• 8 كانون الثاني 2020
  • مقدسيات

 

 القدس – أخبار البلد -  ان ما تشهده ساحة مصلى باب الرحمة في الأيام الأخيرة من اعتداء بوحشية على المصلين واعتقال كل من يقترب هناك من قبل قوات الشرطة التي تعيش حالة تأهب غير معتادة في محيط باب الرحمة ، كل هذا يثبت مرة أخرى ان القرار السياسي الذي تقوم الشرطة بتطبيقه في  الاقصى هو قرار التصعيد ، وقرار خلق الواقع في منطقة باب الرحمة وفي السور الجنوبي للمسجد، حيث تستغل السلطات الإسرائيلية حالة  الغياب الكامل للموقف العربي المخزي وموقف العالم الإسلامي الهزيل

 في هذه الأجواء وجد مجلس الأوقاف والشؤون الاسلامية والمقدسيين  في صف واحد وحيد في هذه المواجهة ، حيث سارع مجلس الأوقاف الى اصدار بيان وصلت نسخة منه لشبكة " أخبار البلد" وهذا نصه :

في ظل تصاعد الـمخاطر الـمحيطة بالـمسجد الأقصى الـمبارك والهجمة الشرسة من قبل حكومة الاحتلال ومن خلفها مجموعات الـمتطرفين التي باتت جزءً لا يتجزأ من مكونات الـمشهد الحزبي الـمساهم في صياغة سياسات الاحتلال وأهدافه، حيث تطال اليوم هذه السياسات كل ما يتعلق بالـمسجد الأقصى الـمبارك بشكل ممنهج لتستباح فيه ساحات الـمسجد الأقصى الـمبارك صباح مساء من قبل مجموعات الـمتطرفين الطامعين وبحماية من شرطة الاحتلال التي تتطور أدوارها بشكل مطرد لتشكل الذراع الذي يبطش بجموع الـمصلين والـمرابطين على أبواب الـمسجد الأقصى الـمبارك وفي ساحاته، وخاصة في محيط مصلى باب الرحمة . حيث  بلغ صلف شرطة الاحتلال الى تصعيد نوعي صارخ بتحريكها لدعوى قضائية بالغة الخطورة قبل أيام قليلة تطالب فيه محاكم الاحتلال استصدار امر بتجديد اغلاق باب الرحمة، وذلك استناداً لاوامر قضائية سابقة خاصة بتقييد استعمال ما اسمته مكاتب لجنة التراث الوهمية التي تتخذها شمّاعة واهية لتعلق عليها اطماعها ومخططاتها بحق مصلى باب الرحمة وذلك كما اسلفنا نيابة عن حراك الـمتطرفين ومجموعاتهم التي باتت تتحكم بنهجها وسلوكها.

والشاهد في الامر تزامن هذه الدعوات بتحركات مريبة تمارسها شرطة الاحتلال هذه الأيام على ارض الواقع في محيط مصلى باب الرحمة وكامل الـمنطقة الشرقية بالاعتداء على جموع الـمصلين ضرباً واعتقالاً وابعاداً، وذلك بتحقيق تواجد شرطي غير مسبوق في محاولة لفرض واقع جديد يمهد لادوار اكثر خطورة تتهدد الـمنطقة والـمسجد الأقصى بشكل عام.

ناهيك عن تعطيل وتدخل شرطة الاحتلال السافر بمجمل مهام ووظائف دائرة الأوقاف الإسلامية وشؤون الـمسجد الأقصى الـمبارك من صيانة ومشاريع حيوية هامة وضرورية لصيانة الـمباني التاريخية، التي باتت تعاني من اثار التلف نتيجة لتقادم مشاريع صيانتها وحفظها وتأخير مشاريع الاعمار الخاصة بها، وكل هذا يأتي في غمار محاولات آثمة بالغة الخطورة تسعى فيه سلطات الاحتلال اقحام نفسها في كل ما يتعلق بالمسجد الأقصى المبارك، من خلال نصب سقائل واعمال صيانة مريبة للاسوار الخارجية للمسجد الأقصى الـمبارك من الجهة الغربية والجنوبية في رسالة تحد وغطرسة غير مسبوقة، الأمر الذي نعتبره اعتداءً صارخاً على جزء اصيل من أجزاء الـمسجد الأقصى الـمبارك/الحرم القدسي الشريف.

