الأردنية العزيزة، فكل عام وانتم بالخير واليمن والبركة".
وأضاف أن اجتماع مجلس أوقاف القدس ومجلس رؤساء الكنائس في القدس والأراضي المقدسة في بيت الأردنيين مناسبة مباركة للتعبير عن محبتنا وولائنا لكم، وأن الالتفاف حولكم مصدر أمان وآمال في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها مدينة القدس وبلادنا المقدسة، فنحن كلنا ثقة واعتزاز بمواقفكم جلالة الملك الواضحة نحو الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية ولمدينة القدس، بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال "ونحن إذ نعي حجم الضغوط التي تتعرضون لها بسبب مواقفكم الوطنية المشرفة، وندرك حجم الأعباء التي تقع على عاتقكم وعلى كاهل أبناء الوطن، نرفع الدعاء إلى الله العلي القدير كي يمدكم العون والعزيمة من لدنه لتخطي هذه المرحلة الحرجة المصيرية من تاريخنا المعاصر. ونحن نعدكم سيدي بأن يتحمل كل منا مسؤوليته بحسب موقعه للقيام بواجباته على أكمل وجه، لتتكاتف جهودنا جمعيا ونحن ملتفون حول قيادتكم الحكيمة لنجتاز هذه المرحلة بسلام وأمان، متماسكين ومتمسكين بوحدتنا الوطنية". وأضاف أن نهج جلالتكم امتداد للعهدة العمرية والثورة العربية الكبرى ولنهج الهواشم عبر التاريخ، فجسدتم في حكمكم مفاهيم المحبة والسلام والعيش المشترك، وكنتم كما كان آباؤكم وأجدادكم مثالا للعدالة والشرعية الراسخة وغدوتم وجها مشرقا لحضارتنا المشرقية المسيحية والإسلامية وأصدع صوتكم بهذه القيم بالحق بالعالم بأسره. وتابع قائلا "إن كنيستنا المقدسة أم الكنائس التي منها انتشر الإيمان المسيحي الحقيقي إلى كل العالم، تعلن أمام جلالتكم وللعالم أجمع باسمها وباسم مجلس رؤساء الكنائس في الديار المقدسة بأنها بريئة من الفئات التي تدعي المسيحية وتدعو بتعاليمها إلى تثبيت الكيان الصهيوني وشرعنته، وهذه الجماعات لا تنتمي إلى الكنسية ولا إلى تعاليم الكتاب المقدس لا من قريب ولا من بعيد".
وتابع قائلا "ننتهز هذا اللقاء المبارك لنقدم لجلالتكم عظيم شكرنا وامتنانا لكرمكم الهاشمي المعهود والذي تجسد بتبرعكم السخي الأخير لكنيسة القيامة والتي هي أقدس مكان للعالم المسيحي، مما سيمكننا من إجراء الترميمات الضرورية والتاريخية واللازمة لها، وهذا غيض من فيض ودلالة على اهتمام جلالتكم بمدينة القدس والمحافظة على هويتها الروحية ومقدساتها، فأنتم صاحب الوصاية بحق واستحقاق على المقدسات المسيحية والإسلامية في مدينة القدس المقدس".
واختتم كلمته بالقول "ننقل إليكم محبة وولاء أبناء رعيتنا الثابتين على أرض الآباء والأجداد وقلوبنا مليئة بالإيمان بالله الذي يسوس العالم بعنايته وحكمته التي يتعذر وصفها وإدراكها. عشتم يا سيدي وعاش أردننا الغالي عربيا هاشميا قويا منيعا مدى الأيام".
وأقام جلالة الملك مأدبة إفطار تكريما لوفد مجلسي أوقاف وكنائس القدس الشريف وشخصيات مقدسية وممثلي عن عرب الداخل. وحضر اللقاء رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، ومستشار جلالة الملك للاتصال والتنسيق، ووزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، وقاضي القضاة، ومفتي عام المملكة، وإمام الحضرة الهاشمية.