• 9 تموز 2019
  • ثقافيات

 

 القدس – أخبار البلد – تم الإعلان هذا الأسبوع عن اطلاق كتاب توثيقي عن الزاوية الهندية في القدس والتي تعتبر من اقدم الزوايا الصوفية الباقية في البلدة القديمة ، تلك الزاوية التي تعتبر سرا لغالبية سكان القدس الذين لا يتمكنوا من الدخول اليه لإنها مغلقة امام العامة، ولهذا فان هذا الكتاب يعتبر فرصة لتعريف المقدسيين أولا والعالم عن هذه الزاوية التي بدأت بوصول العالم الصوفي الهندي بابا فريد شكركنج لمدينة القدس قبل نحو 800 عام، واعتكف أربعين يوما في غرفة حجرية تحت الأرض بجوار مسجد، قرب باب الساهرة. ومنذ ذلك الحين أصبحت غرفته مزارا للحجيج الهنود في طريق ذهابهم أو عودتهم من أداء فريضة الحج .

واهتم الهنود بتوسعة المكان واشتروا عقارات مجاورة للغرفة الصوفية، لتصل مساحتها مجتمعة لسبعة دونمات أُطلق عليها الزاوية الهندية أو الفريدية، نسبة للصوفي بابا فريد شكركنج، وسُجّلت الزاوية كوقف هندي إسلامي خيري.

تسلمت عائلة الأنصاري ذات الأصول الهندية مسؤولية رعاية الزاوية قبل تسعة عقود، وبحسب شيخ الزاوية محمد منير الأنصاري فإن المكان خلا من المشايخ المسؤولين عن رعايته منذ عام 1924.

  وكان من بين الحضور لحفل اطلاق كتاب الزاوية الهندية الدكتور سليمان غوشة المهتم بالشأن الثقافي في المدينة والذي كتب لشبكة " أخبار البلد" عما دار بخاطرة اثناء تلك الفرصة التي سمحت له بالدخول الى هذا الصرح الفريد من نوعه  

" لماذا الانتظار لأكثر من ثمانمائة عام ليرى النور كتاب عن الزاوية الهندية. سؤال بسيط طرحته سفيرة فنلندا لدى السلطة  في حفل اطلاق الكتاب ، بالطبع الكاتب لا يملك الاجابة وان اجاب. فلربما  علينا نحن ان نجيب

كم منا يعلم عن الزاوية الهندية والبخارية والافغانية. اما المولوية فانقرضت واما  الارمنية  والنمساوية فنمت وترعرعت..!!!

ان الزاوية الهندية تستقبلك فور دخولك  البلدة القديمة عبر بوابة باب الساهرة مباشرة. تدخل من باب لتفاجأ بباب اخر بعد بضع درجات فقط وممر عريض لم ينل منه  الزمان .هناك تسكن عائلة الانصاري القيمة على المكان منذ سنوات طويلة

ولكن البدايات تعود الى اكثر من الف عام.الى متى لا احد يستطيع حتى اللحظة الاجابة الدقيقة. بدأت القصة بمجيئ بابا فريد من بنجاب الهند ومسلميها. ليعتكف بهذا المكان لاربعين يوما وليلة، ويقال انه كان يقف على راسه أحيانا امعانا في اذلال الجسد في صومعته التي يصعب حتى النزول اليها اليوم الا  لمن خف شحمه ووزنه. ومن هنا تسمى هذه الزاوية ايضا بالفريدية

من يومها امس المكان قبلة للقادمين للقدس لتقديس حجتهم كما جرت العادة عبر مئات السنين وبين كر وفر تقل بل وتنقطع بالحروب وتجف كما جفت بعد حرب الايام الست

الان عادت الحياة من جديد لتلك الزاوية ، بعد ان قامت  حكومة الهند بتمويل ترميم المكان الذي يضم مسجد ومكتبة وغرف اعتكاف وصومعة بابا فريد وساحه غناء بها اشجار معمرة من الليمون والبرتقال.

وهنا كان لقاء مع سفير الهند السابق نافتجي سارنا وكتابه عن هنود باب الساهرة .

كتاب يجمع التاريخ مع حكايات سكان المكان ، وحوار الذي إداره  بروفسور سرى نسيبة  وتفاعل من الحضور الذى غاب عنه اغلب المقدسيين وغص بالأجانب والسفراء نسبه الى عدد الحضور، وكأن الحدث هو للأجانب وليس لسكان القدس الذي لا يعرفون عن الزواية الا القليل رغم انهم يمرون من امام بوابتها الخضراء صباح مساء

 ان الزاوية الهندية هي احد معابد التصوف بالقدس.  تعالوا وزوره فهو منا ونحن منه ال البيت والمكان ليكون زماننا من جديد .