• 22 كانون أول 2020
  • مقابلة خاصة

 

  القدس – أخبار البلد - عاد الفنان المقدسي المعروف "طالب الدويك" مرة أخرى ليفاجئ متابعيه  ومتذوقي الفن  في المدينة وعبر وسائل التواصل الاجتماعي بمزيد من اللوحات ومزيد من الإنتاج ومزيد من  التعبير الرائع عبر الألوان .

 فلقد اكمل الفنان طالب الدويك العمل بمجموعة من اللوحات التي تتحدث عن القدس التي يعشقها الفنان، تلك اللوحات التي تم رسمها وفق المدرسة التعبيرية مع ابراز الرموز الوطنية  والدلالات الوطنية بشكل واضح مع التأكيد على عروبة القدس  وذلك من خلال رسم معالمها المعمارية الإسلامية والمسيحية ومواكبة المناسبات الوطنية والدينية والاجتماعية .

 وفي حديثه الصريح مع شبكة " أخبار البلد" قال الفنان طالب  الدويك : إن الفنان هو انسان  يتألم بالم شعبه ويفرح بفرحه، من منطلق شعوره بالمسؤولية من ناحية ثقافية واجتماعية وانتماءه كمقدسي هو يعبر عن ذلك بالمكان والزمان اي انه يعيش الحدث وقضيته،  ويتفاعل مع مجتمع وليس بعيدا عنهم في برجه العاجي ، واذكر ان احد معارضي الشخصية اسميته  " من وراء الجدار" تعبيرا عن المعاناة اليومية  للمقدسي داخل الجدار وخلفه "

 وأضاف انه في فترة الكورونا حاولت التركيز على الروح الإيجابية وعلى التفاؤل  خاصة وان  المجتمع يعيش حالة من القلق والخوف من هذا الوباء ، وهذه كانت سمة جميع الاعمال التي انتجتها  فهي عن الطبيعة والازهار، وهناك عمل واحد ربطت فيه بين الجدار وبين الكمامة المستخدمة للوقاية من فيروس كورونا، وحاولت أقول ان الجدار هو مانع بيننا وبين أصدقائنا والان عندنا الكمامات وهي أي مانع بيننا وبين عائلاتنا ، وهذه اللوحة تدعو الى التفاؤل والصمود .

عن اخر اعمال فقال الفنان طالب  الدويك ل "أخبار البلد" : انا بطبيعتي أعيش المواسم، ففي موسم العنب اعمل لوحات عن العنب، وفي موسم الرمان  رسمت لوحات عن ذلك، ولهذا فان اخر اعمالي هي عبارة عن  مجموعة لوحات  تتحدث عن الفصول الأربع التي تعيشها القدس ، كم نني خضت تجربة جديدة وهي محاولة رسم طبق القش الفلسطيني التقليدي على طبق الصاج المعدني وفعلا نجحت وعملت لوحتين  من ذلك "

 

تذوق الفن والتوعية

 

اكد الفنان طالب الدويك  ان العمل الفني أي كان هو تعبير  شخصية الفنان  عن أسلوبه  ،  وبالتالي فان الفنان يتواجد داخل عمله الفني ،  وهنا يجب ان لا ننسى أن الفن تعبير عن الواقع بصورة مختلفة عن الأصل ، فالفنان ليس مؤرخا وليس صحفيا، فهو  يعمل بحرية اكثر،  فعندما ارسم القدس  ارسمها بصورة مختلفة عن الأصل  وكما اراها بصورة تعبيريه كما هو الحال في لوحة الصبار الذي يحيط بالقدس  .

  واعترف الفنان المقدسي  بان هناك مشكلة عميقة تتمثل في قراءة اللوحة ،  وان  تصل الرسالة التي يريدها الفنان من خلال لوحته للجمهور ،وان لم  تصل تلك الرسالة كما يريدها الفنان فان هذا يعنى ان هناك مشكلة في التذوق في التعبير.

 ويعتقد ان  سبب هذه المشكلة تمكن في قلة زيارة المعارض وعدم التركيز على التربية الفنية في المدارس  والتي تخلق جيل من الطلاب الناضجين يملكون القدرة على تذوق الفن وقراءة العمل ، فاللوحة هي  مثل كتابة القصيدة  التي تعتمد على أسس واضحة . كما ان على  الفنان  ان يكون مثقفا متعلما ولديه خبرة ،كل هذا يساعده في قراءة اللوحة وايصال الفكرة بوضوح.

  واختتم الفنان المقدسي  "طالب الدويك " حديثه ل" أخبار البلد: بنبره من الحسرة عندما قال  إن الناس عندنا  لا تزال تنظر الى الفن بسلبية مقلقة ، حيث يعتقد البعض ان الفن هو عبارة عن خربشات ملونة او غير ملونة  ،  وهذا الجمهور  لا زال يفضل الذهاب الى أي مكان للتسلية  وعدم  زيارة المعارض التي تهذب الناس وتمنح شعورا بالتفاؤل والامل.