• 24 تشرين أول 2019
  • مقدسيات

 

القدس – أخبار البلد -  في تاريخ   1968/1/10  بعث المحامي المعروف "عزيز شحادة" رسالة لرئيس مجلس إدارة شركة الكهرباء والذي كان يراسه في حينه " احمد زهير العفيفي" بعد ان قامت السلطات الإسرائيلية بإبعاد رئيس المجلس "روحي الخطيب" الى الأردن ، عرض فيها الراي القانوني كرد على رسالة بلدية الاحتلال " تيدي كوليك"  والذي طلب بانتداب اثنين من اليهود من  البلدية لمجلس الادارة ، في اطار محاولة السلطات السيطرة على الشركة لما لها من أهمية في الحفاظ على الهوية العربية للمدينة . ومن هنا جاء طلب  البلدية انتداب اثنين  ليمثلها في مجلس  الإدارة في اطار فرض سياسة الامر الواقع وباعتبارها  حلت محل  الأردن التي كان لها ممثلين في مجلس إدارة شركة كهرباء محافظة القدس .

 فجاءت الاستشارة القانونية من المحامي "عزيز شحادة"  والذي قال حرفيا في الرسالة

" ان على المجلس ان يقرر اما قبول  العضوين  اللذين عينتهما بلدية القدس ، بدون الاقرار بان البلدية  أصبحت مالكة للاسهم ، بدون الإقرار بان في قبول العضوين المشار اليهما  اذعانا لسلطة بلدية القدس على الجزء العربي في المدينة ، او رفض قبول  العضوين وتحمل النتائج التي قد تنجم ومنها تدخلات حارس أملاك الغائبين وغيره ،

 واختتم المحامي رسالته بهذه الفقرة :

" وانني لا استطيع ان اسدى النصيحة حول اتخاذ أي من الموقفين  المشار اليهما  لان هذا منوط بأعضاء المجلس  انفسهم ، غير انني  في نفس الوقت على اتم الاستعداد لإعطاء أي شرح اضافي للوضع القانوني قد يراه مجلسكم الموقر ضروريا"

 وكان القرار جريئا في حينه وبالتأكيد تم بعد التشاور مع من يجب التشاور معه ، حيث تقرر السماح لمندوبي بلدية القدس بحضور اجتماعات مجلس الإدارة ،  واستمر الحال على حاله حتى عام 1999  عندما قرر رئيس مجلس الإدارة في حينه " حنا ناصر" باستبعاد ممثلي البلدية من اجتماعات مجلس الإدارة في خطوة رافقها تهديد مباشر من قبل وزارة البني التحتية الإسرائيلية عم 2001 بسحب ترخيص الشركة بالكامل وانهاء اعمالها في القدس والضفة الغربية،  عندها توجه " فيصل الحسيني" والمدير العام "هشام العمري" للرئيس الراحل " ياسر عرفات" طلبا للاستشارة  والذي سال ان كان وجود المندوبين عن بلدية القدس يؤثر على قرارات مجلس الإدارة ، فكان الجواب انه لا تأثير على الإطلاق فهم اثنين من ستة عشر عضو ، فقال الرئيس عرفات صاحب الرؤية وبعد النظر " ان ما يهمنا هو بقاء وعمل الشركة في القدس ويجب الحفاظ عليها بكل الوسائل " .

يا ليت من يعمل حاليا على انهاء دور الشركة سواء عن قصد او عن غير قصد، ان يعرف هذا التاريخ، وان يفهم ان الخطر كبير وان الازمة حقيقية.

هذه الصفحات من التاريخ لا بد من فتحها الان  ليعرفه أصحاب النوايا الحسنة  وغير الحسنة، وكل من يبذل الجهود لإخراج الشركة من ازمتها الحالية التي تهديدها نتيجة موقف البعض  المتناسي ان هناك من يتربص  وينتظر اللحظة المناسبة للانقضاض على الشركة ، بعد ان تكون قد انتهكت قواها من قبل  ابناءها ومن قبل من يملك اجندة ضيقة عفنة شخصية ، او من قبل من يمثل جماعات ترغب بتدمير الشركة من اجل اهداف جشعة وحب في السيطرة .

 على  الجميع ان يعرف التاريخ العريق والمشرف لهذه الشركة التي حافظت من عشرات السنين على عروبتها.