• 20 حزيران 2016
  • نبض إيلياء

 قال انه يريد ان يخدم مدينته وبلده ، خاصة وان له خبره بمجال تحتاجه البلاد بصورة ملحة، فتوجه الى جميع الشركات الرائدة والكبيرة في فلسطين ، بعث السيرة الذاتيه معربا عن استعداده للعمل تحت كل الظروف ، ولكن للاسف ! جميع الشركات التي تحتاج هذه النوع من الخبرة تجاهلت السيرة الذاتية، وهذه اول اشارة على عدم مهنية هذه الشركات ، التي تحاول ان تعلم الشعب المهنية ، وان تكون مثالا ناجح في الاعمال !!  فذهب مباشرة الى الشركات  ، والتي ابدت رغبتها بهذه الخبرة النادرة ، ولكن ! سمع لدى الجميع نفس العبارة : سوف نتصل بك !  وطبعا لم يتصل احد ،  وهذه اشارة ثانية  تدل على نفاق الشركات والقائمين عليها  !!  وفجآة اتصلت به احدى الشركات الاجنية التي ابدت رغبتها الشديدة بالعمل معه ، بعد ان شاهدوا السيرة الذاتية المبهرة لهذا الشاب المقدسي  الذي يعيش هذه الايام  اصعب ايام حياته ، ويقف امام مفترق طرق ، سوف يحدد علاقته بهذا الوطن الذي لا يريد ابناءه الحقيقين الاصلين، وسوف يحدد علاقته بهذا الشئ الهلامي غير واضح المعالم الذي يسمى “ القطاع الخاص “ الفلسطيني ، ذلك القطاع الذي اثبت فشله الذريع باستيعاب الخبرات الفلسطينية النادرة حول العالم !!! بل كان طاردا لها .

 قصة هذا الشاب المقدسي ليست فريدة من نوعها بل هي قصة جيل كامل من شباب متعلم مثقفي عالمي الخبرة ، قصص شباب مخلصين عادوا على امل البقاء والعمل والخدمة ، متخلين عن رواتب خيالية،  وظروف عمل مريحة ، ورفاهية لا يحلم بها اي من الشعب الذي يعيش بين النهر والبحر ! 

 هذا الشباب الذي رفضه القطاع الخاص “ الانعزالي “ الفلسطيني ، بالتاكيد سوف يرحل بلا رجعه ( لانه ان لم يرحل فان فرصة العمل الوحيدة المتبقية امام هي  ان يكون عامل خدمات في السوق الاسرائيلي ) حاملا معه اسوء الانطباعات والتجارب عن القطاع الخاص  والذي سيعاني الكثير من هذا النوع من الشبان حول العالم فهم لن يكون خير سفراء للقطاع الاعمال  الفلسطيني  الطارد لهم

 ما علينا !

 المهم  تحدثنا مع بعض الاصدقاء المعروفين في القطاع الخاص ، احدهم اخلص بصورة تفوق التصور لبعض رجال الاعمال المعروفين جدا على اساس العلاقة الانسانية والمهنية، ولكن هذا رجل الاعمال اثبت انه لا انسانية في هذا القطاع ، فما ان انتهت المصلحة حتى تخلى ، عمن كان ذات يوم اقرب المقربين اليه في احلك الظروف ، وهو الذي اظهره للشارع الفلسطيني رجل اعمال ناجح  وفلسطيني غيور ، وهو في الواقع لم يكن سوى رجل انتهازي اخر من جيش الانتهازين الذين يعيشون بيننا 

قال هذا الصديق ان ما يميز غالبية القطاع الخاص الفلسطيني هي الشلالية ، فهو عبارة عن قطاع مغلق على الابناء والاقارب والاصدقاء وصحبة الشدة  !! فان نظرت حولك وجدت ان ما اقوله صحيح !!! كما ان غالبية القطاع الخاص انعزالي بكل ما في الكلمة من معنى ، فالرواتب التي تعطى لمسترى الاداري العالي خيالية في بلد يعاني فيه غالبية الشعب من الفقر العميق ، فكيف يمكن  تفسير ان تترواح رواتب المستوى العالي ما بين عشرة الاف الى عشرين الف دولار واكثر شهريا بينما يلتقى الموظف العادي في غالبية شركات القطاع الخاص  ما بين  خمسمائة دولار الى الف دولار شهريا ، هذا الفرق يثبت ان القطاع يعيش في مكان اخر !

 وهنا تدخل صديق في الحوار قائلا:  اياك والتعميم فان هناك شركات فلسطينية يفتخر بها الانسان ولا يمكن وصفها بهذا الوصف ، فكان رد الصديق : بالتاكيد، ولهذا نحن نقول غالبية القطاع الخاص وليس كل القطاع الخاص !  ويمكن اعداد قائمة طويلة من الشركات الكبيرة التي تدار بهذه الطريقة التي تنفر وتطرد الخبرات الشابة، لصالح ابن علان وابن فلان الذين لا يملكون من الخبرة والشهادة ما يخولهم لتسلم مناصب قيادة في شركات كبرى في القطاع الخاس  وكل ما يملكونه هو اسم عائلة او اب متنفذ او اخ مسوؤل  او صديق اب معروف او قريب كبير ! 

 واذا كان القطاع العام يعاني من قضايا الفساد واستغلال المنصب الكثير،  مما افقد ثقة الشعب بالقيادة والسلطة وبالقطاع العام برمته ، فان ما يدور في القطاع الخاص ليست اقل سوء من القطاع العام ، الا ان القطاع الخاص يتحدث بلغة المال والنفوذ ويستطيع شراء ذمم الغالبية ويستطيع اسكات من يحاول الحديث !!  حتى يبقى هذا القطاع بعيدا عن الاعين ،وعن الاحاديث 

 الا ان ما يفعله هذا القطاع بحق جيل الشباب ذوي الخبرة والشهادات هو جريمة بحق البلد وبحق الاقتصاد وبحقهم انفسهم !!

 وللحديث بقية     

  

                                                                                                                                                                             خليل العسلي