• 28 آب 2014
  • نبض إيلياء

 بقلم: خليل العسلي

اشعر في الاوانة الأخيرة  ان القلم خذلني ، كما خذلتني الافكار،  وهربت من بين يدي العبارات ورحلت الجمل بعيدة عني ، وذلك كلما قررت الكتابة عن المعشوقة والمحبوبة ومصدر الالهام الا وهي القدس التي لا مثيل لها في العالم اجمع ! 

 ما علينا

 المهم، فمنذ المقالة الاخيرة التي استحلفتكم فيها أن لا تساهموا بتقسيم الاقصى من خلال تبني قاموس الاخر ، الذي لا يعترف فيكم ولا في وجودكم ، إلا انكم لم تستمعوا الى رجائي، بل تجاوزتم هذا التنبي بالعمل بأيديكم ليس بيد الاخر  ليس فقط على تقسيم الاقصى بل على تدمير المدينة التي احتضنتكم ! فانتم تركوا الاقصى يقسم وينتهك من قبل الأخر وانشغلتم  بأمور تافه! لقد قايضتم الاقصى بابخس الاثمان مقابل حفنة من الدولارات والشواقل،لقد تفرقتم عن الاقصى جريا وراء  السراب ، الذي لن تصلوه مهما كانت سرعتكم ، ومهما كانت شطارتكم ، ومهما كنتم مهره في تقبيل النعال والايدي!

ماذا جري لكم يا اهل القدس أبايديكم تنحرون انفسكم !؟ عندما تتبنون خطابا دمويا اقصائيا للشقيق ،  غريبا عن قداسة مدينتكم التي اختاركم الله ان تكونوا فيها ليميزكم عن بقية شعوب الارض!! 

منذ متى يا سكان القدس  نستورد مصطلحات وعبارات ، لا تمت لنا ولثقافتنا المقدسية المنوعة ، ونسقطها على واقعنا الفريد من نوعه ، فنحن نصدر المصطلحات الربانية والعبارات الانسانية السامية الى العالم، ولا نستورد من العالم شئ ! 

منذ متى يا اهل القدس نقاتل بعضنا بعض، يقاتل الشقيق الشقيق مجازيا وفعليا، بناءا على  ايمان او لون او اسم ! ومدينتكم فتحت ابوابها السبعة علي مصرعيها لاستقبال كل معذب في الارض ، وكل طريد ، وكل حالم بروحانية ربانية مقدسة لا تجدها الى في هذه البقعة من العالم !  

منذ متى يا اهل القدس نعيش على مبدأ الفردية الانتهازية " انا ومن بعدي الطوفان " وطالما ان راسي بخير فالعالم بخير " وكل بناية ومعلم اثري فيها وشاهد وضريح يؤكد مبدأ الكل من اجل الكل والفرد لصالح الجماعة والمدينة للجميع ! 

منذ متى يا اهل القدس ، نقوم بهدم مجتمعنا لبنة لبنة وفردا فردا بحقدنا وحسدنا من الاخر الشقيق والجار، بينما علمنا تاريخ مدينتنا ان المحبة والاخوة والتعاون هو شعار هذه المدينة من القدم وحتى الازل ، وعلمنا تاريخ المدينة ان المعتدى لا مكان له فيها، وسوف تلفظه عاجلا ام اجلا، 

منذ متى يا اهل القدس ، نرجو رضي البشر ونتمسح فيهم ، ومدينتكم علمتكم رضي الخالق اولا واخير اما رضي البشر فهي غاية لا تدرك، ولا يجب ان نسعى وراءها في القدس فمن يحتاج البشر اذا كان الله معه ! 

منذ متى يا اهل القدس نقتل بعضنا بعض من اجل هدف آني مؤقت ، او نقاتل بعضنا بدون هدف ارضاءا لشيطانية النفس ونزواتها ، ومدينتكم هي رمز التسامح والمحبة والقتل فيها ممنوع والقاتل فيها ملعون ملعون 

منذ متى يا اهل القدس ، ونحن نرى ونمارس الذل والهون ونضحك ونقول مبررين ذلك بالمصالح  والفهلوه ! ومدينتكم علمت الاجيال السابقة انها رمز العزة والكرامة 

 ولكن يبدو ان جيل هدا الزمان هانت عليه مدينته فإستكان الى الذل والهوان

 يبدو ان جيل هذا الزمان فقد بوصلته فضاع في غابه المدينة ، ومن يضيع فيها لن يجد له مخرجا وسيبقي تائها هائما علي وجهه باحثا عن راحة لن يجدها ولا حتى في قبره لان ارض المدينة الطاهرة المقدسة سوف تعذبه قبل السماء

ماذا اصابكم يا اهل القدس، يا مقدسيين ويا سكان القدس .. استيقظوا قبل ان تجدوا انقسكم فقدتم المدينة وفقدتم ذاتكم.. وهذا قادم لا محاله ان لم تستيقظوا

 وللحديث بقية