• 11 تشرين الثاني 2019
  • مقدسيات

 

  القدس – أخبار البلد -  بعد ان أعلنت الجهات الرسمية الإسرائيلية عن مصادقها على مشروع  القطار الهوائي بمرحلته الأولى والتي  يربط القدس الغربية بحائط البراق، بحيث يكون  الانطلاق من حديقة الجرس وصول الى البراق بحجة زيادة عدد اليهود والسياح الراغبين بزيارة المكان ، ارتفعت الأصوات المعارضة لهذا المشروع الذي من شانه ان يحدث تغير جذريا في القدس، ويعتبر جزءا من تهويد المدينة ، إضافة الى اضراره البيئة

 أصدرت الهيئات الإسلامية المتمثلة بمجلس الأوقاف والشؤون والـمقدسات الإسلامية، والهيئة الإسلامية العليا، ودار الإفتاء الفلسطينية، ودائرة قاضي القضاة، ودائرة أوقاف القدس وشؤون الـمسجد الأقصى الـمبارك، بيانا وصلت نسخة منه "شبكة أخبار البلد" جاء فيه " تشهد مدينة القدس والـمسجد الأقصى الـمبارك ومنذ الأيام الأولى من عمر هذا الاحتلال ولغاية أيامنا هذه عواصف متلاحقة من حملات التهويد الـممنهجة والتي أوصلت القدس ومسجدها إلى نكبة حضارية جغرافية تاريخية إنسانية لم يعرف مثلها بالتاريخ.

فسياسات الاحتلال ومخططاته التي تحيط بالـمسجد الأقصى الـمبارك أضحت عبئاً وأمراً واقعاً يراد منها ومن خلالها فرض رواية غريبة ودخيلة على الـمشهد الـمعماري والحضاري لـمدينة القدس، ومن خلال الحفريات والأنفاق والبؤر الاستيطانية، والـمسارات التوراتية، والحدائق التلمودية، لتتوج سلسلة هذه الاختراقات والانتهاكات بإقرار حكومة الاحتلال لـمسار القطار الهوائي [التلفريك] والذي تعتزم بلدية الاحتلال إقامته على مشارف الـمسجد الأقصى الـمبارك كاشفاً ساحاته بشكل خطير وغير مسبوق، انطلاقاً من جبل الزيتون حتى أسوار الـمسجد الجنوبية، ناهيك عن مجموعة الأعمدة الخرسانية والفولاذية التي ستنتهك الأراضي الوقفية الـمسيحية والإسلامية على امتداد مساره الـمفترض.

من هنا تستنكر الهيئات الإسلامية في مدينة القدس هذا العبث الخطير من قبل سلطات الاحتلال، محمّلين إياها كل التبعات القانونية والأمنية الخطيرة التي تحدق بالـمسجد الأقصى نتيجة هذا الاستهتار الذي يتنافى مع كافة القوانين والأحكام الدولية التي أكّدت على بطلان كل إجراء وتغيير تفرضه قوة احتلال مهما كانت أهدافه ومسوغاته، والذي يؤكد أن منظومة التخطيط والـمشاريع التهويدية في مدينة القدس باتت تتحرك من مصالح سياسية ضحلة، ضاربة عرض الحائط بكل موروث الـمدينة الحضاري لسلب وتجريد هذه الأيقونة التاريخية من كل رموز بهائها وجمالها ومعالـمها التي تتكامل في تشكيل هويتها العربية والإسلامية، وذلك بإغراقها بالـمشاريع السياحية الرخيصة والأبراج الخرسانية والـمكعبات الفولاذية.

وعليه نؤكد مرة بعد مرة على ضرورة تحمل دول العالم العربي والإسلامي مسؤولياتها في استيعاب حجم الخطر المحدق بأقدس مقدسات الـمسلمين، بمنع كافة أشكال التطبيع القذر الذي يضرّ بصمود الـمرابطين على عتبات الـمسجد الأقصى الـمبارك ليقدم غطاءً سياسياً رخيصاً لـمثل هذه الـمشاريع التخريبية.

كما نطالب بضرورة استغلال كافة الـمحافل الدولية ذات الصلة، ومنها لجنة التراث العالـمي التابعة لليونسكو والتي لا بد بان ترفع صوتها عالياً في وجه هذا الـمشروع التهويدي بالغ الخطورة، وذلك بتفعيل قراراتها السابقة التي اعتبرت مدينة القدس وأسوارها كإحدى مكونات التراث العالـمي الـمهددة، والتي أكّدت بطلان كافة إجراءات الاحتلال التي أحدثها في الـمدينة الـمقدسة، وذلك لتجريم ومحاكمة هذه الـممارسات الرامية للعبث بواقع الـمدينة والتي تشكّل ذروة الـمطامع الانتهازية الهادفة لترسيخ الروايات والأساطير على حساب الحقائق التاريخية الثابتة.

فالاحتلال الذي فشل في تغيير وجه الـمدينة الـمقدسة رغم مئات الـمشاريع الباطلة التي نفذها فوق الأرض، وبالرغم من عشرات السراديب والأنفاق التي نبشت بطبقات الـمدينة التاريخية باحثة عن وهم وخيال لربطها بالأساطير والخرافات، سيفشل حتماً في اعتلاء سماء هذه الـمدينة لحجب ما تبوح به من جمال عربي وإسلامي أصيل.

وبالرغم من كل هذا العبث سنبقى على عهدنا ورباطنا في بيت الـمقدس وأكنافه، وسنظل الأوفياء للقدس وأقصاها على خطى جلالة الـملك عبد الله الثاني ابن الحسين صاحب الوصاية والرعاية حفظه الله ورعاه، والذي نشد على أياديه في الذود عن الـمسجد الأقصى الـمبارك/الحرم القدسي الشريف.

 

*وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ*