• 18 آب 2019
  • مقابلة خاصة

 

 إسطنبول - أخبار البلد -  انه السلطان الذي لا زال اسمه يتردد كل يوم عشرات المرات في جنبات القدس وفي ازقتها وحاراتها وبعدة لغات ، وعلى لسان كل  زائر الى المدينة المقدسة كلما سأل على السور العظيم الذي يحيط بالمدينة والذي بفضله تجملت القدس بأجمل صورها وبفضله بقية عصية علي غزاة الماضي والحاضر لدرجة ان رئيس اول حكومة إسرائيلية بعد الاحتلال اقترح إزالة سور القدس حول البلدة القديمة حتى يختفى اخر معلم عثماني إسلامي من معالم الحضارة الإسلامية عن القدس

 بالتأكيد اننا نتحدث عن السلطان العادل سليمان القانوني ، والذي عاد الحديث عنه ليطفو على السطح مرة أخرى بعد اعلان  الوكالة التركية للتعاون والتنسيق (تيكا) عن قرب الانتهاء من أعمال البحث والتنقيب في مكان دفن أحشاء السلطان العثماني سليمان القانوني بالمجر، التي تشرف عليها.

وقالت منسقة برامح تيكا في بوادبست، صدى داغلي في تصريحات لوسائل الاعلام المختلفة  خلال زيارتها موقع الحفريات في مدينة زيغتفار المجرية، إن مشروع البحث الذي دعمته تيكا وبدأ عام 2012 بمشاركة علماء مجريين من جامعة بيس الحكومية، لإيجاد رفات السلطان سليمان القانوني، شارف على الانتهاء..

وكان السلطان سليمان القانوني قد أوصى بدفنه في إسطنبول، ولتحقيق وصيته، تم استخراج أعضائه الداخلية بما فيها القلب، حفاظا على جسده من التلف، ودفنها في زيغتفار، ثم تحنيط جثمانه ليتحمل الطريق إلى إسطنبول، حيث دفن هناك في ساحة مسجد السليمانية حاليا.

وبعد ذلك قام ابنه السلطان سليم الثاني ببناء ضريح ومجمع للتعليم الديني في المكان الذي دفنت فيه أعضاء والده، وظلت مباني الضريح والمجمع قائمة لمدة 150 عاما، إلى أن خرجت المنطقة عن سيطرة العثمانيين، ومن ثم تعرضت للتخريب.

 ان  السلطان سليمان القانوني يسميه  خصومه بسليمان العظيم، ولقَّبه رعاياه بالقانوني، ورغم شهرته بالعدل حتى مع رعاياه غير المسلمين، كما كانت نهايته غريبة، ولَم تفك طلاسمها إلا في وقت قريب،  ويعتبر من  أبرز سلاطين الدولة العثمانية وأطولهم مكوثاً في السلطة، حيث حكم لمدة 46 عاماً، ويعتبر المؤرخون أن الدولة العثمانية بلغت في عهده ذروة قوتها.

سليمان القانوني وهو السلطان العثماني العاشر، وقد ولد في عام 1494م، وجلس على العرش بعد وفاة والده السلطان سليم الأول عام 1520م وعمره 26 عاماً، واستمرت فترة حكمه 46 عاماً، انتهت بوفاته في عام 1566م،  وكان عمره 71 عاماً.

 

بجانب فتوحاته العسكرية، قام السلطان سليمان بالعديد من الإصلاحات الضرائبية، فجعل  الضرائب  متفاوتة، حسب دخل الأفراد، كما أسّس نظاماً إدارياً وقانونياً عادلاً، عمل على حماية مصالح المواطنين المسيحيين واليهود تحت ظل الإمبراطورية العثمانية.

ورغم الإصلاحات والعصر الذهبي..

 

في عام 1566، قاد السلطان سليمان جيشه في حملة عسكرية متجهة إلى المجر، وعلى الرغم من فوز العثمانيين في معركة سيكتوار، فإن السلطان سليمان لم يشهد الانتصار.

توفي السلطان سليمان القانوني بصورة طبيعية، في 7 سبتمبر/أيلول 1566، أثناء حصار حصن سيكتوار في المجر. يعتقد العلماء أن قلب السلطان سليمان وأعضاءه الداخلية دفنت في المجر بينما عاد جسده إلى القسطنطينية «إسطنبول حالياً»، وحُنطت جثته ووضعت في مسجد السليمانية في إسطنبول.

ووفقاً لكتابات المؤرخ والمستكشف العثماني اوليا جلبي Evlia Celebi، فقد أزيل قلب السلطان سليمان وكبده وأمعاؤه، ووضعت في وعاء من الذهب، ودفن الوعاء في خيمته بجوار حصن سيكتوار، بسبب ارتفاع درجة الحرارة  طول الطريق.

والمستشارون أخفوا  خبر وفاته، وزوَّروا أختامه

أخفى مستشارو السلطان خبر وفاته لمدة 48 يوماً كي لا يتخلى الجنود عن القتال، وكي لا يجلس ابنه سليم الثاني على العرش أثناء وجودهم في  المعركة، وتم تزوير خط يد السلطان على وثائق رسمية للحفاظ على سر وفاته.

كما قاموا بتزييف موت أحد الخدم ليتمكنوا من نقل جثمان السلطان من المخيم دون علم أي شخص، وهو ما قد يشير إلى حرص المستشارين على عدم إشاعة الإحباط بين الجند والجيش إثر وفاة السلطان. ثم تم تحويل المكان إلى مزار ديني، ولكنه لم يلبث أن اختفى أثره

ومع مرور الوقت تحوَّل مكان دفن أعضاء وأحشاء السلطان إلى  ضريح وأقيم بجواره مسجد، وحامية عسكرية  صغيرة، وتحول هذا المكان حيث يوجد قلب السلطان مع مزيد من الوقت  مزاراً دينياً.

وبنى العثمانيون مدينة مُحيطة بالضريح خلال السبعينات من القرن السادس عشر، أثناء الحكم العثماني للمجر، وسميت مدينة توربك إلا أن المنطقة دُمرت بالكامل عندما استعادت هابسبورغ (العائلة الملكية بالنمسا «الإمبراطورية الرومانية المقدسة») المنطقة في  وهو ما جعل العثور على قبره بمثابة لغز طيلة القرون التالية لوفاته.