• 11 أيلول 2018
  • ثقافيات

 

 

 القدس - أخبار البلد - نشر موقع 48   وفي قسمه الادبي الذي يحمل عنوان فسخة تقرير موسعة عن كتاب اسرائيل قام بترجمة نصوص لكاتبات عربيات بدون اخر موافقتهن مما يعتبر سرقة ادبية ويدخل في بند التطبيع ،  وهذه ليست المرة التي تقوم به جهات اسرائيلية بترجمة وطباعة منتوج ثقافي عربي  للعبرية بدون الاخذ بعين الاعتبار حقوق الملكية الفردية، والحصول على  موافقة الكاتب او صاحب العمل ، ونحن في ” أخبار البلد“ نقوم بأعادة نشر التقرير كما جاء في نصه الاصلي : 

أثار صدور كتاب "حرّيّة" باللغة العبريّة، الذي جمع نصوصا لكاتبات عربيات والصادر عن دار النشر رسلينغ ، موجة من الاستياء والغضب، بعد الكشف عن عدم أخذ إذن الكاتبات العربيّات لترجمة نصوصهنّ ونشرها. يجمع الكتاب، الّذي أعدّه وحرّره المحاضر في "جامعة بن غوريون"، ألون فرغمان، نصوصًا لخمسٍ وأربعين كاتبة من الوطن العربيّ، تتناول نصوصهنّ قيمة الحرّيّة، الّتي كُتبت بعد الثورات العربيّة  

وكانت الكاتبةُ خلود خميس من حيفا، قد اثارت القضية بعد نشرها بيانًا أشارت فيه إلى أنّها دُعيت إلى ندوة لمناقشة الكتاب في مدينة حيفا، وبعد تصفّحها الكتاب؛ شكّت في أن تكون الكاتبات العربيّات وافقن على ترجمة نصوصهنّ ونشرها، واعتقدت حينئذٍ أنّ حقوقهنّ انتُهِكت، وبعد تواصلها مع عدد منهنّ؛ اتّضح أنّ الكاتبات لا يعلمن عن الكتاب، ولم تُؤخذ موافقاتهنّ، كما قالت خميس في بيانها عبر صفحتها الشخصيّة في الفيسبوك؛ لتبدأ موجة من إعلانات البراءة من قِبَل الكاتبات العربيّات، من الكتاب الإسرائيليّ؛ عبر بيانات أطلقنها في وسائل الإعلام المختلفة. 

وفي هذا السياق، توجّه عدد من الكاتبات المصريّات؛ لتقديم بلاغ وشكوى إلى اتّحاد الكتّاب في مصر، طالبن باتّخاذ جميع الإجراءات اللازمة، وأكّدن الثوابت العربيّة برفض التطبيع مع إسرائيل. وقد أكّدت الكاتبة الفلسطينيّة سلوى بنّا، عدم علمها بالكتاب، أو أخذ إذنها، وقالت: "مَن يسرق وطنًا فلا تستعصي عليه سرقة كلمة وحضارة"، ووصفت هذه الخطوة بأنّها "محاولة إسرائيليّة لاستدرار رموز الثقافة العربيّة إلى فخّ التطبيع".  

وأعلنت الكاتبة الجزائريّة جنّات بو منجل، أنّ ترجمة أعمال لها ونشرها في كتاب، دون أخذ إذنها، خرق وتعدٍّ صارخ على حقوق الملكيّة والفكريّة، مشيرة إلى أنّها "في انتظار مباشرة ما يمكن فعله؛ لإعادة حقوقنا المعنويّة، مع كيانٍ نرفض أيّ تطبيع معه، وهذا مبدأ لنا، ثمّ نرفض التعامل معه - جملة وتفصيلًا - في قضيّة الترجمة والنشر". والأمر ذاته بالنسبة إلى الكاتبة الجزائريّة نبهات الزيت، الّتي ندّدت بترجمة قصّتها القصيرة "عاهرة" إلى العبريّة، واصفةً أنّ الخطوة تهدف إلى "إرغام الشعب الجزائريّ على التطبيع الإجباريّ".

