• 2 أيلول 2018
  • ثقافيات

 

 

عمّان – أُشهر في منتدى الفكر العربي كتاب"الأردن : ثوّار بلا ثورة" من تأليف أ.د. جمال الشلبي أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الهاشمية وعضو المنتدى، والصادر حديثاً عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت وعمّان. وتناول فيه المؤلف التحديات التي واجهت الأردن قبل مرحلة الربيع العربي وبعدها، وما قامت به الدولة الأردنية  من إجراءات مبكرة عبر لجنتي الحوار الوطني وتعديل الدستور وغير ذلك على صعيد الحياة الديمقراطية ومواجهة الإرهاب، لإبعاد شبح الفوضى وعدم الاستقرار الذي عانت منه المنطقة خلال تلك المرحلة.

أدار اللقاء وشارك فيه الأمين العام لمنتدى الفكر العربي د. محمد أبوحمور الذي أشار في كلمته التقديمية إلى أن مضمون الكتاب يصب في سؤال المستقبل .. إلى أين؟ وهو السؤال الذي أكدت أهميته الأوراق النقاشية الملكية لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين من خلال تحفيز المواطنين للدخول في حوار بنّاء حول القضايا الكبرى التي تواجهنا، ومساهمة الجميع في التوافق على مستقبل الأردن واستشرافه بنهج عقلاني وموضوعي. وأضاف د. أبوحمور أن المؤلف انطلق في بحثه من صميم التجربة الأردنية التي ميزتها حكمة القيادة وذكائها في الاستجابة لمتطلبات المرحلة والوعي الشعبي بشكل عام، وقال: إن اعتماد الحوار للحفاظ على المصالح الوطنية العليا والقائم على التحليل السليم والمنطقي للأمور هو من أساسيات مواجهة التحديات.

وأوضح المؤلف أ.د. جمال الشلبي أن أبحاث كتابه صادرة عن معايشة للواقع السياسي والفكري والاقتصادي في الأردن، ولا سيما خلال السنوات ما بين 2010 – 2017، ويمكن تصنيف التحديات ضمن ثلاثة محاور هي: التحولات الاجتماعية والسياسية التي عرفها الأردن قبل الربيع العربي وبعده، بما في ذلك صراع المركز والأطراف، والانتخابات التشريعية لعام 2013، وعلاقة السلطة بالمعارضة بشقيها التقليدي والحديث. ثم التحديات الفكرية والإيديولوجية، وإشكاليات الأمن بين الإرهاب واللجوء.

وأضاف د. الشلبي أن مواجهة كل هذه التحديات يتمثل بتكاتف المجتمع والدولة عبر إرساء أسس الديمقراطية الحقة القائمة على العدالة الاجتماعية لأبناء الوطن الواحد كافة في ظل دولة المؤسسات والقانون والقيم الإنسانية؛ مؤكداً أنه لا بد من طرح السؤال حول المستقبل كون ذلك يرتبط بمصير الأمة العربية وشعوبها وأجيالها، بعد سبع سنوات عجاف من الربيع العربي المدمر، وأن الأردن أعطى النموذج العملي لإمكانية استثمار موارده الممكنة لتحقيق الطمأنينة والاستقرار الاجتماعي والسياسي، ولا بد من طرح الأسئلة المستقبلية من قبل أصحاب القرار والباحثين والأكاديميين في ضوء القلق السياسي في المنطقة، وقضايا الإرهاب، والمشكلات الاقتصادية، والقضايا الاجتماعية وقيم الانفتاح والحوار.

من جهته أشار أستاذ النقد الحديث في الجامعة الهاشمية أ.د. عبد الباسط الزيودفي تعقيبه إلى أن كتاب "الأردن: ثوّار بلا ثورة" يتضمن صورة شمولية لطبيعة التحولات الاجتماعية والفكرية والسياسية؛ محللاً لإرهاصاتها و مقدماتها وصولاً لنتائجها على النظام السياسي الأردني الذي انماز عن غيره من الأنظمة العربية بالمرونة والمنطقية في التعامل مع الحراكات المختلفة، وكان قادراً على استشراف المستقبل، ويبني تعامله مع التحولات والحراكات والمطالبات انطلاقاً من مبدأ قار في طبيعة النظام السياسي،  وهو التفهم الدائم لهذه الحراكات المطلبية في جل غاياتها السلمية والاحتواء الإيجابي مع استبعاد الجانب المظلم في التعامل معها، بل كان التسامح والاحتواء الإيجابي هو الديدن الدائم في التعامل مع مثل هذه الموجات الفكرية و السياسية بما يكرس الصورة المشرقة له بوصفه مظلة للجميع بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني.

وعقب على الكتاب أيضاً الباحث والداعية الإسلامي الشيخ مصطفى أبو رمان، موضحاً أن تركيز المؤلف على مضامين "رسالة عمّان" في سياق كتابه يأتي من أهمية هذه الرسالة في مواجهة التحديات الفكرية والإيديولوجية، لأنها تضمنت مبادىء تعزيز الحوار بين الشعوب، والرد على الطرح المتطرف، وبينت منهج الإسلام المعتدل الحضاري الذي عزّز من الرؤية الأردنية والعربية والإسلامية، كما وضعت النقاط على الحروف في العلاقة بين الإسلام والغرب.