• 4 نيسان 2016
  • نبض إيلياء

بقلم : خليل العسلي

 بعد ان قلنا  في المقالة السابقة ، ان القدس ليس بخير ، انبرى البعض بتوجيه الانتقاد من اجل الانتقاد ، وانطلاقا من مبدآ الهجوم خير وسيلة للدفاع ، وكما يقول المثل الشعبي “ اللي على راسه بطحه بحسس عليها”

 وتآكيدا لقولنا السابق ان من  علامات ان القدس ليست بخير،  كثرة مظاهر النفاق والدجل والكذب والمتمثلة  بالمهرجانات والحفلات واللقاءات التي تنتهى عادة بما اصبح يعرف “ نفاق التكريم “ وتوزيع الدورع وشهادات التقدير لكل من هب ودب ، ومن قبل كل من هب ودب ، حتى اختلط الحابل بالنابل ،  وتسابق الجاهل قبل العالم على الحصول على دروع التكريم،  حتى اصبح التكريم  مظهر غير حضاري اخر من المظاهر غير الحضارية التي تنتشر في القدس ، والتي  الاصل بل  مركز الحضارة الانسانية .!

ان العودة للحديث مرة اخرى عن مظاهر التكريم لمن لا يستحق من شخص او مؤسسة لا تستحق! دليل على تفشى الظاهرة ، وتحولها لمرض مستعصى الانتزاع من جسد القدس الهزيل التعب من كثرة التصاق الطفيليات فيه ، ولا يخفى على احد ما تفعله هذه الطفيليات بالجسد فهي تمتص دمه وتنهكه وتصيبه بالهزل ، الذي يصل الى حد الموت قبل ان تنتقل الى جسد اخر!! 

 ما علينا، 

 المهم ، ان ما آثار حفيظة الكثير من المقدسيين هو قيام احدى المؤسسات غير المعروفة للعامة ولكنها معروفة لدى الخاصة ذات التوجه الديني ، بتكريم عدد من الشخصيات بحجة دعمها للقدس وهم اصلا غير معروفين  في القدس ولا لاهل القدس ، بل انهم بالتاكيد لم يقدموا للقدس شيئا يذكر سوى  النوم فيها ، وحتى هذا مشكوك فيه، اضافة الى شخصية مقدسية رسمية لم تساهم بتحسن الوضع في القدس قيد انمله،  بل ان السخط عليها وسط حتى الخوف من ذكر اسمها في العامة حتى لا توجه لكل شتيمه هنا او مسبة هناك .

 وكان قبل ذلك قد قامت مؤسسة ما لا يعرفها العامة باختراع لقب فارس ، وتبعتها مؤسسة باختراع مصطلح الشخصية المقدسية، وافضل…. وافضل …. رجل العام… وما الى ذلك من مصطلحات لا تعنى الكثير على ارض الواقع ! 

  وهنا اذكر احدى ابرز الشخصيات المقدسية المعروفة  للغاية وتم تكريمها من قبل اكبر المؤسسات الدولية والمعروفة ، ولكن هذه الشخصية لم تكرم من قبل اي من المؤسسات المتخصصة بالتكريم  في المدينة التي احبتها وحملت اسمها في المحافل الدولية  عندما سالته  اجابني : “ عندما تنظر الى المكرمين تحمد الله ليل نهار على انك غير معروفا في مدينتك ، حتى لا تكرم من قبل هذا او ذلك، مضيفا اكاد اجزم ان غالبية التكريمات عبارة عن نفاق وكذب ،او علاقات عامة  طالما ان هناك من يدفع ثمن هذا الحفلات  التي ينساب فيه النفاق والكذب انهار يفوق انسياب الانهار في مجاريها من اعلى الجبل، والضحية التي يرقص حولها وعليها المحتفلون المكرمون هي القدس التي اختنقت من كثرة الروائح التي تفوح من كذب هؤلاء”

اننا نقول ان التكريم ليس شيئا سلبيا ولكن بدل عشرات حفالات التكريم التي تكلف عشرات الاالاف من الدولارات  يمكن للمؤسسات المعنية ، ان تتفق فيما بينها على القيام بحفل واحد يكرم فيه الشخص وفق معايير دوليه وليس وفق الاهواء الشخصية لمدير هذه المؤسسة او المتبرع الذي يريد ان يكون صديقه !!

ارحموا القدس قليلا من هذه المظاهر المضرة بالمدينة المسكينة التي تنتهش صباح مساء من الذي لا يرحم !!! حماك الله ياقدس 

 وللحديث بقية