وحتّى كتابة هذا التقرير، لم تصدر دار النشر الإسرائيليّة المصدرة للعمل، أيّ توضيح أو تعقيب على الموضوع، وقد حاولنا الاتّصال بمحرّر الكتاب ومترجمه، ألون فرغمان؛ لأخذ تعقيب منه، لكن لم يردّ على اتّصالاتنا. ويُذكَر أيضًا أنّ فرغمان ودار النشر "ريسلنغ"، بدؤوا بترويج الكتاب منذ أشهر؛ من خلال أمسيات وندوات عدّة في أنحاء البلاد. 

تأتي قضيّة هذا الكتاب في أعقاب قضيّة مماثلة، حصلت من قبل، في شهر تمّوز(يوليو) الماضي، عندما نُظّم معرض فنّيّ لأعمال مسروقة لفنّانين من العالم العربيّ، دون أخذ موافقاتهم.

في حديث مع الروائيّ الفلسطينيّ علاء حليحل، حول هذه" الظاهرة"، اعتبر أنّ اليسار الصهيونيّ يحاول القيام بخطوات للتأثير في الدولة؛ من خلال فتح تواصل وعمل بالقوّة مع العالم العربيّ. 

وقال حليحل: "ثمّة شهوة لدى هذا اليسار الإسرائيليّ، تجاه العمل مع العالم العربيّ، وإظهار أنّه ثمّة أصوات جيّدة في العالم العربيّ، لكنّهم يحوّلون الكتّاب العرب إلى ضحيّة بسبب ممارساتهم هذه، الّتي لا تسأل عن حقوق ملكيّة ونشر، هم في مأزق إنسانيّ، ويعيشون في حالة ضبابيّة، بين رغبة الانتماء إلى المحيط العربيّ وتنازلهم عن كلّ المعايير الأخلاقيّة والمهنيّة، بممارسات كولونياليّة، عن مشروع يحكي عن الحرّيّة".

ورأى حليحل أنّ ثمّة حالة مشاع في إسرائيل، في ما يتعلّق بالحقوق الفكريّة والملكيّة لأعمال عربيّة؛ فدار النشر والقيّم على الكتاب، يعرفون جيّدًا أنّ الكاتبات العربيّات لا يستطعن محاكمتهم في إسرائيل بسبب موضوع التطبيع؛ وهم استغلّوا هذه القضيّة لصالحهم، دون أخذ أُذونهنّ، ويبيعون ويربحون من الكتاب. 

وقد أكّدت المحامية عبير بكر، الّتي تلقّت استفسارات من بعض الكاتبات اللّواتي انتُهِكت حقوقهنّ؛ على أنّ القانون واضح في مسألة أخذ إذن صاحب العمل قبل الترجمة أو الاستعمال، والاستثناءات قليلة في عدم أخذ الإذن: إذا كان للتعليم الخاصّ للفرد، أو بغرض عمليّ بحثيّ، أو كتابة نقديّة أو صحافيّة؛ لكن ما قامت به دار النشر لا تنطبق عليها الاستثناءات، والموضوع محسوم. 

وتوقّعت بكر الّتي تتابع القضيّة، بعد توجّه إحدى الكاتبات العربيّات إليها؛ لفتح مسار قضائيّ، توقّعت أن يكون المترجم قد عرض شيئًا مزيّفًا على دار النشر - بعد إعلانات البراءة من الكاتبات العربيّات - أو أن تكون دار النشر تعلم مسبقًا بالخطوة الّتي سيفعلونها.

