• 17 أيلول 2016
  • نبض إيلياء

 

 

قبل ايام وصلتني رسالة تحمل وثيقة عن مشروع خيري في القدس باحثا عن تمويل تزيد قيمته عن ثلاثة ملايين دولار ، ارسل لاحدى دول الخليج ، المشروع في ظاهره خيري واهدافه نبيلة للغاية ، والفئة المستهدفة فعلا محتاجة للكثير من المساعدات ، ولكن ببحث بسيط وتدقيق سطحي في المعلومات الاساسية للمشروع كموقع المشروع، والجهة القائمة عليه، والصور التوضيحية المرافقة تكشف بما لا يدع للشك مكانا،  انه مشروع سرقة رسمي بمعايير بدائية مبتذلة ، حتى انه من السخافة بمكان فالجهة المذكورة غير معروفة على الاطلاق في القدس، انه بصراحة استخفاف بعقول المتبرعين العرب واستهبال لهم ، واجرام بحق القدس واهلها . 

 وهنا تذكرت احد الاصدقاء الذي يقيم في الخارج ، عندما بعث لي قائمة من المشاريع التي ارسلت لعدد من الدول من قبل جهة فلسطينية بحثا عن تمويل ، جميع هذه المشاريع في القدس ، وحتى بدون القاء نظرة على محتويات المشاريع ، فقط من خلال عناوينها خرجت بنتيجة ان هذه المشاريع لا علاقة لها بالقدس بل هي مشاريع وهمية و مشاريع سخيفة تدفع الانسان الى الضحك والبكاء في ان واحد من هول المصيبة ومن وقاحة اللصوص باسم القدس  . 

ان عمليات السرقة باسم القدس مستمرة وعلى اعلى المستويات ومن قبل جميع الفئات بغض النظر عن انتماءها السياسي او الفصائلي من الديني الى اليساري الى اليميني، فالجميع يظهر في الساحة العربية وفي المؤتمرات بمظهر الحامي والوديع والمسكين القادم من القدس ، ولكنه في الحقيقة هو ذئب يهنش باسم القدس ، فلا زلنا نذكر تلك الشخصية المعروفة الدينية كيف انها جندت الملايين باسم القدس لتصب في النهاية بحسابها الشخصي في احد البنوك ..وغيرها الكثير من الحكايات التي يعرفها اهل القدس ويجهلها العالم 

ما علينا 

 المهم ،انه في الوقت الذي تزداد فيه عمليات السرقة والسمسرة باسم القدس  ، يزداد وضع المدينة واهلها بالتدهور يوما بعد يوما، واليكم بعض الارقام التي تثبت ذلك، 

ففي اسرائيل مستوى الدخل السنوي للفرد يزيد عن ٤٠ الف دولار  في القدس الشرقية لا يصل الدخل السنوي للفرد على خمسة الف دولار

  في عام ٦٧ اثناء احتلال القدس  كان عدد سكان المدينة العرب ٧٠ الف ويشكلون عشرين المئة،  اليوم اكثر من ٣٠٠  الف نسمة يشكلون اربعين بالمئة ، اكثر من ستين بالمئة من اطفال القدس عامه هم اطفال عرب ،  الا ان بلدية القدس تخصص لسكان المدينة العرب ميزانية تساوي عشرة بالمئة من الموازنة العامة ، وفي ميزانية التطوير تخصص لهم اثني عشر بالمئة فقط ، هم لا يتلقون خدمات رغم انهم يدفعون ارنونا وتامين وطني وغيرها من الضرائب التي تقصم ظهر المقدسيين. 

 اما في مجال التعليم فان الوضع كارثي اكثر ، حيث ان نسبة التسرب من المدارس العربية في القدس يصل الى اكثر  ٤٠٪  ، وهي الاعلى في اسرائيل وفي فلسطين ، ناهيك عن النقص الحاد في الغرف الصفية والتي تصل  ما بين الف وخمسمائة وفق ارقام البلدية الى  اكثر من الفي غرفة صفية وفق  منظمات حقوق الانسان ، وهنا يجب التآكيد على انه رغم كثرة الجهات التي تعمل على تمويل التعليم في القدس الا ان الوضع يزداد سوء يوما بعد يوم .( اليس هذا غريبا للغاية ؟!!)

 ويذكر انه  كان يعمل في القدس الغربية حوالي خمسة الف فلسطيني من القدس  الشرقية اما اليوم فيعمل فيها اكثر من ثلاثين الف فلسطيني من القدس بسبب الجدار وسوء الاوضاع الاقتصادية. وهذا ما تريده اسرائيل ان يتحول سكان القدس الى عمال ، اما المتعلمين المثقفين فلا مكان لهم !!!

وبعد ذلك يقولون القدس بخير ،  انهم يكذبون ، فالمدينة ليست بخير الا في نظر سارقي المدينة ، سارقي اللقمة من فم المقدسي ، سارقي الابتسامة من على شفاه الاطفال الذين لا يجدون مقعدا لهم في المدارس . سارقي الامل بغد افضل

وللحديث بقية

 

                                                                                                                                        خليل العسلي