• 14 آب 2019
  • مقدسيات

 

  القدس – أخبار البلد -  لا زال الوقع في المسجد الأقصى يحظى باهتمام واسع في  الساحة المقدسية والتي تعيش حالة من القلق المتصاعد والمستمر بسبب ارتفاع وتيرة التصريحات الرسمية الإسرائيلية التي تؤكد التوجه العام لدى الحكومة الإسرائيلية اليمينة ولدى جميع الأحزاب الإسرائيلية الصهيونية  اليسارية منها واليمينية على حد سواء ، هذا التوجه يسير نحو تغير الواقع كليا في الأقصى من النقيض الى النقيض، والداعم الى انهاء الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة بما في ذلك الأقصى. بما في ذلك تصريحات غير مسبوقة من قبل تمار زنبرغ احدى قادة حزب ميرتس اليساري والتي قالت ان منع اليهودي من الصلاة في المسجد  الأقصى انتهاك لابسط حقوق الانسان .

 وسط هذه الأجواء المقلقة التي لا تبشر الا بالشر  للأقصى يختفى الصوت الإسلامي العالمي والعربي كليا حتى منظمة  التعاون الإسلامي التي أقيمت خصيصا من اجل الدفاع عن المسجد الأقصى تعيش الان في كوكب المريخ، ولا علاقة لها بالمسجد الأقصى حيث اختفى صوته قادتها عن الساحة الدولية ،حتى الصوت المسيحي اختفى أيضا رغم ان ما يحدث في الأقصى سوف يمس الأماكن المقدسة المسيحية في القدس ،  وباستثناء بعض الأصوات  الصادرة من الحكومة الأردنية التي لم تصل الى حجم التصعيد الإسرائيلي ، فان الخرس قد أصاب جميع قادة العالم الإسلامي والعربي

امام التصريحات الواضحة ولا تقبل أي تأويل من قبل وزير الامن الداخلي غلعاد اردان والذي هو لسان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، عندما قال “يجب تغيير الوضع القائم في جبل الهيكل (المسجد الأقصى) ليتمكن اليهود من الصلاة هناك”.

وأضاف اردان، وهو عضو في المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، إن “صلاة اليهود يجب أن تسمح فردية أو جماعية، سواء في مكان مفتوح أو مغلق”.

أعلنت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية عبر الناطق باسمها سفيان سلمان القضاة عن رفض المملكة المطلق لمثل هذه التصريحات،  محذرا من مغبة اي محاولة للمساس بالوضع القائم التاريخي والقانوني والتبعات الخطيرة لذلك.

وذكر القضاة إسرائيل، كقوة قائمة بالاحتلال بموجب القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني  بضرورة الإيفاء بالتزاماتها والاحترام الكامل للوضع القائم.

وطالب القضاة السلطات الإسرائيلية بالوقف الفوري لكافة المحاولات لتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى المبارك.

وأوضح الناطق الرسمي أن الوزارة وجهت مذكرة  رسمية عبر القنوات الدبلوماسية للاحتجاج والاعتراض على تصريحات الوزير الإسرائيلي.

 في هذه الاثناء لا زال  صوت المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس  عاليا واضحا  في هذه الأجواء حيث وجه  نداء عاجلا الى جميع المرجعيات الدينية والروحية الإسلامية والمسيحية في مشرقنا العربي وفي العالم بأسره بضرورة الاهتمام بما يحدث في مدينة القدس والالتفات الى ما تتعرض له هذه المدينة المقدسة من سياسات وممارسات هادفة لطمس معالمها وتزوير تاريخها وتهميش واضعاف الحضور الفلسطيني المسيحي والإسلامي فيها . وأضاف المطران عطا الله حنا في بيانه الذي وصلت نسخة منه لشبكة "أخبار البلد" :
أقول لكافة الكنائس المسيحية في مشرقنا بشكل خاص بأنه لا يجوز الصمت امام ما يحدث في مدينة القدس فالقدس هي مدينة ايماننا وحاضنة اهم مقدساتنا والقبر المقدس بالنسبة الينا هو قبلة المسيحيين في مشارق الأرض ومغاربها ..
اذا لم تدافعوا انتم عن القدس فمن الذي سيقوم بهذه المهمة وبهذا الواجب المقدس فلا تقبلوا بأي ضغوطات وابتزازات هدفها هو تمرير صفقة القرن والتي يراد من خلالها شطب مدينة القدس من تاريخنا وتراثنا وانتماءنا ناهيك عن تصفية القضية الفلسطينية التي هي قضيتنا كمسيحيين كما هي قضية المسلمين وهي قضية كافة الاحرار في عالمنا.