• 27 نيسان 2019
  • مقابلة خاصة

 

بقلم : د. نائلة الوعري

 

اثناء قيامي بعملية بحث عن مادة ما تخص مؤلف قادم  عن مدينة القدس وعن بدايات المشروع الصهيوني وأطماعه في فلسطين وجدت  كمية من التصريحات لقادة صهاينة فيها رصد مؤلم، لما نسميه الان، خطر تهويد القدس والاستيلاء عليها كاملة 

 تلك السياسة ليست وليدة لحظة، او بسبب ارتفاع منسوب العنصرية في المجتمع الاسرائيلي اليهودي، او انها رد عاطفي يميني اسرائيلي ،بل انها عبارة عن مشاريع تخطط لها منذ منتصف القرن التاسع عشر وظهرت واضحة في عدة كتابات

  *كتب "ثيودور هرتسل" بتاريخ 21/10/1898 في الصفحة (845) من مذكراته ما يلي:

"إذا حصلنا يوماً على القدس وكنت لا أزال قادراً على القيام بأي شيء ففي الوقت الذي تحصل فيه عليه فإن أول ما سوف أبدأ به هو إزالة كل شيء ليس مقدساً في نظر اليهودية وإحراق الآثار التي مرت عليها القرون".

*وفي أوائل الثلاثينات من القرن الماضي كشف الوزير البريطاني اليهودي اللورد ميلشيات عن نوايا حكماء صهيون إزاء المسجد الأقصى ومما قاله في هذا المقام: إن يوم إعادة بناء هيكل سليمان قد اقترب، وسأصرف بقية حياتي في السعي إلى إعادة بناء الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى".

 

وبعد احتلال الشطر الثاني من القدس العربية في يوم 7/6/1967 قال "دافيد بن غوريون": "لا معنى لإسرائيل بدون القدس ولا معنى للقدس بدون الهيكل".

 

وفي 4/8/1967 أجرى محرر مجلة "التايم" الأمريكية حواراً مع المؤرخ الصهيوني "اسرائيل الداد" حول إعادة بناء هيكل سليمان والشروط التي يجب توافرها لإعادة بنائه، وماذا سيكون مصير المسجد الأقصى؟ أجاب الداد: "أنه موضوع بحث ولكن من يدري فلربما حدثت هزة أو حريق 

وفي 12/8/1968 صرح "وزير الأديان الإسرائيلي" "زيرح فارهافتيك" أثناء اجتماع عقد في القدس لرؤساء حاخامي أمريكا وبريطانيا وفرنسا وغيرهم من رجال الدين اليهودي ومن جميع أنحاء العالم قال:

"إن تحرير القدس وضع جميع المقدسات المسيحية فيها وقسماً مهماً من المقدسات الإسلامية تحت سلطة اسرائيلية، وأعاد تجميع مقدسات اليهود فيها إليهم وبالنسبة للحرم القدسي فهو قدس الأقداس بالنسبة لليهود، لكنه لا يزال مقدساً لدى ديانة أخرى، وأن الإسرائيليين لا ينوون في المرحلة الراهنة إعادة بناء هيكل سليمان، وأنه من الأفضل إرجاء هذه الفكرة في الوقت الحاضر ولكن هذا لا يعني أن يمتنعوا عن القيام بعمل ما يستطيعون.

وفي يوم 16/6/1968 نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" بيان لجنة صهيون ومعه خريطة للقدس القديمة، اخفي منها المسجد الأقصى ومسجد الصخرة وكان مكانهما ميدان الهيكل.

وسمى الجنرال "الاسرائيلي" "عوزي ناركس" مستوطنة "معاليه ادوميم" بأنها المفتاح العسكري للقدس وفي موقع آخر عاد "وزير الأديان الاسرائيلي" ليؤكد حقيقة أطماع "اسرائيل" ونواياها التوسعية بقوله: "لا يناقش أن الهدف النهائي لنا هو إقامة الهيكل وعندما يحين الموعد لا بد من حدوث زلزال يهدم الأقصى ويبنى الهيكل على أنقاضه "إن المسجد الأقصى وقبة الصخرة وكذلك مجلس الخليل جزء من ممتلكاتنا".

 

وفي جمع من السياح وفي أوائل 1984 تحدث دليل سياحي "اسرائيلي" على مسمع من الصحيفة الأمريكية، "غريس هالس" بقوله: "سنبني الهيكل الثالث في هذا الموقع وأشار إلى المسجد الأقصى وقبة الصخرة" قائلاً: "كل الخطط جاهزة حتى مواد البناء جاهزة، اثنتان من المدارس الدينية عندنا بدأتا في تعليم اليهود طريقة تقديم الأضاحي في الهيكل، أحد المهاجرين من رومانيا يعكف على نسيج الثياب الحريرية التي سيرتديها كهنة الهيكل والصناع في عدة ورش في القدس يعكفون على إنتاج لوازم الهيكل. أما تصميم بناء الهيكل فهو جاهز، فقد وضع عالم الآثار "الاسرائيلي" "أفي يونا" نموذجاً مجسماً له، وهو جاهز التنفيذ.

 

في السابع من حزيران عام 1967 دخل الجنود "الاسرائيليون" ساحة المسجد الأقصى وخطب فيهم قائدهم "مردخاي غور" قائلاً: "أصبحت القدس لكم إلى الأبد".

 

وقال وزير الحرب "موشيه ديان": "لقد جئنا ولن نغادر هذا المكان أبداً بعد الآن أخلقوا حقائق جديدة وبعدها فاوضوا، هناك دائماً وقت للمفاوضات".

 

أما "مناحيم بيغن" فقد قال بعد أيام: "آمل أن تتم إعادة بناء الهيكل على جبل البيت بسرعة وفي أيامنا هذه".

 

وصرح "تيدي كوليك" رئيس بلدية القدس (الذي كان يبدو حملا وديع له دمر الوجود العربي في القدس ) في تموز عام 1977 "يوجد اسرائيليون يوافقون على التخلي عن الجولان، وآخرون يؤيدون التخلي عن سيناء، وآخرون يؤيدون التخلي عن الضفة الغربية، ولا أعتقد أنك ستجد أي اسرائيلي يقبل بالتخلي عن القدس. فلا يستطيعون ذلك ولن يقبلوه".

 

 ان ما نراه اليوم أفظع بكثير مما قيل وأصبحت الاقتحامات تسير يوميا وتتمدد في ساحات الاقصى وأمام ابوابه وعلى أطراف المقابر الاسلامية وقد تصل باب المسجد الاقصى نفسه وطلب الصلاة فيه كما صرح أحد الحاخاميين اليوم ان من حق اليهود الصلاة في المسجد الاقصى "القبلي" وقبة الصخرة 

. وما تشهده المدينة هذه الايام هو استمرار لسياسة واضحة المعالم يتم تطبيقها بحذافيرها، ويبقى السؤال ماذا لدينا؟! هل هناك استراتيجية  فلسطينية عربية واضحة لمواجه هذه السياسة للحفاظ على القدس؟وحماية مقدساتها ومساندة أهلها وشيوخها وعلمائها وأسراها والمرابطين والمطاردين والمبعدين  أم اننا سنبقى في اطار رد الفعل فقط وإطلاق الحناجر والهتافات "القدس لنا ! "والقدس عربية" ونحن نقف بعيدا متفرجين . وننتظر حتى يتم تحقيق ما خطط له منذ زمن ، هدم الاقصى بما عليه من مقدسات والاستيلاء الكامل على المدينة المقدسة وأقصاها .