• 18 آيار 2016
  • نبض إيلياء

 

 

ماذا يحدث في الاقصى ؟ لماذا تتسرب المنازل في القدس؟ ماذا حدث لنا في المدينة ؟ كيف تسقط بيوت القدس واحدا تلو الاخر ؟ اين القيادة المحلية ؟!  

 هذه الاسئلة وغيرها من الاسئلة الملحة  جالت في خاطر كل مقدسي غيور على مدينته ، كل مقدسي لا يعتبر القدس بقرة حلوب، او مشروع استثماري شخصي لجني الارباح ، او تاجر بمآسي سكان المدينة من اجل حفنة من الدولارات او من اجل منصب هنا، او كرسي هناك !!

 هذه الاسئلة حملتها وتجولت فيها في ازقة البلدة القديمة باحثا عن الاجابة ، الاجابة التي تشفى الارواح التي اصابها السقم ، نتيجة ما يجرى في مدينتا الغالية التي لم تبخل على ابناءها ، ولكن ابناؤها واشقائهم قصروا بحقها ، وحق عليهم قول العاقين . 

واول من توجهت اليه كانت تلك  الشخصية المعروفة للقاصى والداني في المدينة، فهي شخصية تجذب بحلو ريقها جميع اطياف الشارع المقدسي ، بل وتجتمع الاضداد عندها ،  فهي الجامعة في مدينة تفتقر الى هكذا عنوان ، 

 تلك الشخصية والتي بدل ان تجيب على اسئلتي الحيرانه ، زادت من حيرتي !! ولكن بطريقتها المعهودة ، فقالت في خضم الحوار ، اننا نواجه تسونامي صهيوني جارف ،  سوف يجرف كل منازل القدس منزلا  بعد الاخر ! مضيفة :  ان نتياهيو نجح في بث ثقافة الخوف لدى اليهود مستغلا ظاهرة الطعن !! مما نجم عنه سلسلة من القوانين ، والتي من خلالها  سوف يآخذ حياتك !!  ويصادر مستقبلك !!

مستطردا  والذي ساهم بتدهور الاوضاع في المدينة هو غياب الرؤية والقيادة ، مستخدما وصف قشرة البطاطا  لوصف تلك الجهات التي  تدعى ما لا تملك ، ولا تملك  شئ ولا يمكنها ان تملك اي صفة من صفات القيادة المطلوبه في القدس 

 ما علينا 

 المهم ، ان كلمات تلك الشخصية عمقت من حالة البلبلة التي اعيشها،  وتعيشها الغالبية العظمى من المقدسيين ، فهي اضافت سؤالا اخر على الاسئلة الكثيرة السابقة وهو : الى اين ؟!

خرجت من عند تلك الشخصية ، وانا اضرب اخماسا باسداس ، محاولا الاجابة على بعض الاسئلة : اين القيادة ؟ واين الحراك الجماهيري ؟ وجدت ان  الاجابة تقود الى نتيجة حتمية مفادها  ان الحراك الشعبي عادة كانت تقوده المدارس من طلبة واساتذة ، ولكن التعليم في القدس يعيش ازمة غير مسبوقة، بعد نجاح اسرائيل في مخطط اسرلة التعليم ، فمنذ اللحظة التي قبلت فيه المدارس التمويل من بلدية القدس اصبحت رهينة لها ، وهكذا كان  !! واصيب قطاع التعليم بحالة شلل تام 

حتى النقابات المهنية التي كانت تقود الشارع المقدسي وتكون هي بوصلته ، انتقلت الى رام الله ، وبهذا اختفى عنصر اساس في حراك الجماهير المقدسية . 

 الجهة الثالثة التي كان بامكانها ان تؤثر على الحراك الشعبي هم تجار المدينة ، الذين تلاحقهم السلطات الاسرائيلية وتشدد الحصار عليهم ،  وما نراه هو ان الغرفة التجارية التي تمثل التجار ليست قادرة على القيام بهذا الدور باسم تجار القدس ، بعد ان خسرت حتى  تمثيل فلسطين في الغرف التجارية العربية ، وهنا تذكرت قول صديق مطلع عندما قال : يبدو ان  المؤسسات في القدس تهرم عندما تهرم رجالاتها  بالرغم من تطعيمها بوجوه شابة مترددة خائفة .

 اما الجهة الاخرى التي كان بالامكان ان تقود القدس ، هي جامعة القدس ، التي هي الحاضر بالاسم ، الغائب في كل شئ عن المدينة ، فهذه الجامعة قادرة على  عقد مؤتمرات في الخليج لتمويل الرواتب ولكنها غير قادرة على عقد لقاء في القدس لبحث اوضاع المدينة !!

 ان  احد اهم الاسباب التي ادت الى وصول الاوضاع بالقدس الى ما وصلت اليه هو  سقوط ملف القدس  في البيت الفلسطيني.

وهكذا يمكن القول ان القدس قد انتهت من الذاكرة العربية الاسلامية وفي الحاضر السياسي، وفي المستقبل الاسود الذي ينتظرها ، وبعد ذلك نجد من يتغني بالقدس شعرا ونثرا وانغاما حزينة ولكن لم نجد واحدا  يعمل على رفع الراية ، ويسير في الشارع ، وصدق صديقي المقدسي عندما قال نحن  شركاء في الجريمة فنحن نعرف كيف نلطم على الخدود صارخين الثعلب  قادم ، ولكن لا نعرف كيف نمنع الثعلب من اكل الخراف ….

 وللحديث بقية   

 

                                                                                                                                                                                   خليل العسلي