• 19 آيار 2020
  • مقابلة خاصة

 

 القدس – أخبار البلد -  في زمن الكورونا  الذي شل الحياة العامة في القدس ،  وحول مدن العالم اجمع  لتكون مدن تسيطر عليها الاشباح ، بعد ان اختبأ سكانها في منازلهم خشية على حياتهم من هذا الفتاك المرعب الذي لا يعرف احد من هو ؟ وكيف يمكن التعامل معه ؟ هذا الزمن غير المتوقع  كان فرصة سانحة للكثير من المبدعين سواء كانوا فنانين رسمين او كتاب او غيرهم، لكي يكون مع انفسهم ويعيشون جانبهم الاخر ، الذي قد يختفى في زحمة الحياة اليومية ومتطلباتها 

 وهذا ما حدث فعلا مع الفنانة المبدعة وبحق " ميس داعور " والتي تمكنت في فترة وجيزة  أن تحفر اسمها  عميقا في  سور القدس التاريخي ، وفي لوحة الفنانين الذين يجب أن يتفخر بهم كل مقدسي وكل عربي وكل انسان. فلديها اسلوبها الخاص، رغم انه تنازع او ينازعها الكثيرون من الفنانين حب القدس ، الا ان اسلوبها يكشف عنها ويبقى مميزا  .

 الفنانة " ميس داعور " قالت في مقابلة لشبكة " أخبار البلد" : " انظر إلى فترة الحجر على أنها  فرصة فريدة  لكل انسان مهما كان تخصصه او عمله , فالحجر علمنا ان نحول المحنة الى منحة و النظر الى النصف الممتلئ دائما  ".

 وتضيف ميس  التي اتقنت الرسم منذ نعومة اظافرها : " لم تكن فترة الحجر صعبة علي بل كانت هي الغاية المطلوبة, فالفنان بطبيعته يرنو دائما الى البحث عن العزلة او بالأحرى اللجوء للحيز الزماني و المكاني الخاصان به بصورة أخرى ،  فهو دائما ما يبحث عن مساحته الخاصة , وهنا ينشأ الحوار بين الفنان و نفسه, و يلعب التأمل دوره في إعادة صياغة الفنان لواقعه برؤيته الخاصة والفنية , فينسج أفكاره بطريقة ابداعية  ، فلطالما كان الفن هو الملجأ و فترة النقاهة لدي او حتى فترة اعتكاف فني".

 الفن زمن الكورونا

 وبالنسبة للفنانة "ميس داعور " فإن الحجر فتح المجال أمام الكثير من المبادرات الفنية الالكترونية كما قالت ل " أخبار البلد"  : "  ارى ان الظرف الراهن و عامل الوقت المتوفر للجميع ساهم في توفير فرص ثمينة للفن و الفنانين بكل مكان , فقد لاحظت الاهتمام الكبير للفن من معارض الكترونية هنا و هناك , وأعمال فنية جديدة تحاكي الوضع ، وما نمر به و تصفه وتعبر عنه من زوايا عديدة , وبالتالي أرى أن الحجر  الاختياري الصحي شكل تدفقا فنيا جديدا، لن ولم ننساها "الفن في زمن الكورونا " فقد تميز الفنانين بإنتاج أعمال فنية إبداعية متنوعة من حيث المضمون و الافكار و ايضا التقنيات المستخدمة , و يسعدني دلك بالفعل , فعامل الوقت  المفقود  في الحياة الطبيعية اصبح متوفر لفترة محدودة .

 الأسلوب

 ولكن ماذا بخصوص الأسلوب هل تغير بسبب الكورونا سؤال يراود كل متذوق للفن وعن هذا تقول الفنانة ميس داعور: " الأسلوب الذي  لجأت اليه في الاعمال خلال فترة الحجر تمتع بنظرة متفائلة و مشرقة , حيث اسعى دوما الى تسليط الضوء على " الامل" و تعزيز النظرة و الموقف الايجابي في خضم التدفق الهائل للأفكار السلبية الى عقولنا . حيث لجأت الى تنفيد اعمال تتناول موضوع القدس كما واضح في لوحاتي التي ستعرض قريبا في العديد من  المعارض بعد انتهاء فترة الحجر الصحي وبدأت فترة التعايش مع الكورونا  وإيجاد الحلول لها .

 من هي الفنانة ميس داعور

ولدت الفنانة ميس عبد الرحيم يونس داعور في مدينة القدس عام 1992, و انهت تعليمها  المدرسي فيها , في عام 2010 التحقت لدراسة الجامعية في جامعة القدس  ضمن تخصص الفنون الجميلة –الفن التشكيلي , انهت دراستها للفنون في عام 2014 مع مرتبة الشرف ,وهي احد اعضاء نادي الفنانين التشكيليين –القدس , شاركت في العديد من المعارض الجماعية المحلية منها معرض الربيع السنوي الأول " مدينتي", لنادي الفنانين التشكيلين-القدس , بيت لحم 2012 ,ومعرض انسجام في القدس  بالإضافة للمعارض الجماعية الجامعية , و بين عامي 2016 - 2019اكملت دراستها في مجال التربية الخاصة , وهي حتى الان تدرس الفنون الجميلة  للمرحلة الابتدائية و التربية الخاصة و تقيم ورشات عمل مختلفة .

كما انها من الاعضاء المؤسسين  لمؤسسة صوان للثقافة و الفنون-القدس برئاسة الفنانة هبة الفتاش حيث تم افتتاح المؤسسة مؤخرا بتاريخ 28-12-2019  حيث تهدف المؤسسة الى تقديم الفن للجميع و رفع المستوى و الوعي الفني في مدينة القدس حيث تقدم المؤسسة الخدمات لجميع الشرائح و الاعمار و قد كان المعرض الحمد لله ناجحا و تهافت اليه الزوار و الهواة حيث اجتمعت به لوحات فنانين و فنانات شباب و لوحات الهواة من باب الدعم و احتضان المواهب في مدينة القدس .  بالإضافة الى كوني عضوة في الجمعية الفلسطينية للفن المعاصر .

بقى القول ان هذه  الفنانة المبدع ورغم صغر سنها الا أنها اصبح علامة بارزة في علم الفن القادم من القدس الى جميع بقاع العالم ، في نظرة سريعة على المعارض التي شاركت فيها يتضح لك غزارة انتاج وعدم تكراره ،  المشاركة في مسابقة المرسم المتنقل  ، مشاركة في معرض " نبض القدس" الدي اقيم في قاعات مؤسسة يبوس ، معرض " صوت الصمت" رام الله- متحف محمود درويش والقائمة مفتوحة على مزيد من المعارض  الفردية والجماعية