• 2 آب 2018
  • مقابلة خاصة

 

 

 

 القدس - أخبار البلد -  يعكف حاليا الباحث المعروف الدكتور حازم البكري على اعداد كتاب عن تاريخ السينما في  فلسطين عامة وفي القدس بشكل خاص في العهد العثماني وحتى الانتداب البريطاني، وذلك انطلاقا من معرفته عن قرب  بعالم السينما،  حيث كانت عائلة البكري من العائلات التي تملك حصة كبيرة في سينما القدس الاكثر شهرة واناقتة من بين دور السينما التي كانت تعج بها مدينة القدس , حتى بداية تسعينات القرن الماضي . فلا زال الكثير من المقدسيين يحملون في ذاكرتهم  زوايا جميلة عن سينما القدس وعن الحياة الثقافة في تلك  المدينة .

    ويعود بنا الباحث البكري  بالذاكرة إلى ايام خولي في العهد العثماني الذي عمل ويعمل الكثيرون وبشكل ممنهج ، على رسمه بصورة سوداوية بمجمله، ففي هذا العهد كما يتضح من  كتابات الباحث الدكتور البكري فان الحياة الثقافية كانت غنية في تلك الفترة 

 وفي هذه العجالة تركز مقالة البكري على دار سينما مشهورة في  فترة الانتداب البريطاني انها سينما ركس التي قامت العصابات الصهيونية باحراقها ، لما تمثله من دور حضاري وثقافي عربي يثبت ان بهذا المدينة يعيش قوم يفوقهم ثقافة وعلما … في تلك الايام !! 

 

ابتدأ السيد يوسف البينا بناء الصالة في عام 1935 ,وتوج الافتتاح بتاريخ 16 حزيران 1938 بحضور القنصل المصري محمد حامد بفلم الجندي المحترف , ولم يستطع السيد يوسف سداد فاتورة مقاول البناء (يونا فريدمان ) فأضطر لادخاله شريكا معه , وكان معظم رواد السينما من العرب والبريطانيين , مما جعلها هدفاً لعدة اعمال عنف قامت بها مجموعات يهودية وكان اولها بعد نشر الكتاب الابيض , حيث وضعت متفجرات في الصالة اثناء عرض فلم (طرزان والقرد) سببت خسائر في المبنى تقدر بعشرين الف جنيه فلسطيني ,وسقوط خمسة قتلى وثمانية عشر جريحاً  وفي الثاني من كانون الاول 1947 قامت منظمة الارغون بحرق السينما ووكان آخر فلم عرضته قبل حرقها  فلم لعباس فارس (عدو المجتمع) ورحل السيد يوسف من فلسطين مهاجراً بحالة نفسية سيئة.

 

وقد وصفت موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية في المجلد السابع الاعتداء على سينما ركس  " أن من أبرز العمليات الارهابية التي شهدها العام الهجوم الذي دبرته إتسل على سينما ركس في القدس حيث جرى تخطيط متعدد المراحل لتحقيق أكبر عدد ممكن من الخسائر البشرية بواسطة المتفجرات التي تم تسريبها إلى المبنى إضافة إلى إلقاء القنابل داخله ثم فتح نيران الرشاشات على رواد السينما الذين خرجوا في حالة من الذعر والهلع، وقد تم تنفيذ هذه العملية الارهابية في 29 إيار 1939).

 

 

ام كلثوم في فلسطين

 

في كثير من المواضيع التي تسلط الضوء على الحياة الفنية في فلسطين  يذكر فيها عن حفلات غنائية احيتها بلبلة الشرق ام كلثوم في ثلاثينات القرن الماضي على في المدن الفلسطينية  القدس وحيفا ويافا و مرجعهم اعلانات الشوارع المنتشرة على صفحات الشبكة وقد تابعنا رحلاتها من اخبار واعلانات الصحف والمجلات.

  

 

فكتبت  مجلة الصباح المصرية التي رافقت ام كلثوم برحلتها الاولى عام 1931 ورصدت تحركاتها " أبحرت أم كلثوم على متن الباخرة الأميركية “أكس كمبيون” يوم السبت 29 آب/أغسطس، ورافقها في رحلتها شقيقها خالد أفندي وأعضاء تختها الذي ضمّ الملحن والعواد محمد القصبجي، القانونجي محمد العقاد، والكمنجاتي كريم حلمي. وكان في وداعها جمع كبير من رجال الأدب والفن. تأثرت أم كلثوم عند إقلاع الباخرة، وبكت من شدة الانفعال، وفوجئ الجميع ببكائها، فالمعروف عنها انها “فتاة جبارة لا يهيجها ويحرك ساكنها الا أمر عظيم”.

 

استقبل العاملون في الباخرة الضيفة الكبيرة بحفاوة بالغة، ورفعوا صورها في غرف القبطان والعاملين، وساروا في جو هادئ، وبلغوا ميناء يافا يوم الأحد. رحّب جمع من أعيان يافا بالنجمة القادمة من مصر، وأقاموا حفلاً على شرفها، بعدها واصلت الباخرة رحلتها، وحطّت في حيفا حيث كان في انتظار أم كلثوم جمع آخر من الأعيان والوجهاء والأدباء. بعد هذه المحطة، تابعت أم كلثوم هذه الرحلة، ووصلت في نهاية الشهر إلى بيروت" ولم تأتي المجلة على ذكر مدينة القدس في رحلتها بالتاريخ المذكور . ولكن ما ورد من اعلانات بصحيفة فلسطين  تؤكد انها احيت حفلات في 10 و 11 تشرين الاول من عام 1931 .

 

واما رحلتها الثانية عام 1933 نشرت صحيفة فلسطين الصادرة في 4 تموز من نفس العام خبر انتهاء حفلات ام كلثوم في فلسطين وعودتها بالقطار الى مصر بعد ان الغت الحفلات التي اعلن عنها  في القدس وان حفلتها الاولى التي اقامتها في يافا كانت ناجحة لكثرة من حضرها من اهالي يافا واللد والرملة  ونابلس وغزة وغيرها وقد كانت اقامت حفلاتها في 1 و 2 تموز في بستان ومقهى الباريز يانا في يافا وهي نفس الصالة التي غنى بها عبد الوهاب في 31 ايار 1932.

 

اما رحلتها الثالثة فكانت في شهر ايار من عام 1935 حيث قدمت حفلاتها الغنائية  في سينما اديسون في القدس  وسينما اوبرا مغربي في يافا وسينما عين دور في حيفا حفلتين في كل صالة حسب النشرات الدعائية  في جريدة الدفاع على مدى عشرة ايام.