• 11 تموز 2019
  • مقدسيات


القدس – أخبار البلد-  " ماذا يحدث في القدس ...؟!" هذا سؤال بات على كل لسان مقدسي غيور يرى مدينته تهدم فوق رؤوس الجميع  ، وحجارتها تباع بكل رخيص على يد اشخاص فقدوا الكرامة قبل فقدان الإنسانية ، فلا يكاد يمر يوم بدون ان تطل علينا وسائل التواصل الاجتماعي والتي باتت مصدر المعلومات الأولى بعد ان فشلت جميع وسائل الاعلام التقليدية بمهمتها الأولى ابلاغ المواد بكل ما يدور حوله ، فكل  بخبر عن بيع عقار هنا وتسريب عقار اخر هناك ، وهمس كثير عن عشرات العقارات التي يملك اوراقها المحتل العنصري بانتظار اللحظة المناسبة للانقضاض على تلك العقارات بعد ان باعها الرخيص بأرخص الاثمان.

" ان هذا السرطان الاستيطاني انتشر بشكل كبير في الجسد المقدسي الذي يقاوم بكل ما اوتى من قوة هذا الانتشار  الذي ستكون نهايته معروفة " بهذه الكلمات قال احد المقدسيين وهو يشاهد دخول مجموعة من المستوطنين بحماية الشرطة لمنزل اخر في حي من احياء القدس هذا الأسبوع . وأضاف هذا المقدسي الذي امضى ستة عقود من حياته باحثا في القدس وشؤونها " ليس المهم كيف وصل هذا العقار للمستوطينين فالتفاصيل قد لا تعنى أي شيء  المهم ان العقار وصل لايدي المستوطنين اما التبريرات فهي كثيرة والاشاعات اكثر "

في هذا الوقت سكتت أصوات جميع المسؤولين الفلسطينيين سواء كانت رسمية او فصائلية في القدس وخارج اما خوفا او قلة اهتمام او انسلاخ عن المجتمع

 ولكن المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس  كان اكثر وضوحا وانشط إعلاميا وقال : يحق لنا أن نتسأل هل اصبحت ظاهرة تسريب العقارات في القدس ظاهرة روتينية؟! في حين ان مسألة تسريب العقارات المقدسية للمستوطنين يجب ان تحظى باهتمام اكبر واوسع ، ولا ننكر ان هنالك جهات واشخاص يبذلون جهودا كبيرة من اجل منع التسريبات ومن اجل افشال صفقة باب الخليل المشؤومة بشكل خاص ولهؤلاء نقدم شكرنا وتحيتنا وامتناننا مع املنا ان ينجحوا في تحقيق ما يتطلعون اليه ، اما هؤلاء الصامتين المتفرجين فنحن نعتبرهم شركاء في الجريمة المرتكبة بحق اوقافنا وعقاراتنا في القدس اذ لا يجوز الصمت امام هذه الجريمة المروعة غير المسبوقة

 وأضاف المطران حنا : اقول للسماسرة والعملاء المرتزقة الذي يسربون اوقافنا للمستوطنين بأنكم لن تهنئوا باموالكم وبارصدتكم البنكية الموجودة في بعض البنوك العالمية واذكركم بالقول الذي كان يقوله ابائنا واجدادنا " مال الوقف بهد السقف" فاموالكم المنهوبة بفعل تسريب عقاراتنا واوقافنا ستكون مصدر لعنة على كل واحد منكم لان اوقافنا في القدس ليست سلعة معروضة للبيع وكل زاوية في القدس وكل حبة تراب من ثرى هذه المدينة المقدسة تعني بالنسبة الينا التاريخ والعراقة والانتماء والجذور العميقة في هذه الارض المقدسة .