وأشارت بكر إلى أنّها حذّرت الكاتبة من المسار القضائيّ؛ لما يعنيه الأمر من خرق لمعايير التطبيع مع إسرائيل، المتّفق عليها عربيًّا؛ لذلك لا يوجد حاليًّا مسار قضائيّ، ويجري فحص أساليب وأدوات أخرى لملاحقة دار النشر، دون خرق معايير التطبيع، في التوجّه إلى المحاكم الإسرائيليّة، إلّا أنّ عبير بكر شدّدت على ضرورة أخذ خطوات، تُطالب دار النشر بسحب الكتاب، والاعتذار العلنيّ إلى الجمهور عن هذه الفعلة. 

وفي حديث مع الكاتبة الليبيّة نجوى بن شتوان، إحدى الكاتبات اللّواتي تعرّضن إلى سرقة نصوصهنّ، قالت إنّها تفاجأت - كغيرها من الكاتبات - بوجود اسمها ضمن قائمة الأسماء، وبعد الاستفسار والاستيضاح؛ تبيّن أنّ نصًّا لها نُشر في موقع "أوكسجين" عام 2014، وهو قصّة قصيرة تجري أحداثها في روما، تبيّن أنّه ضمن الكتاب؛ فخرجت ببيان أعلنت تبرّؤها واستنكارها فيه، وتوجّهت إلى الصحافتين الليبيّة والمصريّة بذلك، معتبرة أنّها سرقة أدبيّة ووقاحة إسرائيليّة.  

وأشارت بن شتوان إلى أنّها فكّرت في مقاضاة دار النشر، وتوجّهت بذلك إلى حقوقيّين، إلّا أنّها ترفض التطبيع والذهاب إلى المحاكم الإسرائيليّة؛ لذلك توجّهت أيضًا إلى عدد من المؤسّسات والاتّحادات العربيّة في هذا الموضوع، منها اتّحاد الكتّاب العرب، الّذين لم يردّوا على رسائلها حتّى الآن، وتوجّهت أيضًا إلى اتّحاد الكتّاب الفلسطينيّين، ووزارة الثقافة الفلسطينيّة، معتبرة نفسها "محسوبة" على الفلسطينيّين وواحدة منهم؛ لذلك توكّلهم بالتحرّك باسمها، وتنتظر منهم خطوات للردّ.

وقالت: "إسرائيل تعلم أنّ الكيانات العربيّة ضعيفة، وتمرّ بمرحلة تحوّلات صعبة، لكنّ هذا لن يجعلنا نغيّر موقفنا الثابت من إسرائيل، وعدم التطبيع معها؛ سطوا على فلسطين، والآن يسطون على نصوص 45 كاتبة عربيّة"، مشيرة إلى أنّها بدأت بإجراءات قانونيّة، وتفحُّص كلّ الإمكانيّات، ولن تسكت عن حقّها.

وقد أصدر اتّحاد الكتّاب العرب بيانًا حول القضيّة، على لسان رئيسه، الشاعر والكاتب الصحافيّ حبيب الصايغ، قال فيه "إنّ هذا الأمر لن يمرّ مرور الكرام، فسوف يتحرّك الاتّحاد العامّ من خلال قنواته الشرعيّة لوقف هذه القرصنة الصهيونيّة، ومحاسبة كلّ مَن قام بها وشارك فيها، في عالم مفتوح الآن وتضبطه قوانين دوليّة تجرِّم المقرصنين، وتفرض عليهم عقوبات قاسية". 

وقد جدّد الصايغ من خلال بيان الاتّحاد العامّ التأكيد على رفض كلّ أشكال التطبيع مع العدوّ الصهيونيّ، حتّى جلاء آخر محتلّ عن الأرض العربيّة، وأشاد بموقف الكاتبات العربيّات اللائي رفضن هذه القرصنة، وتحرّكن لدى اتّحادات الكتّاب في بلدانهنّ لاتّخاذ الخطوات القانونيّة لوقفها وردعها، باعتباره موقفًا وطنيًّا وقوميًّا دالًّا على عمق القضيّة الفلسطينيّة وعدالتها في نفوس الأدباء والكتّاب العرب، وعلى أنّ كلّ الدعاية الصهيونيّة، وكلّ الخطوات التي تقوم بها القوى الكبرى الّتي تساندها، لم تغيّر من هذا شيئًا.

