• 24 آب 2017
  • نبض إيلياء

 

 

 إن الوضع الذي تعيشه الأوقاف الإسلامية هذه الايام لا تحسد عليه على الاطلاق ، فهي بين مطرقة وسند !! ، فهي ان فعلت سوف تتعرض للنقد والشتم والسب ، وإن لم تفعل فهي ايضا سوف تشتم وتهان  وتوضع على القائمة السوداء.

 عندما نتحدث عن الأوقاف فإننا نتحدث عن مجلس الأوقاف الذي يضم شخصيات مقدسية وشيوخ تم اختيارها بطريقة ما !!!  بهدف أن تكون المرجعية الدينية وغير الدينية لدائرة الأوقاف ولسكان المدينة المقدسة بشكل عام ، ولكن على ارض الواقع فإن هذا المجلس ووفق اقوال الكثير من المقدسيين ومن المطلعين ومن اعضاء سابقين،  فهو لا يحرك ساكنا ، كما أن بعضا من اعضاءه  انتهت فترة صلاحيتهم ، ما البعض الاخر فأنه يفضل السلامة على  المغامرة ! وشعاره أن لا نخطئ على الاطلاق ، وهذا يعنى عدم العمل !!

 اما الوجه الاخر من الأوقاف فهو دائرة الاوقاف الاسلامية والتي هي الذراع التنفيذي والاكثر  تحركا،  وبيدها كل الامور الحياتية والمصيرية وهي صاحبة القرار والفعل بكل ما يخص الاوقاف ، فالنسبة لها موافقة المجلس تحصيل حاصل !!

 هذا الجسم الاهم والأكبر في القدس يواجه منذ فترة حملة شعواء  تعلوا وتخبوا حسب الاوضاع فتارة تعلو هذه الحملة لدرجة الإنفجار في الشارع وتارة تخبو ولا يكاد يسمع اسم الاوقاف الا بالمناسبات ، ومن هنا فإن من يقف على رأس هذه المؤسسة المهمة ، دائما معرض للانتقاد والهجوم فرضا الناس غاية لا تدرك ! فهو لن يرضى احدا من سكان  القدس ، فاصحاب الوقف الذري قلوبهم مليانه على الاوقاف وعلى مديرها الذي اجتهد وقد يكون قد اصاب وقد يكون قد اخطأ، وكما قال اكثر من مرة  فهو في نهاية الامر موظف تابع لوزارة على راسها وزير، كما يجب ان لا ننسى ان قضايا الاقصى بحاجة الى تدخل سريع من قبل اعلى المناصب في الضفة الشرقية ، فلولا هذا التدخل لكان حال الحرم الشريف  في اسوء مما هو عليه ، ولهذا فإن هذا التواصل مبروك وحيوي لانقاذ الاقصى ولحمى اولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين 

 ما علينا 

 المهم ، في هذه الايام ينشغل الشارع المقدسي بقصة ارض الصوانه المعروفة باسم ارض القاعة ،بعد اقدام بلدية القدس بتجريف الارض تمهيدا لتحويلها لحديقة قومية عامة ، كما جاء في بيان رئيس البلدية نير بركات والذي بعث برسالة واضحة تقول انه سوف يستولى على هذه الارض وفق الصلاحيات في القانون الاسرائيلي،  والان الاوقاف الاسلامية وجدت نفسه في مواجهة معضلة ابدية بدات منذ اللحظة الاولى لاحتلال القدس عام سبعة وستين ولن تنتهى الا بانتهاء احتلال المدينة . فالموقف المبدئي التي تتباه الاوقاف الاسلامية والكثير من المقدسيين ، هو عدم التوجه الى المحاكم الاسرائيلية  لان هذا بمثابة اعتراف بسيطرة اسرائيل على القدس الشرقية والتي هي وفق القانون الدولي مدينة محتلة ، ولكن الاوقاف توجهت الى المحاكم الاسرائيلية من خلال طرف ثالث دفاعا عن عقار ما في القدس ، ولكنها لم تذهب مباشرة  للمحاكم كما قال عدد من اعضاء مجلس الاوقاف والذين حاولوا شرح هذه المعضلة التي جعلتهم يقفون عاجزين امام هذا الوضع الخطير ، خاصة وان البعض يقترح التعامل مع الواقع على الارض والقاضي بالتوجه الى المحاكم الاسرائيلية دفعا للاذى وحفاظا على العقارات  والاراضي الوقفية في القدس المهددة بالضياع، 

 وما بين هذا الموقف السياسي الرسمي العام المطالب بعدم التعامل مع سلطة الاحتلال بالقدس وأن كل ما قام به هذا الاحتلال باطل وسيعود ذات يوم لاهله واصحابه الشرعين  ، وما بين الموقف الذي فرضه الواقع بضرورة التعامل مع الواقع كما هو ومقارعة اسرائيل بادواتها وفي ساحتها ، يستمر مسلسل التخوين والهجوم على الاوقاف ومن يمثلها ، ويبقى مسلسل ضياع الاملاك الوقفية والتي بدات السلطات الاسرائيلية بالسيطرة عليها بعد مرور خمسين عاما ، وفق قانون التقادم التي تستغله اسرائيل للسيطرة على العقارات الوقفية في القدس .

 فالقدس هي جوهر الصراع ويبقى الاقصى رمز العقيدة الموحده للجميع ، ولا معنى للقدس بدون الاقصى ،والاحتلال يكرس سيادة وتهويد القدس بكافة المجالات ، وكما قال احدهم وهو يقرأ هذه المقالة ” نحن شعب وقيادات سذج… ربما مغلوب على امرنا ..!!

 ويبقى السؤال الاهم ماذا سيكتب  التاريخ عن هذه الحقبة من تاريخ القدس؟

 وماذا سيكتب التاريخ عن الشخوص ورجالات هذه الفترة من تاريخ المدينة ؟! 

وللحديث بقية ..

 

                                                                                                  خليل العسلي