• 7 حزيران 2020
  • مقابلة خاصة

 

إسطنبول -  أخبار البلد – إن للكتاب قيمة خاصة لدى الاتراك ، فهو ليس مجرد حبر على ورق انيق، له رائحة منعشة ، بل هو فكر ورسالة ، ناهيك عن المتعة التي يوفرها ، ولهذا نجد هذه الغزارة في الإنتاج ، فعدد العناوين المطبوعة في تركيا العام الماضي فاقت الستين الف عنوان ، وهذا رقم دليل على رقي  الشعب التركي وشغفه الكبير للكتاب .

 ومن هنا فإن كل دار نشر تعتبر نفسها حاملة راية الثقافة والعلم والتعليم في تركيا، وهذا ما يؤمن به القائمون على دور النشر التي ساهمت في اتساع الطباعة وتشرالمعرفة والعلم من خلال الكتاب التركي عامة وكتب الطفل بشكل خاص، إنها دار ( Nar)  وتكتب  بالعربية  ( ناريلتلار) وتعنى  "دار الرمان"  وهي الدار المتخصصة بكتب الأطفال  ومؤخرا بدأت تتوجه لكتب اليافعين أيضا ولم تنسى أهمية الترجمة من العربية الى التركية  .

 هذه الدار أقامها رجل يؤمن ايمانا مطلقا بأهمية الكلمة وضرورة التركيز على تثقيف الأطفال فهم قادة المستقبل كما قال (  Tayfur Esen ) "تيفور اسن" في مقابلة حصرية لشبكة " أخبار البلد" .  مضيفا  " بدانا النشر في عام ١٩٩٠ لإيماننا العميق بضرورة توفير الكتب اللازمة لخلق جيل من الأطفال يعرف كيف يقرأ؟ ويعرف تراثه وماضيه ، صحيح اننا متخصصون بكتب الأطفال ، ولكن بدأنا مؤخرا بنشر كتب لليافعين أيضا ؛

  وشدد تيفور على أهمية المشاركة في المعارض : " نحن نشارك بكل معارض الكتب التركية والعالمية وأيضا نشارك في المعارض بالعالم العربي من اجل التعرف على الناشرين ، وعلى احدث الإصدارات باللغة العربية ، ولقد وجدت بعض الكتب العربية التي اعتقد انها تسير مع خطنا في دار النشر ، ولهذا قررت ترجمتها الى اللغة التركية وطرحها في الأسواق التركية ، لإتاحة الفرصة امام القارئ التركي للاطلاع عليها ،  وهذا ما حدث بعد الاتفاق مع الناشرين العرب حول هذه الكتب.

 

 كتب عن فلسطين والقدس

 

 ويضيف صاحب دار نشر دار الرمان   (  Tayfur Esen )   في حديثه  الخاص لشبكة "أخبار البلد" :    إن اول كتاب قمنا بترجمته ونشره يحمل عنوان " لو كنت طائرا "  للكاتبة فاطمة شرف الدين المتخصصة بكتابة الأطفال والحائزة على عدة جوائز عالمية  ، وهذا الكتاب " لو كنت طائرا" هو كتاب للأطفال ويتحدث عن فلسطين بعيون الأطفال ماذا يشعرون وماذا يتكلمون ماذا ينتظرون وماذا  ينصحهم الإباء اثناء حصار غزة .

 اما الكتاب الثاني الذ قمنا بترجمته  فهو بعنوان " انا هنا " للكاتبة ناهد الشوا  وهي تتحدث في الكتاب عن القدس ، ثم نشرنا بعض الروايات لليافعين منها رواية " سر الزيت " للكاتب وليد دقة  من اجل اتاحة الفرصة للقراء التركي للاطلاع على هذ الاديب ، بعد ذلك نشرنا  للكاتبة تغريد النجار كتابين أولهما "ست الكل"  وهو يتحدث عن غزة ، وكتاب " لغز عين الصقر "  ويتحدث عن قرية في فلسطين ، والكتاب الأخير الذي تمت ترجمته  الى التركية "وشاءت الاقدار"  للدكتور سامر سقا اميني ، غالبية هذه الكتب نشرت العام الماضي.

  

 مشروع غير مسبوق

  ويؤكد الناشر ( Tayfur Esen ) الذي شغل منصب رئيس اتحاد الناشرين الاتراك لفترة من الزمن ان المشكلة  التي وجهها في عملية الترجمة من العربية الى التركية ان الكثير من الكتاب غير معروفين لدى القارئ التركي ، ولهذا فان الترجمة تعتبر مغامرة بالنسبة للدورالنشرالتركية، ونحن نجتهد لكي يتعرف القارئ التركي على المؤلفين العرب  ويضيف :

"  بدانا التفكير في بلورة رؤية  لطريقة عمل جديدة في المستقبل ، وان شاء الله نتمكن من تحقيقها على ارض الواقع ، وتتمثل الفكرة بجمع عدد من الاشخاص من كتاب ورسامين ، نقوم بإرسالهم الى فلسطين حيث يقومون بزيارة كل المدن والقرى في فلسطين اولها القدس ، ويتعرفون على كتاب ورسامين فلسطينيين ، وبعد قضاء فترة معينة هناك ، وبعد عودتهم الى تركيا سيكون على الكتاب والرسامين ان يكتبوا كل في مجاله تخصصه كتاب او حكاية او قصة تتحدث عن القدس وفلسطين ، لان هؤلاء الكتاب معروفين في تركيا ولهم قراء كثيرون ، ولهذا فان كل ما يكتبوه من خلال تجاربهم الشخصية سوف يلاقى اقبالا وروجا في السوق التركي، ولدى القراء  عندنا   .

 في المقابل سنحاول احضار عدد من الكتاب والرسامين الفلسطينيين لتركيا ليقضوا بعض الوقت في إسطنبول  وبورصة ومدينة جناق قلعة،  وبعد ذلك سيقوم كل واحد حسب تخصصه برسم او كتابة  كتاب عن تركيا بالعربية فهؤلاء الكتاب والرسامين معروفين في بلادهم ، ولدى القارئ العربي، وهكذا نتمكن من تحقيق جزء من الهدف السامي وهو التقارب بين الاتراك والعرب من حيث هذا المشروع الثقافي الراقي .

 وقبل ان ننهى المقابلة الحصرية مع    (  Tayfur Esen )    صاحب دار نشر ( Nar )  ل " أخبار البلد" وهي  المقابلة الأولى له عربيا  يجب القول ان هذه الشخصية هي من اهم الشخصيات في عالم النشر والطباعة  والكتاب في تركيا وكان قد قال في  حفل جرى قبل عام عن راية بطبيعة العلاقة بين جميع عناصر العمل الثقافي فكان له قول غاية في الأهمية  : " ان العلاقات الإنسانية يجب ان لا تكون محدودة في  العمل فقط وخاصة في مجتمع  الناشرين  مضيفا ان العلاقة بين الناشر والمؤلف يجب ان تكون مبنية على  الثقة ، فإختيار الكتاب الصحيح وليس بالضرورة الكتاب الأكثر شعبية