• 17 أيلول 2019
  • مقدسيات

 

 القدس – أخبار البلد -  لم يكن يتوقع  محمود أبو الزلف في يوم من الأيام مؤسس صحيفة " القدس " ان يأتي يوم على الصحيفة التي شن من اجل معارك ومعارك ، تحرك هنا وهناك ، وتحالف مع هذا وذاك  ان يأتي يوم وتخرج صحيفه من مبناها التاريخي أولا  والان الخروج كليا من المدينة ، معلنة انتهاء عصر الصحافة الورقية في القدس، ، رغم ان هناك بعض النشرات الدعائية ٠ العاصمة) وشبة الإعلامية ( البلد، القدس تجمعنا) التي تنشرت في القدس ويكون مصيرها شوارع المدينة وخاصة أيام الجمع، مما يزيد مظهر المدينة بشاعة.

 فلقد نشرت بعض المواقع نقلا عن صحفيا عريقا قضى وقتا طويلا في غرف تحرير صحيفة القدس قوله: أن إدارة الصحيفة بصدد ترك مقارها ومكاتبها في  قلنديا ( المنطقة الصناعية عطروت) والانتقال إلى مقرّ موقعها الإلكتروني على سطح مرحبا في البيرة بعد تأجير مقرها الحالي، علماً أن رواتب الموظفين التي كانت مستحقة دفعت، ما يمهد للخطوة التالية ..!!

 ونقلت جميع المجموعات الصحفية اقوال هذا الصحفي  والذي أضاف : فيما لو حدث ذلك فعلا،  فإن الانتقال إلى خارج المدينة المقدسة سيكون بداية إعلان الوفاة لهذه الصحيفة التي ترتبط في جزء من تاريخها بالقدس العاصمة التي لا تزال تعاني مؤسساتها من نزيف الهجرة إلى الشمال سواء في الرام أو في رام والبيرة...!!

هذا النزيف مستمر لم يبدأ ب"القدس" الصحيفة، وربما لن يكون الأخير، وقد سبقها إلى هذه الهجرة "الطوعية" عشرات المؤسسات والمراكز وفي المقدمة منها نقابة الصحفيين، الاتحاد العام لنقابات العمال، وغيرها يربو عددها عن 30 مؤسسة.

هذا الرحيل أو الانتقال الطوعي لصحيفة القدس، سبقه قبل نحو عامين تأجير مقرها التاريخي في نهاية شارع صلاح الدين إلى بنك ليئومي الإسرائيلي. كما حدث قبل ذلك مع المقر السابق لجامعة القدس عندما تم تاجيره  لبنك هبوعليم ..

ما يذكره بعض الزملاء في الصحيفة، أن القرار بالانتقال إلى البيرة سيشملهم جميعاً في خطوة وصفوها بأنها حركة ذكية للتخلص من أعداد كبيرة يرفضون العمل خارج القدس سواء في رام الله أو غيرها لما سيكلفهم ذلك من معاناة نفسية وأعباء مالية بسبب الانتقال عبر الحواجز خاصة حاجز قلنديا العسكرية، ويستدلون على هذا التوجه من انتقال مدير تحرير الصحيفة الحالي الزميل محمد أبو لبدة للعمل في الفترة الصباحية للعمل في مقر الصحيفة على "سطح مرحبا".

يتساءل الزملاء الذين تحدثنا إليهم، عما إذا كانت هذه الحركة محاولة للتنصل من التزامات الصحيفة نحوهم مستقبلا، وجعلهم يتخذون القرار بترك وظائفهم والاستقالة منها بإرادتهم دون إكراه.

أحد الزملاء، قال لنا أن المدير المالي والإداري الحالي قدم استقالته لأصحاب الصحيفة المقيمين في لندن.. ويشك هؤلاء بأن استقالته قد تندرج في سياق التخلص من أي التزام اتجاه الموظفين والعاملين في الصحيفة، وهو المسؤول عن كل التواقيع المتعلقة بصرف رواتب الموظفين. ويضيف هؤلاء الزملاء: أن الانتقال إلى البيرة يعني التخلص من التزامات الصحيفة لدوائر الضريبة الإسرائيلية وتخفيف الأعباء المالية عنهم، على خلاف ما سيكون الأمر عليه حين الانتقال إلى البيرة والتي ستخضع الصحيفة عندها لقانون العمل الفلسطيني.

إذن، ربما تكون هذه بدايات النهاية لصحيفة تعاني الزفرات الأخيرة من مسيرة إعلامية طويلة ستختزل في موقع إلكتروني لن يتسع لهذا الكم من الموظفين الذين سيجدون أنفسهم خرج اللعبة وخلف طوابير الانتظار الطويلة للعاطلين عن العمل.

هي نهاية مأساوية بكل ما تحمله الكلمة من معنى... لا يرغمنا الاحتلال على الرحيل .. بل نحمل أمتعتنا فوق ظهورنا ونرحل إلى حيث ألقت في مدن يحاصرها الاحتلال ويتحكم بمفاتيح خروجنا ودخولنا إليها، بينما نحن لا زلنا رهائن شعاراتنا السخيفة... ورهائن خطايا السياسة التي جعلت القدس ملفاً مؤجلا قبل أن يلتهمها الاحتلال ويقضمها أمام أعيننا حتى لم يبق لنا سوى مساحة الأرض التي نقف فيها على أقدامنا.

هناك على "سطح مرحبا" سيتذكر الراحلون عن القدس مدينة تركوها.. ولم يبق فيها إلا من اختار الرباط حتى يوم الدين متخذاً الخيام.. وبيوت الصفيح والطوب.. يدفع من قوت أبنائه ضريبة الانتماء لهذه المدينة المعظمة بقداستها.. وعندئذ فلات مندم.. سيرون المدينة من بعيد ويشتاقونها دون أن يبلغوها.. 

للتذكير فقط:

صحف نحن أغلقناها بإرادتنا بذريعة العجز المالي: "الفجر" لمحررها المسؤول حنا سنيورة.. "الشعب" لصاحباها ومحررها محمود يعيش...  المكتب الفلسطيني ومجلته "العودة"... ونقابة الصحفيين التي رحلت بإرادتها لتنتقل إلى رام الله