• 12 تشرين الثاني 2016
  • نبض إيلياء

 

 


" يا اخي.. بدهم يحتلون الاقصى ، فلياتوا باعداد كبيرة من الشرطة وليطردوا جميع الموظفين التابعين للاوقاف ، وليغلقوا الابواب ويعلنون عن احتلالهم الاقصى ….! يخلصونا ، فالوضع لم يعد يحتمل"  
ان هذا الكلام ليس بالجديد ! ولكن ان تسمعه من اكثر من شخص وانت تسير في شارع صغير في البلدة القديمة، فان هذا يعنى ان المجتمع لم يعد يحتمل اللعبة التي تمارسها اسرائيل عليه ، وتساعدها بذلك وسائل الاعلام الفلسطينية والعربية بشكل مخلص ، فمن يتصفح صحيفة “ القدس” بشكل خاص يصل الى قناعة انها تقدم خدمة لاسرائيل بنشر كل ما يقال وما لا يقال وما يهمس به، بخصوص مخططات موجوده واخرى يفكرون بها ، تهدف الى تدمير القدس ، وكآنها تقول لاهل المدينة الطوفان قادم يا مساكين، فما امامكم من مفر الا الرحيل او الاستسلام ..!! فحرب التخويف التي تمارسها صحيفة “القدس”ومن وراءها المواقع الالكترونية ذات التوجة الديني المعروف وغير المعروف كتلك التي تتخصص بنشر اعداد اليهود الذين يدخلون الاقصى ، وكانها تقول للمسلمين راحت عليكم !! ومن بعدهما صحف السلطة الفلسطينية ، ونقل عنهم جميعا وسائل الاعلام العربية ، والتي عادت ما يقوم مراسلوها المحليين، اما بنقل الخبر من احدى المواقع الالكترونية حرفيا وبدون حتى التدقيق في صحته ، او ان يقوم المراسل الحذق باضافة جملة هنا وجملة هناك ،و لكن بدون التدقيق فيه مصدره ، ولهذا نجد اخبار مفركة كاملة اصبحت عناوين رئيسية في القنوات الفضائية وفي الصحف العربية وفي المواقع الالكترونية ، رغم ان الشخص الذي كتبها اقصد فبركها كان يقصد ارضاء جهات بعينها، ولم يكن يبحث عن الخبر الحقيقي ، والامثلة على ذلك كثيرا وتكررت مؤخرا بصورة مقلقه للغاية وتعطيك تلميحا الى اين تسير مهنة الصحافة …
ما علينا
المهم ، ان حملة الترهيب والتخوف التي تقوم بها وسائل الاعلام الفلسطينية بالنيابة عن اسرائيل تثمر وتحقق نجاحات كبيرة حيث ان التشاؤم يسود الشارع المقدسي، والخوف يعشش في بيوت المقدسيين ، فالشعور بحالة عدم الاستقرار والقلق الذي يطاردهم دفع الكثير الى اتخاذ قرارات ذات بعد استراتيجي مثل التقدم للحصول على الجنسية الاسرائيلية ، من اجل الحفاظ على مدينتهم وحقهم بالبقاء فيها ، فعلى ضوء حملة التخويف التي يشهدونها كل يوم في وسائل الاعلام باتوا يعتقدون ان الحل الانسب هو الجنسية الاسرائيلية ، والان بعد ان اوقفت وزارة الداخلية منح الجنسية بصورة شاملة وعادت لاسلوب الجنسية بالقطارة نقطة نقطة ووفق رؤية معينة لدى اصحاب القرار الاسرائيلي، يشعر المقدسي انه في حقل التجارب ! فاسرائيل تسرب اخبار الهجمة الاستيطانية والتهويد والاعتقال والضرب والتامين والضرائب لوسائل الاعلام الفلسطينية المحلية لتقوم بدورها على اتم الاستعداد.
هل فكر القائمون على تلك الوسائل ابعاد تلك الاخبار المكررة على نفسية المقدسيين ؟ هل فكر القائمون على تلك الوسائل الاعلامية عن شئ اسمه التحقيق الصحفي في هذه الاخبار قبل نشرها ؟
هل فكروا بوقف بوقف هذا النشر لصالح نشر القصص الحقيقي في المجتمع بحلوه ومره ؟
ان فكروا ولم يعملوا فتلك مصيبة، وان لم يفكروا فالمصيبة اعظم
وللحديث بقية

خليل العسلي