• 24 كانون أول 2020
  • مقابلة خاصة

القدس – أخبار البلد – كتب خليل العسلي -  يتقن العربية اكثر من أهلها ، يحرص  كل الحرص على الالتزام بقواعد النحو والصرف في معرض ترجمته، انه الأستاذ  "عرفه بوغدايجي " أستاذ  اللغة العربية في مدارس الائمة في مدينة "كهرمان مرعش"  التاريخية المعروفة  التي تعرف أيضا بمدينة الابطال،  تعرفت عليه في المدينة التي  هي مسقط راس العديد من كبار شعراء وادباء تركي ، ومنهم  شاعر القدس يل وعاشقها المرحوم "نوري باكديل" اثناء المشاركة في حفل تأبين هذ الشاعر المبدع الذي اعتبر القدس ساعة في معصم اليد لا يمكن خلعها ، شعره  القاه الرئيس "رجب طيب اردوغان " قبل أسابيع لإظهار مكانة القدس عنده  .

 كنت مهمة الأستاذ "عرفه" ان يقوم بترجمة كلمتي من العربية الى التركية في ذلك الحفل المهيب والذي حضره العديد من الشخصيات السياسية والحزبية والرسمية وعلى راسهم نائب وزير الثقافة الصديق  ( Serdar cam) ورئيس مؤسسة تيكا. إضافة الى رئيس بلدية كهرمان مرعش.

 والحق يقال ان الأستاذ عرفة  قام بمهمته على احسن وجه ، لتمكنه من اللغة العربية .

 وقبل أيام طلبت منه ان يحكى لقراء ومتابعي شبكة " أخبار البلد" حكايته مع اللغة العربية ، فعلا، قام بإرسال هذه المقالة التي يشرفنا ان ننشره كما جاءت من الأستاذ عرفه بوغدايجي. والشكر له على تعاونه :

" الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسولنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين 

وبعد

بمناسبة يوم اللغة العربية، 

أود أن أفيدكم أنني لم أكن اصلا من الذين ينطقون باللغة العربية ، إلا أن الله اكرمني وشرفني وجعلني من الذين ينطقون بها .

إنا تركي من مدينة كهرمان مرعش اعتبر نفسي محظوظا بأن أتيحت لي فرصة السفر الى دمشق بعد إنهاء الدراسة الابتدائية حيث التحقت بمدرسة شرعية هناك ، وانهيت المرحلة الإعدادية والثانوية وكان في هذه المدرسة نخبة من الأساتذة العلماء تلقينا العلم منهم تربينا على أيديهم خير تربية. 

رحمهم الله فلهم فضل كبير علينا. 

وبعد إنهاء الدراسة الثانوية التحقت بجامعة الأزهر الشريف وانهيت كلية الشريعة والقانون ثم عدت إلى بلدي وعينت مدرسا للغة العربية في ثانويات الأئمة والخطباء،  وما زلت اتعلم واعلم لغة القران الكريم .

وخلال دراستنا كان الأساتذة ينصحوننا بأن نبتعد عن اللهجة العامية ، فأذكر يوما دخل استاذ الحديث الصف وبعد أخذ الغياب قام وكتب على السبورة حديثا ، ثم أخرج كلمات الحديث وكتبها بالتسلسل على السبورة ومن ضمن هذه الكلمات كلمة (القى) قال لي الأستاذ:  قم يا ابني عرفه وقل ما معنى القى؟

فقلت:  يا استاذ زدو

فقال لي غاضبا : اسكت يا . . .. اجب السؤال باللغة الفصحى 

فقلت : اي رماه أو وضعه على الأرض 

فقال: ملاطفا ما شاء الله عالم فطحل هكذا يكون الجواب وحذرني بأن لا اعود إلى اللغة العامية

ولقد كنا نجد صعوبة كبيرة في بداية الدراسة ، الا ان الله وفقنا لذلك 

ولكني أقول وكما ذكرت أعلاه ما زلت اتعلم. 

وإن للغة العربية أهمية كبيرة ولأنها تعتبر اقدم اللغات التي لا تزال تتميز بخصائص تراكيبها وصرفها ونحوها وآدابها .

ومن مزايا وخصائص اللغة العربية:

الفصاحة : وهي أن يخلو الكلام من تنافر بالكلمات وضعف التأليف والتعقيد اللفظي .

الترادف: وهو أن يدل عدد من الكلمات على نفس المعنى . الاصوات ودلالتها على المعاني .

كثرة المفردات.علم العروض . الثبات الحر : من أكبر التحديات .

التخفيف :اغلب المفردات أصلها ثلاثي ثم يأتي الرباعي والخماسي .

واخيرا اقول احب اللغة العربية لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان عربيا ولأن القران نزل باللغة العربية ولأن أهل الجنة يتكلمون باللغة العربية .

واتمنى أن تعود الشعوب العربية إلى لغتهم الأصيلة والعريقة لغة الفصحى. 

واخيرا اقول : يقيني بالله يقيني  .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.