• 13 تموز 2020
  • مقابلة خاصة

 

 القدس – أخبار البلد – بالنسبة للكاتبة التركية Peren Birsaygılı Mut فان الحديث عن الادب الفلسطيني هو حديث ذو شجون ، هو حديث عاطفي ، تحول ليكون رسالة ،  فبعد ان اكتشفت الكاتبة Mut  التي ولدت في ازمير  من اكبر المدن التركية وقضت سنوات في الكتابة الأدبية وفي نصوص الأفلام الوثائقية التي بثت في كبرى القنوات الفضائية المحلية التركية والعربية وحتى الأوروبية ، ان لديها نقصا كبيرا في المعلومات عن الادب الفلسطيني  رغم القرب بين الشعبين التركي والفلسطيني  ، هذا النقص الادبي الثقافي دفعها لخوض هذه المغامرة كما تسميها في البحث والكتابة ، فلقد اخذت  الكاتبة على عاتقها إيصال الادب الفلسطيني الى القارئ التركي ، من خلال الكتابة والترجمة، والذي استمر قرابة الخمس سنوات ، كانت نتيجة ذلك  كتابها الأول الذي صدر نهاية العام الماضي ويحمل عنوان   Zeytin Ağaçları Arasında يعنى بالعربية "بين أشجار الزيتون " .

 وتقول الكاتبة Peren Birsaygılı Mut في حديثها الخاص لشبكة " أخبار البلد" :  

 " ان الغالبية العظمى من الشعب التركي من اشد المؤيدين للشعب الفلسطيني ومناصرين له من اجل نيل حريته واستقلاله، وانا شخصيا اشعر بقرب خاص للشعب الفلسطيني العظيم ،  ومن هذا المنطلق قررت  قبل خمس سنوات ان ابدأ  في سبر اعماق الجوانب الثقافية والأدبية للفلسطينيين ، وقد اثار اعجابي الكثير من الادباء والكتاب  والشعراء ،  ولهذا قررت كتابة كتاب عن هؤلاء الادباء والكتاب والشعراء الفلسطينيين وتقديمه لشعبي وبلدي تركيا ، ليتعرفوا عن قرب عن الشعب الفلسطيني وثقافته . 

 وتعلل الكاتبة Mut هذا العمل الكبير الذي يحتاج الى الكثير من الصبر وجهد ليس عادي  بقولها ل " أخبار البلد" :

"  لأنه باختصار لا يمكنك ان تعرف أي بلد بدون ان تتعرف على ثقافة أهلها وعلى ادبها ومثقفيها ، فالثقافة والادب كنز هام للامة ، وهو افضل طريقة لنتعرف على بعضنا اكثر ، كما ان الادب والثقافة هي الجسر بين الشعوب ، وانا اؤمن ان يجب التعرف على الآدب الفلسطيني بشكل معمق اكثر من اجل فهم  الشأن الفلسطيني بصورة أوضح  ، يجب ان نقرأ شعر "محمود درويش " ، "سميح القاسم "، "فدوى طوقان" ، يجب ان نقرأ قصص "غسان كنفاني"  وان نفهم رسومات "ناجي العلي"  وغيرهم من مثقفين وادباء فهم ابطال عصرنا الحالي  ، هم الشجعان والمثقفين ، فهم لم يتنازلوا عن الكفاح  والمقاومة في وجه الاحتلال ، نحن الاتراك لا نريد ابطالا مصطنعين افتراضيين ، فلدينا  الابطال الحقيقين الفلسطينيين من فنانين ومثقفين وهم اقرب الينا . 

 هل تعتقدين ان القارئ التركي له دراية بالثقافة والادب الفلسطيني ؟

نعم لدى القارئ التركي  معلومات عن الادب الفلسطيني  وخاصة "محمود درويش"  المعروف جدا عندنا ، وانا لا اجد هذا كافيا ، فالشعب التركي يجب ان يعرف اكثر عن الادب الفلسطيني،  نحن لدينا وبحق مترجمين رائعين على سبيل المثال لا الحصر البروفيسور( Mehmet Hakkı Suçin ) من تركيا ، والذي  اشعر بالامتنان الكثير له ولغيره من المترجمين للعمل الشاق والدؤوب من اجل ترجمة  النصوص من العربي للادباء والشعراء الفلسطينيين .  اعتقد ان احد اهم اهداف دور النشر يجب ان يكون دعم الترجمات من العربية الى التركية ، ونشر هذه الترجمة وخاصة عن الادب الفلسطيني .

 قبل نهاية المقابلة  مع الكاتبة التركية  الرائعة   Peren Birsaygılı Mut  لا بد من سؤالها عن مشاريعها القادمة في مجال فلسطين والادب وتركيا،  

 فقالت بإصرار الراغب بالمضي قدما في هذا الطريق  الطويل والصعب لشعورها انها تحمل رسالة إنسانية من الدرجة  الأولى :

" حاليا انا مهتمة جدا بالفترة ما بين 1936-1939  من الثورة الفلسطينية ولهذا أقوم بإجراء بحوث ودراسات  من اجل اصدار كتاب عن شعراء الثورة من امثال نوح إبراهيم ، نجاتي صدقي، محمود عزت دروزه،  وبرهان الدين العبوشي ، وغيرهم من الشخصيات الهامة التي لعبت دورا في الادب الثوري الفلسطيني في تلك الفترة التي لا يعرف عنا الاتراك  الكثير .

 هذا الكتاب اعتقد انني سأنتهى منه خلال الأشهر القادمة ان شاء الله ، وفي نفس الوقت اعمل على الجزء الثاني من كتابي الأول" بين أشجار الزيتون "  الذي صدر نهاية العام الماضي، حيث ارغب باستكمال بالكتابة عن حياة الاديب  توفيق زياد ، والكاتب جبر إبراهيم جبرا ،  وبعض الشعراء والادباء المشهورين .

 اما المشروع الثالث الذي اعكف عليه فهو دور المراء الفلسطينية في الانتفاضة .

 في النهاية المقابلة لا تستطيع الا قول ان من يسمع الكاتبة  تتحدث بهذا الشغف والرغبة في الإنجاز يشعر بفخر بهذه المبدعة ،  فهذه المشاريع الاديبة التي تعكف عليها Mut هي مشاريع ضخمة للغاية وتساهم بشكل كبير في التقارب بين الشعب التركي والشعب الفلسطيني في مجال الادب والثقافة ايضا