 يُذكر أيضًا إلى أنّ ثمّة مبادرات سابقة، في الترجمة الأدبيّة من العربيّة إلى العبريّة، أبرزها "دار أندلس"، لصاحبتها ياعيل ليرر، الّتي كانت بموافقة الكتّاب العرب، ومن دون تمويل إسرائيليّ؛ إذ أصدرت "أندلس" عشرات الكتب، منها لمحمود درويش، وإلياس خوري، وطه محمّد علي، وتوقّفت عن العمل منذ سنوات عدّة.

وفي هذا السياق، أصدرت سلسلة "مكتوب" - الّتي تُعنى بالترجمة الأدبيّة من العربيّة إلى العبريّة – بيانًا، أشارت فيه إلى التحدّيات "الّتي ينطوي عليها عمل الترجمة، وكذلك التعقيدات الّتي قد تواجه كلّ من يحاول العمل مقابل كاتب من العالم العربيّ". 

وأضاف بيان "مكتوب" – وهي مبادرة بتمويل مشترك من مؤسّسات إسرائيليّة، تجمع "مفعال هبايس" و"معهد فان لير" – أضاف: "نحن لا نرى أنّ ثمّة تبريرًا لترجمة نصوص، دون الحصول على موافقة كاتبيها؛ ولهذا السبب بالتحديد؛ نستنكر إصدار الكتاب، الّذي يحمل اسم ’حرّيّة’، محتويًا على نصوص لكاتبات من العالم العربيّ، جرت ترجمتها دون الحصول على حقوق للنشر، إنّ مبادئ عملنا في ’مكتوب’ تسعى إلى وضع سقف أخلاقيّ وسياسيّ جديد، في حقل الترجمة من العربيّة إلى العبريّة، ومن ضمن هذ نذكر لا ننشر أيّ كتاب، دون الحصول على موافقة الكتّاب".

 اليكم اسماء الكاتبات العربيّات اللّواتي تُرجمت نصوصهنّ، في كتاب "حرّيّة:

انتصار عبد المنعم (مصر)، سعاد محمود الأمين (السودان)، رحاب محمد علي البسيوني (مصر)، نوال الغنم (المغرب)، فرح التونسي (تونس)، نجوى بن شتوان (ليبيا)، فاطمة الزهراء أحمد (الصومال)، رحمة شكري (الصومال)، لطيفة باقا (المغرب)، فاطمة بوزيان (المغرب)، سندس جمال الحسينيّ (مصر)، جنّات بومنجل (الجزائر)، بدريّة علي (السودان)، لطفيّة عبد الله (لم يذكر اسم البلد)، شاهيناز فوّاز (مصر)، سعاد سليمان (مصر)، نبهات الزين (الجزائر)، فاطمة حمّاد (مصر)، دعاء عبد الرحمن (مصر)، أحلام مستغانمي (الجزائر)، منى بلشم (الجزائر)، ساجدة عبد الله إبراهيم (البحرين)، شريفة التوبي (عمان)، زليخة يوسف (الإمارات)، رفاه السيف (السعوديّة)، فاطمة الحسني (الإمارات)، زينب أحمد حفني (السعوديّة)، انتصار السرى (اليمن)، هالة طعمة (الأردن)، هيماء المفتي (سوريا)، ابتسام شاكوش (سوريا)، لذّة الحمود (الكويت)، بثينة العيسى (الكويت)، ميّادة العاني (العراق)، حنان بيروتي (الأردن)، نجلة سعيد (فلسطين)، منتهى العيداني (العراق)، سناء الشعلان (الأردنّ)، هيفاء بيطار (سوريا)، هيفاء يوسف عجيب (سوريا)، سلوى البنّا (فلسطين) فوز الكلابي (العراق)، أسماء محمد مصطفى (العراق)، مادونا عسكر (لبنان).