• 3 أيلول 2015
  • نبض إيلياء
 

بقلم : خليل العسلي 

 

ان ما لا يختلف عليه احد في القدس هو ان المدينة ليست بخير، فلا الفقير ولا الغنى ولا حتى عابر السبيل يمكن ان يقولوا عكس ذلك، فهذه المدنية بانهيار تام ونقصد بالمديتة الحجر والبشر، ونحن في هذه  العجالة لن تركز على ما تقوم به اسرائيل من تدمير وتخريب ونهب وتشريد وقتل وحرق واستيطان، وتهويد واسرلة،  فهذه الاشياء معروفة ويقوم بها الاحتلال ببساطة لانه احتلال ، فهو وبكل بساطة مرة اخرى  يتمنى ان يستيقظ وان يجد القدس قد اصبحت يهودية بدون اي عربي ، وبالتالي فان من كان يتوقع من الاحتلال عكس ذلك فهو ساذج مخطئ، ولهذا فان كل من قرر البقاء في القدس حبا في المديتة او حفاظا على اثر ما عليه ان يعرف الثمن الذي يجب ان يدفعه (وبدون اية فلسفة او تحميل الاخرين جميله البقاء في القدس..)

ما علينا

 المهم ان ما نريد الحديث عنه في هذه العجالة هي الحالة المزرية التي وصل اليها ما يسمى بالمجتمع المقدسي والذي لم يعد مجتمعا  واحدا متجانسا ، بل  هو عبارة عن مجتمعات متفرقة لم تعد هناك اي روابط  تجمعها لا الدين ولا اللغة ولا حتى حب المدينة ، فهذا المجتمع او المجتمعات  مقسمة حتى النخاع وفق العشيرة والقبيلة والعيلة ، ولا يخجل احد ان يتحدث عن ذلك علانية ، ولكن ان كتب احد عن ذلك حتى سارع الى اتهامه ببث الفتنة والفرقة بين ابناء المجتمع الواحد ( وكآن هناك مجتمع واحد)  ، رغم ان المجتمع مفسم ومنهار فالتعامل مع بعضنا البعض لا يتم على اساس الاخلاق او الدين او حتى على لسلس المصالح بل على اساس انت ابن اي عيلة ؟ واذا انت خليلي فالتعامل يكون مختلفا مما لو كنت قدسي او فلاحي …. ولا نريد هنا ان نضرب امثاله صارخه فاضحة بحق هذا المجتمع الذي يتم فيه التعامل على اساس العيلة  والعشيرة والقبيلة 

 فهذه بداية الانهيار ، والذي تفشى في المجتمع المقدسي ٫ فلا زلت اذكر تلك المحادثة التي سمعتها في الطريق بين اثنين من زوار المدنية من الضفة الغربية حيث قال الاولى للثاني : اسمع يا اخي هذول اهل القدس غير شكل !! فرد عليه الثاني : لماذا ؟! فقال له انه اذا اختلفت مع احدهم وجدت السكين في قلبك…. فهنا يطعنون ويطلقون النار على اتفه الاسباب.. هذا مجتمع عنيف ، لا يتحدثوا اولا بل يطعنوا اولا !!!! 

هذه المحادثة حتى لو كان فيه شئ  من المبالغة الا انها تعكس رؤية الاخرين الى سكان القدس ، بل هي تعكس الواقع الاليم الذي وصل اليه المجتمع المقدسي ، فقصص القتل تملئ شوارع القدس ، القتل لاتفه الاسباب او القتل من اجل القتل او القتل الوقح الفاجر الخائن الظالم ، ولسان حالهم يقول ( الي بتعرف ديته اقتله) فطالما ان اكبر جريمة قتل تنتهى على فنجان قهوة ، فلنقتل بعضنا البعض !  

 وطالما ان رجال الاصلاح يحكمون حسب المبلغ المدفوع لهم ، فان الزعران بخير والمدينة ليست بخير ، كما لا ننسى الاعتداءات على ممتلكات الاخرين مستمرة، وكل من ليس له عصابة تحميه او عائلة تدعمه على الشر قبل الخير فان القدس ليست بخير !!

 فكيف يقبل على نفسه نفر من الاشخاص طرد سيدة عجوز من منزلها ووضعها في ملجئ للعجزة لتموت قهرا ، كل هذا بهدف لاستيلاء على المنزل  !

 كيف يقبل نفر مما يحرصون على اداء جميع الصلوات حاضر  في المسجد الاقصى  ان يزوروا الاوراق بهدف الاستيلاء على ممتلكات الاخرين ، فهؤلاء الاخرين لا حول لهم ولا قوة ولا عشيرة تدعهم سوى الله عز  وجل 

كيف يقبل على نفسه نفر من المدينة بنهب مؤسسات بكاملها ويحويلها لتكون حظيرة له ولعائلته واحفاده، ويمشى بشوارع القدس وكآنه المخلص، والناس يدحبون به رغم علمهم بانه حرامي .. انت النفاق والدجل !!

كيف يقبل نفر من رجال الدين ان يصدروا الفتاوى حسب الدفع مما حول المجتمع الى مفسدة ما بعدها مفسده …. 

 كيف يقبل نفر على نفسه ان يصرخ في الصباح والظهر ضد الاحتلال وفي ساعات المساء يجلس مع رموز الاحتلال 

 كل ما تقدم  من وصف مؤجز لما حل بالمجتمع في القدس لا علاقة للاحتلال به ، انه من صنع ايدينا !! فهذا المجتمع وصل الى  اسفل الدرك الاخلاقي والى الانهيار الاجتماعي ، والعهر السياسي ، مما يشعر المرء انه وحيد في غابة ، فلا قانون يحميه ولا منظومة اجتماعية اقتصادية اخلاقية دينية تحتضنه 

وبعد ذلك نجد من يقول للمقدسين اصمدوا .. ونحن نسالهم كيف ؟!!!

للحديث بقية