• 12 تموز 2014
  • نبض إيلياء

 خليل العسلي

 لا يختلف اثنين في قراءة الحاله في القدس ، التي تمر في احلك اوقاتها وأسوء ظروفها ، ان لم تكن الاسوء خلال سنوات الاحتلال ، فيكفى ان ترى عيون المقدسيين الدامعة على حالهم ، وعلى حال الاخوة في غزة،  فالمسجد الاقصى خاليا من المصلين المتعبدين الساجدين في رحاب ،  وساحات الاقصى تصرخ باكية اين ابنائي وبناتي خلال هذا الشهر الفضيل  ، تلك الساحات تكاد تكون خالية من المسلمين خاصة صلاة التروايح  التي شهدت في الاعوام السابقة اكثر من نصف  مليون متعبد في رحاب الاقصى ،  كانت وجوههم تشع  نور البهجة والخشوع والايمان ، كما ان  مائدة الافطار التي كانت تجمع العائلة وتحافظ على صلة الرحم قد غابت واختفى حضورها  حيث القلوب  حزينة باكية .

 والبديل الذي نشاهده خروج الشباب الى الشوارع مع حجارة الغضب والاطارات المشتعلة في حين  يتسمر اهلهم امام شاشات التلفزة  لمتابعة الاخبار المحزنة القادمة من قطاع غزة المنكوب  الذي يشهد الحرب الرابعه خلال ثلاث سنوات متتالية، وتشدنا جميعا صورة طعام الافطار المغموس بالدم على مائدة غزية وقد رحلت العائلة التي كانت تتناوله الى السماء تثير الكثير من الحزن والغضب في صفوف المقدسين

 ما علينا

 المهم ، في هذه الحالة وامام زحمة القضايا بغياب الرؤية يتسال الفلسطيني في القدس عن المستقبل المجهولة ؟! فإسرائيل نجحت بعسكره المدينة ،فور اختطاف واحراق مقتل الفتى محمد ابو خضير من شعفاط  الذي اعتبرته  حادث اعتراضيا غير متوقع يكاد ان يفسد لها السيناريو العسكري الذي اعدته بصورة دقيقة منذ حادثة الخليل والتي غابت فيها الحقيقة بين الاختفاء والخطف  وايضا في النتيجة هل قتلوا او دهسوا ، لقد وظفت اسرائيل حادثة الخليل بالرغم من  مما جرى في القدس بالاستمرار بحملتها العسكرية  والتي هي اوسع حملة اجتياح لكل الضفة الغربية ولم تبقى قرية او بلدية او مدينة ولا مخيم الا واجتاحها الجيش ، ولم يبقى منزلا إلا تعرض لهجوم وتخريب من قبل الجنود  والذي كانوا وكأنهم بتدريب ميداني على اجتياح اكبر  قادم  لقطاع غزة لتصفية المقاومة الاسلامية ، ورافق هذا الاجتياح اعتقال ما لا يقل عن ستمائة  ناشط من حركة حماس في محاولة لتجفيف التواجد الاسلامي في الضفة الغربية    

  لذلك فان حادث خطف وحرق الفتى ابو خضير يعتبر حادثا اعتراضيا غير متوقع جاء نتيجة ثقافة الانتقام لدى اليمين المتطرف ، الامر الذي سارع رئيس الحكومة الى استيعابه  بالاعتذار شخصيا لعائلة الشهيد والسماح للسلطة ورجالها لتقديم واجب العزاء ، كما حاولت الاجهزة الامنية الاسرائيلية امتصاص الغضب الفلسطيني بأسرع وقت ممكن ، بالتالي ظهرت القدس كحالة استثنائية جرى احتوائها  من خلال عسكرة المدينة بصورة منقطعة النظير فلم تبقى زاوية في المدينة إلا وكان بها تواجد عسكري اسرائيلي

 هذا الوضع لم يوقف اسرائيل عن  بتنفيذ مخططها الاساسي ، القائم على اغلاق القدس وحصارها ، وإغلاق الاقصى ، وايضا السماح للمستوطنين بالاستمرار باقتحامهم للأقصى والقيام بشعائر دينية في وضح النهار هناك !!

 هذا الوضع اعاد الى القدس ثقافة الخوف  وعمق حالة العزل والحصار والوجود العسكري والمخابراتي المكثف لدرجة انه يتم ايقاف أي فلسطيني وتأخذ هويته منه وتصادر ويطلب منه ان يراجع المسكوبية ( مركز المخابرات الرئيسي الاسرائيلي في القدس) حتى يتم هناك التحقيق معه واخذ بصماته ومحاولة كسره تمام كمل امن كسر في لابفيلمن المشهور)

 ولكن للحقيقة نسجل ان الفلسطيني لم ينكسر والمقدسي لم ينهزم والشاهد على ذلك  ان هؤلاء الشباب والذين تتراوح اعمارهم ما بين 18 الى 35 عاما يعملون في المصانع الاسرائيلية ، وفي المستشفيات الاسرائيلية ، ويصلحون السيارات الاسرائيلية ،  ويتكلمون العبرية ويستمعون الى الاغاني العبرية  ولكن تم إيقاظ وطنيتهم عندما تم خطف وحرق احد ابناء مدينتهم

 وحماك الله يا قدس

 وللحديث بقية