وإزاء كل هذه الخروقات بالغة الخطورة، وفي اطار الاجتماع الـمفتوح لـمجلس الأوقاف الإسلامي في مدينة القدس نؤكد على ما يلي.

1. الى كل من تسول له نفسه إعادة عقارب الساعة الى الوراء، أو التنكـّر لحقوقنا في إدارة وصيانة مقدساتنا، نؤكّد له باننا عقدنا العزم ان لا تمس مقدستنا، فهذا مصلى باب الرحمة كان وسيبقى جزءً أصيلاً من الـمسجد الاقصى الـمبارك الذي بارك الله حوله، بحكم قانون رباني قدر الله له هذه الـمنزلة والشأن مسجداً اسلامياً خالصاً  للمسلمين وحدهم لا ينازعهم فيه الا هالك، فلا اعتبار ولا مكانة لاي قانون عابر وضعي كان من كان صاحبه ولن يملى عليه أي قرار او حكم فلا محاكم الاحتلال ذات اختصاص ولا تشريعاته وقراراته محل اعتبار، واي قرارت تصدرها هذه الدوائر لن تلزمنا بشئ، خاصة مع استنادها الى تلك الحجج والاباطيل الواهية التي تقترب للخيال اكثر منها للواقع.

2. ان كافة إجراءات الاحتلال بحق حراس الـمسجد الأقصى الـمبارك والـمرابطين والـمصلين من ضرب واعتقال وابعاد لهي خير دليل على نوايا الاحتلال بدفع الـمنطقة الى شبح صراع مرير باختلاق أزمة جديدة لتحقيق مآرب واهداف لن تمر ولن تحمل معها الا الـمزيد من الاسى والفوضى، بلا ادنى أشكال الـمسؤولية أو الحرص على حرمة دور العبادة وحرية ممارسة الشعائر الدينية فيها، والاحتلال وحده من سيتحمل الـمسؤولية عن هذه الـمآسي الناتجة عن تصرفاته.

3. على سلطات الاحتلال احترام الوضع الديني والتاريخي والقانوني القائم في الـمسجد الأقصى الـمبارك، والذي تشكل فيه دائرة الأوقاف الإسلامية وشؤون الـمسجد الأقصى الـمبارك الجهة الرسمية والوحيدة الـمسؤولة على إدارة وصيانة كافة أجزاء الـمسجد الأقصى الـمبارك بما فيها أسواره الخارجية تحت رعاية ووصاية جلالة الـملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه.

4. يا أبناء بيت الـمقدس واكناف بيت الـمقدس، يا من استئمنتم على هذه التركة العمرية وهذا الإرث الصلاحي ان مسجدكم هذا ليستصرخ نخوتكم لـمن أراد تجديد هذه البيعة والرباط فيه، فطوبى لـمن حظي بهذا الشرف العظيم، ليقيم صلاته وقيامه في هذه البقعة الطاهرة الـمباركة. 

5. يثمن الـمجلس مواقف صاحب الوصاية والولاية والرعاية الهاشمية جلالة الـملك عبد الله الثاني ابن الحسين الراسخة من الـمسجد الأقصى الـمبارك، ويؤكد الـمجلس قناعته بأن جلالته لن يتوانى في تحمل الـمسؤولية الدينية والتاريخية في الدفاع والحفاظ على الـمسجد الأقصى الـمبارك لحمايته والحفاظ على رسالته ومكانته الإسلامية.

6. ويحمل مجلس الأوقاف الإسلامي سلطات الاحتلال الـمسؤولية الكاملة اتجاه أي محاولة لفرض واقع جديد في محيط مصلى باب الرحمة والمنطقة الشرقية، كما يحمّل سلطات الاحتلال مسؤولية أي اضرار معمارية تحدث لكافة الـمباني التاريخية التي أصبحت بحاجة ماسّة الى اعمال الترميم، وتطالبها بإزالة السقائل التي نصبتها في الجهتين الجنوبية والغربية على أسوار الـمسجد الأقصى الـمبارك/الحرم القدسي الشريف، وعدم منع دائرة الأوقاف من ترميم هذه الأسوار.

 " وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ"