• 27 نيسان 2020
  • مقابلة خاصة

 

 القدس – أخبار البلد – لقد تمكن الفنان التشكيلي المبدع طالب  الدويك من  الاستفادة من زمن  الكورونا والحجر الصحي ثقيل الدم ، استفادة  نوعية،  فلقد انجز مزيد من اللوحات المميزة بأسلوبه المعروف به حيث القدس قلب هذه اللوحات ، كما انه امضى مزيدا من الوقت في  المطبخ يمارس هوايته صنع الحلويات .

 هذا ما قال الفنان في حديث شيق مع شبكة " أخبار البلد" حديثا عن بعد،  ولكن به الكثير من القرب والمودة والمحبة والصراحة ، فالفنان طالب  الدويك معروف بدماثة اخلاقه وبحرفيته الفنية العالية ، التي جعلته في مصافى الفنان التشكيلين الفلسطينيين الكبار ، او كما قال مازحا المخضرمين أي كبار السن .

 قال الفنان طالب ل"أخبار البلد" : إننا نعيش الكثير من الظروف الصعبة هذه الأيام  بسبب فيروس كورونا ، مما يشعرنا بالكثير من الألم والحزن  نتيجة هذا الحجر الصحي الذي زاد وضعنا صعوبة ، فلقد اصبحنا في حجر اخر إضافة الى الحجر الاحتلالي المفروض علينا جميعا.   

 مسترسلا بحديثه الذي لا يمل : " وبالنسبة لكي كفنان انا مثل غيري من معشر الفنانين والمثقفين  لنا دور بالغ الأهمية في تصوير وتوثيق الواقع الذي يعيشه الانسان  الفلسطيني ، فنح بمثابة شاهد على الزمان والمكان ، وانا بشكل خاص كان محور اعمالي القدس، ولهذا  قمت برسم صورة القدس في لوحة جميلة جدا في صلاة التراويح مقارنة مع لوحة أخرى تظهر القدس حزينة رغم ان مساجدها مضاءه وشبابيك المنازل كذلك ، الا انها تخلو من الناس.

 ولكن  اتضح ان الحجر الصحي بالنسبة للفنان  له فوائد اخرى ،كما هو حال الفنان طالب  الدويك : " كفنان  تشكيلي انا متعود على أجواء الحجر ، فنحن في حالة الابداع نرنو الى العزلة، فانا اعمل في الليل في المرسم بعيد عن اجواء الصخب واحب الهدوء، وبالعادة اعمل  ما لا يقل عن ست ساعات يوميا ، امارس فيها النشاط الفني  بالإضافة الى هوايات أخرى ومشاهدة بعض المسلسلات  التاريخية ، في كثير من الأوقات امارس هوية الطبخ  وبالتحديد المساعدة  في اعداد  الحلويات

وأضاف الدويك لشبكة " أخبار البلد" : هنا ارغب بالإشارة الى اخر نشاط جماعي لنا في القدس قبل انتشار فيروس كورونا، والذي حمل اسم " نبض القدس " كان نشاطا فنيا مرتبطا بصفقة القرن  ورفضنا لها ، وشارك في هذا النشاط الذي عقد في قاعة المركز الثقافي يبوس  ثمانية وعشرين فنانا وفنانة ، كان عدد الفنانات اكثر من عدد الفنانين وهذا يثلج  الصدر ، حيث كنا ستة فنانين مخضرمين  ( كبار السن ) لهم باع طويل في الفن . كنت قد شاركت في شهر فبراير شباط بمعرض فني في   القاهرة وبالتحديد في منزل امير الشعراء احمد شوقي  مع كبار الفنانين المصرين وفنانة فلسطينية مقيمة في مصر  وعدد من الفنان الفلسطينيين المغتربين من كندا، وتزامن  هذا المعرض في  بداية انتشار الكورونا في الصين

 

 والفنان طالب الدويك الذي يحمل القدس في حله وترحاله يتمنى ان تغرب غيمة فيروس كورونا بأسرع وقت ممكن حتى يتمكن من المشاركة بالمعارض القادمة ويقول : " كانت هناك دعوة في بداية الشهر الحالي للمشاركة بمعرض في المغرب ،وتم الغاء ذلك بسبب الكورونا ، وفي  كل سنة أشارك بمهرجان دولي يقام في تونس  بمشاركة فنانين من كل انحاء العالم ، وان شاء الله أتمكن من المشاركة في هذا المهرجان الذي من المقرر ان يعقد في شهر تموز يوليو القادم .

 وبقى ان يطلعنا الفنان الدويك على اللوحات التي رسمتها ريشته خلال  فترة الحجر الصحي  والتي امتدت لأكثر من أربعين يوما  ،وأجاب الفنان بقوله

 " فترة الحجر الصعبة لمن تعود ان يخرج دائما ، ولكن لها جوانب إيجابية كثيرة  منها ان يتعرف المرء اكثر على أولاده، وان يقضى معهم وقت طويلا ثمينا ، وكما انها فرصة ليشعر  الانسان بالجهد الذي تبذله المراءة في المنزل ، وهذا فرصة لان يعطى المرء نفسه وقتا خاصا به،  كأن يقرأ وان يكتب .

 انا انجزت  ثلاثة اعمال الأول ربطته بالجدار والكورونا ، العمل الثاني يتحدث عن الربيع في القدس وفلسطين وكلها ازهار والوان زاهية  من اجل اعطاء  الامل للناس واللوحة الثالثة عن القدس في الليل في ظل الكورونا ورمضان وخالية من البشر.