• 19 آيار 2020
  • مقدسيات

 

  القدس – أخبار البلد -  ارتفعت وتيرة التوتر في القدس مع اقتراب  موعد ما يسمى "يوم القدس"  ونية الجماعات اليهودية المتطرفة وغير المتطرفة  للقيام بسلسلة من الاعمال الاستفزازية في القدس  الشرقية لاثبات سيطرتهم على القدس  التي احتلتها إسرائيل عم سبعة وستين،  في هذا الوضع أصدرت منظمة " بتسليم" الإسرائيلية اليسارية المعنية بحقوق الانسان  تقرير جديدا

يصف واقع الحياة في حيّ العيساويّة المقدسيّ بعد مضيّ 53 سنة على ضمّه إلى إسرائيل. تحوّل الحيّ خلال السّنة إلى الأخيرة إلى ميدان اشتباك دائم ويوميّ بسبب الحملة التي تشنّها الشرطة ولا تهدف منها سوى التجبّر بالأهالي. لكنّ هذه الحملة ليست سوى جزءٍ من الصّورة الكاملة: في التقرير الذي يصدر بعنوان هنا القدس : نهب وعنف في العيساوية  تحلّل بتسيلم السّياسة التي تطبّقها إسرائيل في الحيّ منذ ضمّته إلى حدودها، وهي سياسة قوامها نهب الأراضي والإهمال المتعمّد وغياب التخطيط - وعُنف الشرطة المطبّق بتطرّف وحشيّ في هذا الحيّ  الذي يقطنه نحو 22,000 إنسان وجعلت حيّهم أحد أفقر أحياء المدينة وأكثرها اكتظاظاً.:
 

ووفق تقرير بتسليم الذي وصلت نسخة منه شبكة " أخبار البلد"  فانه منذ أكثر من سنة تشنّ شرطة القدس على العيساويّة حملة تجبّر وعقاب جماعيّ حيث يقتحم الحيّ مقاتلو وحدة الشرطة الخاصّة ("اليَسام") ووحدة حرس الحدود دون أيّ سبب وبوتيرة شبه يوميّة. تعجّ شوارع الحيّ بقوّات "اليَسام" وحرس الحدود المدجّجة بالسّلاح ومركبات الترانزيت والجيبات وتحوم في أجوائه طائرات الاستطلاع. يتعمّد عناصر هذه القوّات استفزاز الأهالي بتصرّفاتهم التعسّفيّة ممّا يولّد اشتباكات يمارسون خلالها العُنف الشديد بحقّ الأهالي ويتسبّبون في تشويش مجرى الحياة في الحيّ: الإغلاق العشوائيّ لشوارع مركزيّة وخلق ازدحام مروريّ وطوابير انتظار طويلة وزعيق الصّافرات في مركبات القوّات في ساعات اللّيل المتأخّرة. إشهار السّلاح في وجه الأهالي وتهديدهم وإجراءات التفتيش المهين على الأجساد وفي السيّارات والحقائب حتى حقائب التلاميذ. الاستفزازات الكلاميّة وإغلاق المحالّ التجاريّة دون سبب ودون أمر رسميّ واقتحام المحالّ التجارية برفقة الكلاب وتفتيشها. اقتحام المنازل وتفتيشها أيضاً دون أمر رسميّ والاعتقالات التعسفيّة للقاصرين أحياناً في منتصف اللّيل ضمن انتهاك حقوقهم كمعتقلين أحداث وغير ذلك الكثير. تفيد قيادات الحيّ أنّ عدد الجرحى منذ بدء الحملة وحتى كانون الثاني 2020 بلغ نحو 300 جرّاء عُنف الشرطة وأنّ عدد المعتقلين منذ بدء الحملة وحتى بداية شهر أيّار بلغ نحو 850 معظمهم قاصرون.

ليست العيساويّة سوى مثال وإن كان متطرّفاً على الواقع في كلّ شرقيّ القدس. هذا الواقع نتاج سياسات احتلاليّة تتعامل مع الأحياء الفلسطينيّة في القدس وسكّانها كمادّة يشكّلها المحتلّ الإسرائيليّ ويتحكّم بها كما يشاء. لا يشغل إسرائيل في تعاملها مع هذه الأحياء سوى طموحها إلى نهب السكّان بأقصى ما يمكنها وترسيخ سيطرتها على أوسع مساحة ممكنة من الأراضي بكلّ ما يقتضيه ذلك من تجاهُل مطلق للواقع المعيشيّ الصعب الذي تفرضه على السكّان، بما في ذلك نسب الفقر العالية جدّاً والاكتظاظ السكّانيّ الشديد والفوضى التخطيطيّة العارمة.

هذا الواقع الناجم عن سياسات دؤوبة تدعمها جميع حكومات إسرائيل المتعاقبة منذ 1967 يعرّي جدول أعمال إسرائيل في الجزء الوحيد من الضفّة الذي ضمّته رسميّاً إلى حدودها - حتى الآن على الأقلّ: لا مساواة ولا حقوق ولا حتّى خدمات بلديّة بمستوى معقول بل تمييز وسلب حقوق وتسخير القوّة لأجل المزيد من التغوّل وفرض تفوّق مجموعة من سكّان المدينة على مجموعة أخرى.