• 21 تموز 2018
  • مقابلة خاصة

 

 

إسطنبول - أخبار البلد - إن كل مقدسي يتسائل وهو يقوم بزيارة مسجد ”الفاتح“ في اسطنبول، وهو يرى السجاد القديم قد عاد لمكانه بعد ترميمه، ماذا فعلنا نحن في سجاد المسجد الاقصى القديم ؟! لماذ لم يتم اعادة ترميمه فهو يحمل عبق التاريخ ، ولكن ما نراه في ساحات الاقصى هي قطع مما تبقى من السجاد القديم، الذي تم القاءه في  النفايات، او في احسن تقدير تم وضعه في المخازن ليتلف من تلقاء نفسه ،  اما السجاد القديم جدا فإنه لا احد يعرف مصيره !!  يجب المحافظة على هذه الكنوز في الاقصى كما الحال في مسجد الفاتح التاريخي والذي عاد له  سجاده بعد عامين من الغياب، ليزيّن أرضيته، ليعيد إليه عبق عصور من الزمن، ويمنحه خصوصية صنعت تميّزه وتفرّده.  وذلك بعد عملية صيانة خضع لها السجّاد التاريخي الذي يعود إلى زمن السلطان العثماني عبد الحميد الثاني (1842- 1918)، وتحديدا إلى عام 1889. 

وبعودة السجاد، وعددها 76 سجادة، استعاد جامع “الفاتح” رونقه المعهود، وألقه السابق، بل باتت أرضياته مشعّة ومستعدّة، بانتهاء فرشه، لاستقبال أفواج المصلين بحلّة بهية. 

وكما جاء في تقرير وكالة الانباء الرسمية ” الاناضول ” منذ القرن السادس عشر، كانت الورشات الكبيرة في ولاية “أوشاك” وجوارها، غربي البلاد، تصنع معظم السجاد الخاص بالقصور العثمانية، ومساجد السلاطين. اثر ذلك، وتحديدا أواخر القرن التاسع عشر، استلم المهمّة مصنع كبير تم إنشاؤه بمدينة “هيركيه” في ولاية قوجة إيلي، شمال غربي تركيا. 

ويعد السجاد الذي تم نسجه خصيصا لجامعي “الفاتح” و”بيازيد” في إسطنبول، من أوائل السجاد المصنوع في معمل “هيركيه.” وتم تصميم نقوش السجاد الخاصة بجامع “الفاتح” مسبقا، بحيث تأخذ شكلها الكامل لدى وضع القطع جنبا إلى جنب، وكأنها لوحة مقسمة لأجزاء. وخضعت الورشة التي جرت فيها عملية الصيانة لإجراءات أمنية مشددة، حيث زُودت بكاميرات مراقبة على مدار الساعة، إلى جانب تعيين 3 موظفين أمنيين على حراسة المكان. 

وخلال عملية الترميم والإصلاح، تم استخدام نحو 5 أطنان من خيوط الصوف، وحوالي 75 من خيوط القطن، حيث جُهزت في ولاية أوشاك، بشكل يتناسب مع الخيوط الأصلية المستخدمة في السجاد. 

مدير أوقاف المنطقة الأولى في إسطنبول، مورسل صاري، قال إن المديرية العامة للأوقاف التركية، سيّرت خلال السنوات الـ 15 الأخيرة، أنشطة ترميم وصيانة الآثار الثقافية في عدد من جوامع المدينة، مثل “الفاتح” و”السليمانية” و”بيازيد”. وأضاف أن المديرية رممت وأصلحت منذ عام 2002، نحو 5 آلاف أثر تاريخي، شملت الآثار غير المنقولة والمنقولة.  

وأردف أن جامع “الفاتح” خضع لعملية ترميم شاملة بين عامي (2007-2012)، قبل أن يجري، بنهاية تلك العملية، إزالة السجاد القديم من الجامع، وفرش سجاد جديد بدلا عنه.

صيانة خضعت لها 76 سجادة يبلغ من العمر 129 عاما، فيما تقدّر مساحة قطعه مجتمعة بألفين و94 مترا مربعا. 

وتماما مثل غيره من القطع العتيقة، شهد السجاد مرحلة طويلة من الصيانة والتنظيف، أشرف عليها فريق ضخم مكون من 60 موظفا، بينهم 37 خبيرا من خريجي الكليات المختصة بالحرف اليدوية والسجاد والنسيج. 

ووفق صاري، فإن تكلفة صيانة السجاد بلغت، في عامين، نحو مليونين و200 ألف ليرة تركية (ما يعادل نحو 450 ألف دولار). 

وحاليا، بدأت مرحلة فرش السجاد بأرضية الجامع، ومن المرجح أن تستمر من 3 إلى 4 أسابيع، وفق المصدر نفسه. 

صاري عاد ليؤكّد على أن “كل سجادة ثمينة لدرجة يمكن عرضها في المتاحف، كما أن جامع الفاتح يشبه المتحف، إذ يعد من أوائل جوامع السلاطين العثمانيين”. 

وبالنسبة له، فإن عملية الصيانة ستساهم في إطالة عمر السجاد لسنوات إضافية، ما من شأنه أن يحافظ على ميزة السجاد في حد ذاته باعتباره قطعا أثرية، وعلى الرونق والطابع الخاص للجامع الذي يقصده السكان المحليون وزوار تركيا من شتى أنحاء العالم.