• 11 آب 2014
  • نبض إيلياء

 ان القدس والمقدسات فيها دائما ستدفع  وباستمرار الثمن الغالي باعتبارها الحلقة الاضعف والمتآكلة في حلقات الصراع مع اسرائيل.

 النكبة الثالثة في غزة المتمثلة بالدمار الهائل الذي يذكرنا بهيروشيما 1945 او بنكبة عام 1948 او نزوحنا عام 1967 او في اقتحامات شارون  للاقصى  ، لا يصدمنا اليوم بالشكل الهائل ، مقارنة مع مواصلة المستعربين والمسلحين والمزيفين بالدين من قطعان المستوطنين في اقتحامات رحاب الاقصى، حتى انهم يحاولون ان يفرضوا علينا قاموسهم السياسي ، ونحن( كالعادة)  كعميان والطرشان ان لم نكن كالبغبغاء  نكرر  مفردات قاموسهم السياسي بل نتبى بعضه ، واخر هذه المصطلحات عبارة "التقسيم الزماني والمكاني "، والتي بات يكررها الاعلام الفلسطيني المحلي والاعلام العربي حتى بدون التفكير بمعانيها،  والحقيقة ان هذا عدوان واقتحام وطقوس سياسية بغلاف ديني مشبوه ومشوه يفرضونه علينا في باحات الاقصى ( وليس كما يطلقون عنها عمدا ساحات ونحن نكررها ايضا ) وليس كما  يسمونها التقسيم

استحلفكم بالله ان لا تكرروا قاموسهم السياسي ، في التقسيم لأن  هذا يعنى ان هناك نزاعا وخصومة ، واعتراف بشئ غير موجود ، والحل لهذا النزاع ولتلك الخصومة هي الدعوة الى التقسيم كحد ادنى ، والحقيقة  هي : أنه عدوان على الحق ، واقتحام لحرمات مقدسات واغلاق الابواب امام  المرابطين، فلا تقسيم في الارض، ولا تقسيم في السماء هو عدوان في الأرض ، وعقاب في السماء  اذا فتحت ابوابها ذات يوم ، كما فتحت سماء غزة  ابواب  العصف الماكول والتمسك بآية الفيل وانتظار المعجزة.

صحيح كما يقول صديقنا  الدكتور مهدي عبد الهادي أن المؤسسة العسكرية  الإسرائيلية هي فيل آعمى غاضب ناقم معتدي، ولما كانت قدرتنا محدودة لا تقدر على قتل الفيل او اخراج الفيل ،  فإننا نكتفى الأن بأن نجرح الفيل ونجعل حياته في السلطة الاسرائيلية  جحيما ، كما جعل حياتنا في الشجاعية ورفح وخان يونس جحيما

القدس تشهد هذا العدوان الصارخ  حتى وإن طلبت النجدة والمساعدة  فانها لن تتلقى سوى البيانات والشعارات الجوفاء ، التي  لا تسمن ولا تغنى من جوع ، ولا حتى يمكن لهذه الشعارات ان تنقذ حجرا واحد او تمسح دمعة عن طفل مقدسي او غزي واحد

ما علينا

المهم أن المطلوب  كحد ادنى الأن  ترجمة هذا الغضب الى مجابهة سياسية تبدأ بالمحاكم الدولية كما هو متوقع ، وأن نحمل جراحنا وشهدائنا شهودا على جرائم المؤسسة الاسرائيلية الى المحافل الدولية

 المطلوب الان  ترجمة هذا الغضب الى مقاطعة حقيقية وسياسية وليست موسمية مع كل ما هو اسرائيلي ، تماما كما كان الحراك في الهند بقيادة غاندي عندما قاتلوا الامبراطورية البريطانية وقذفوا بالشاي والملح الى البحر ، ولبسوا النسيج الاجتماعي الهندي بعد ان احرقوا البدلات وربطات العنق والاحذية البريطانية

 حتى لا نسقط في الحذاء علينا ان نحرق الحذاء

 فهل نحن فاعلون ؟!   

 وللحديث بقية