• 15 تشرين أول 2014
  • نبض إيلياء

 خليل العسلي

ان القلب لينفطر وهو يشاهد بل وهو يعيش لحظة بلحظة  المجزرة التي تحدث للمسجد الاقصى، بل الاغتصاب الذي يحدث فيه كل يوم وكل ساعة تحت اعين  من فقدوا شرف العروبة ، وفقدوا شرف  الاحساس والغيرة ..! بل ان هذه الجريمة التي تحدث في الاقصى يوميا  تمر وكانها حدث عادي متناسين او يحاول هؤلاء الاعراب ان ينسوا ان الحديث عن مسرى نبي عربي اسمه محمد صلى الله عليه وسلم ( ان كانوا لا زالوا يتذكرونه )

 ما علينا

 المهم ، ان في هذه المجزرة التي يعيشها اقدس مكان  على ظهر المعمورة  ،الجانب الاسرائيلي المحتل  حسم امره بخصوص المسجد الاقصى ، فهو ماضي وبقوة هادرة نحو التقسيم رغم انوفنا جميعا، رغم انوف العرب والمسلمين الممرغة بالتراب  ،( بغض النظر عن تصريحات نتياهيو التي تحاول التخفيف من حدة هذه الاجراءات الاسرائيلية ، عندما يقول ان اسرائيل لا تريد تغير الوضع القائم في الاقصى وانها تحترم الوصاية الهاشمية، رغم انه على ارض الواقع لم يرى نتياهيو ولا وزراءه ولا شرطته أي وصاية اردنية ،فهي فاسرائيل لم تحترم أي من بنود الاتفاقيات حول الاماكن المقدسية وهي بهذا ضربت عرض الحائط هذه التفاهمات والاتفاقيات، وكما يقول المثل العامي : اسمع كلامك اصدقك اشوف احوال استعجب " وهذا واقع اسرائيل)  وهذا التقسيم (الذي كنا نحذر حتى من مجرد الحديث عنه باعتباره  مصطلح اسرائيلي) سيصبح قريبا واقعا مفروضا  بقوة السلاح وبدعم الكثير من الجهات  الدولية ،  هذا التقسيم ان لم يكن قد اصبح منذ زمن ، وهذا ما نعيشه نحن في القدس ، بل ويعيشه اهل البلدة القديمة الخط الاول ويبدو ايضا الخط الوحيد للدفاع عن الاقصى ، فالاقصى لمن لا يعرف مغلق بصورة تامة في ساعات الصباح وحتى الظهر، وبشكل يومي او متقطع منذ شهر رمضان المبارك،  وان فتح خجلا  !!  فانه يكون لكبار السن  وليس للنساء اللواتي اثبتن مرة اخرى ان بهن كرامة وغيرة على الاقصى اكثر من كبار شبوخ الاسلام،الذين يتدثرون في فراشهم  الدافئة بينما نساء القدس يقارعن الاحتلال  منذ الفجر، يواجهن اداة  الاحتلال وهي الشرطة الاسرائيلية التي اثبت انها  بخدمة الشعب !!! ولكن أي شعب

الجانب الاسرائيلي واضح ، وقالها المسئولون  علانية  ان موضوع الحرم القدسي يدار مباشرة من قبل مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتياهيو ، وان الشرطة لا تتلقى اوامرها بخصوص الاقصى الا من مكتب رئيس الوزراء ونتياهيو هذا يريد ان يرضى اليمين المتطرف تمهيدا للانتخابات القادمة ، فالمعركة الانتخابية  القادمة في اسرائيل ستكون بين اليمين المتطرف وبين اليمين المتطرف اكثر الفاشية الجديدة ، اما اليسار فهو عبارة عن نكتة اسرائيلية سمجة لا تستحق حتى ان تذكر . فهذا اليسار هو الغطاء البشع للوجه القبيح للاحتلال !

الشرطة الاسرائيلية التي تتلقى اوامرها من نتياهيو  لا تعرف الا القوة كما هي عقلية الاسرائيلي فما لم يأتي بالقوة يجب استخدام قوة اكبر لتحقيقه ، وهذا منطق وزير الامن الداخلي الذي اثبت انه ينافس فغلين وبينت في تطرفهم ، وهذا ما بدا واضحا من خلال استخدام القوة غير المبررة التي تستخدمها الشرطة الاسرائيلية ضد المصلين في الاقصى ، فلا حرمة عندها سوى حرمة اليهودي وكل شئ مباح بدل التعقل

 في هذه الاجواء  لم نرى ولم نسمع  عن الجانب العربي الفلسطيني ، فالقيادة الفلسطينية سملت بالامر الواقع كما قال العديد من الناطقين الرسمين وغير الرسمين باسمها  عندما قال بعضهم بان السلطة لا تملك اية سلطة في القدس من اجل انقاذ الاقصى ( يا سلام ) والاردن صاحب الوصاية قال ان الوصاية لا تعنى السيادة والتي هي للسلطة الفلسطينية  والتي عليها ان تتحرك  ففي النهاية القدس هي عاصمة الدولة الفلسطينية اليس هذا  حقيقة !!! اما بقية العرب  كما قال ذلك الشيخ الذي جلس يبكى الاقصى : اقرأ يا بني على العرب الفاتحة فهم الاموات الاحياء "

 فهذا الواقع غير المسبوق سيقود لا محالة الى سيل من الدماء والى جبل الهيكل واورشليم بدون القدس

وللحديث بقية ان بقيت هناك اقصى