• 13 آذار 2015
  • نبض إيلياء

خليل العسلي

 ان من يقول ان القدس بخير ! فهو بإختصار اما جاهل لا يعيش في المدينة ، او انه يكذب لمصلحته الشخصية ، او انه اصيب بالعمى فهو لا يرى ما يدور حوله ، فالقدس ليست بخير على الاطلاق، وكل من فيها من بشر يتخذون منها مسكنا وعنوانا يحمل معولاهدم  مدببا ويهدم جزءا من المدينة التي  وصفها المطران منيب يونان تلك الشخصية المقدسية اولا والدينية الوطنية ثانيا بانها مدينة العدل  ولكن ليس فيها من العدل حتى اسمها

  الكل منا يهدم المدينة عن قصد او بدون قصد ،  فكما قال المرحوم فيصل الحسيني: ان الجميع يقول القدس لي ،  ولكن  لن تكون القدس بخير الا اذا بدانا نقول ان القدس لنا ...  حتى ذلك الوقت فان القدس ستبقى مريضه

 ما علينا

 المهم ، ان من يسمع ويقرأ ويرى ، ويتجول في المدينة المقدسة يصل الى قناعة انها تسير نحو الهاوية، فلا المجتمع فيها مجتمع ، وفقدت مقومات اي  مجتمع حضري، واصبح عبارة عن قبائل  وعشائر وجماعات دينية وعرقية لا رابط يجمعها، فهذا النسيج المشوه وهذا المسخ  البشع لا رؤية استراتيجية توحده ولا مرجعية تضمه ، ولا صوت واحد له ،  فهناك من يعتبر الزعرانه مشرعيته ! وهناك من يعتبر عشيرته مرجعيته ! وهناك من يعتبر طائفته مرجعيته ! وهناك من يعتبر  التنظيم او الفصيل مرجعته  !  وهناك من  يعتبر عضلاته مرجعيته  ! وهناك من يعتبر حيه او قريته مرجعيته ! وهناك من يعتبر سلاحه مرجعيته! ولكن لا احد يعتبر القدس  وحب القدس مرجعتيه !!!

 ففي القدس من له عشيرة او قبيلة او العصابة فهو الحاكم ، وهو الامرالقوي ،  وهو فارض الامر الواقع ، فلم يعد المقدسي امانا في بيته ولا على املاكه ، فهذا المقدسي استيقظ  ذات صباح اسود كسواد الحياة في هذه المدينة ، ليجد ان هناك من احتل منزله او استولى على ارضه ، وبما ان هذا المقدسي وحيدا بلا مرجعيه !  فعليه اما ان يطلب عوضه من الله على املاكه او منزله ! ويصمت  وكأن شيئا لم يكن بانتظار الاعتداء الجديد ! او ان يتجه الى العشائر ورجال الاصلاح عساهم ينصفونه على اساس انهم رجال يخافون الله ، ولكن يتفاجئ هذا المقدسي ان الحق اصبح باطل وانهم باعوه بابخث الاثمان ، فالعدل عندهم يقاس بالدينار والدولار ، ونسوا شرع الله !!  ولم يبقى امام المقدسي الا خيار اخير وهو  أن يشترى بماله الخاص جماعة ما لتحميه  ويسترجع حقه  بقوة الزعرنه ، والسيف والقنبلة والسكين والبندقية !! وليس بقوة القانون الاسرائيلي الغائب المرتاح طالما ان المتخاصمين عرب فلا حاجة  الى القانون ...!!! ففي القدس يوجد قانون واحد اسمه قانون الغاب !!  وصدق صديقي الصدوق والذي يكرر هذه الايام المثل القائل " العيلة اللي ما فيها ازعر حقها ضايع"  فهذا حال القدس

وبعد ذلك نسمع من يقول ان القدس بخير !!!

 بالله عليكم كيف هي بخير وفيها اعلى نسبة طلاق في المجتمع الفلسطيني ! الا يعنى هذا انهيار للقيم والاخلاق وانهيار المجتمع  ، وفي هذا الموضوع  الكثير الذي يجب بحثه والغوص فيه ، فاحد اسباب الطلاق هو المغريات الاسرائيلية التي تقدمها المؤسسة الحاكمة  للمراة المطلقة، وحتى للرجل ،  وللحديث  هنا يطول ويطول,, ومن الافضل الاكتفاء بالتمليح وليس التصريح لان التصريح يعنى الفضائح !!

 بالله عليكم كيف تكون القدس بخير وفيها اعلى نسبة تسرب من المدارس ، والجميع يعرف ذلك لا يحاول ان يعمل أي شئ لمعالجتها ، فمدير التربية في واد ومدارسه في واد ، ووزير التربية لا يعرف ان هناك  مدينة اسمها القدس !!  وان طرحت هذه القضية للمعالجة فانها تكون وفق مشروع اوروبي او امريكي ممول مسبق وبالتاكيد لن يحل المشكلة بل سيزيد غنى القائمين على المؤسسات الاهلية ، وايضا الحديث هنا يطول !!!

 بالله عليكم كيف تكون القدس بخير وفيها انتشار المخدرات شئ عادي بل ان البعض يقوم بفعل ذلك للحصول على المغريات الاسرائيلية،  وهنا اذكر حديث احد الظرفاء الخبثاء  والذي قال وكتب انه استيقظ ذات مساء على رائحة  اعتقد انها بخور  فظن للوهلة الاولى ان الحارة تحتفل بالمولد النبوي ليفتح شباك غرفته المطلة على الحارة ليكتشف ان الرائحة هي رائحة الحشيش  والكيف !! وبعد ذلك تقولون ان القدس بخير !

 بالله عليكم كيف يمكن ان تكون القدس بخير وكل من يعمل من اجلها يسأل عن الثمن اولا،  والربح الشخصي، وهناك يوجد الكثير من القول الذي لن يعجب الكثيرين، لانهم يتلقون رواتبهم من جراء  الندب واللطم والنواح على القدس وعلى احوالها ، وهم احد اطراف دمار القدس !!! واكثر ما يجيدونه هو فن التسول باسم المدينة المنكوبة !!

 هذا السرد السريع هو النذر اليسير مما يجرى في ايليا ! وبعد كل ذلك نجد من يقول ان القدس بخير ......اي خير هذا!!

وللحديث بقية