• 8 تشرين أول 2017
  • نبض إيلياء

 

 

 بعد أن نجح المقدسيون ومن معهم من عرب وترك وعجم من تحقيق ما لم يتوقعه الاخر في الوقفة الجماعية غير المسبوقة دفاعا عن الاقصى ، دفاعا عن العقيدة، دفاعا عن الغالي ، دفاعا عن كل ما تعنيه القدس، فبدون الاقصى  لا معنى للقدس ..!! بعد هذا النجاح الاجتماعي الديني الذي اجبر الاخر التراجع ولكنه كان تراجعا محسوبا استعداد للقادم ، توقع المقدسيون ومن معهم من عرب وعجم ، أن يتحول حالهم إلى افضل حال ، خاصة وأنهم إعتقدوا أنهم وجدوا ضالتهم اخيرا،  في من يوحدهم وينير طريقهم، ويقود مدينتهم،  ولكن ما جرى كان  على العكس تمام !!! حيث تعمقت الهوة في المجتمع المنهار اصلا ، وزادت الاحقاد بين من يعتبرون انفسهم قيادات سياسية وفصائلية ودينية ومرجعيات وبات الواحد فيه لا يطيق أن يرى الاخر ، وهكذا عادت حليمة لعادتها القديمة، وعاد معها الهمس والغمز واللمز والتقريع والتحقير والتخوين ليكون نبراس قاموس الكثيرين !!!

 ما علينا 

 المهم ، أن هذه الحالة تسود القدس ومن عليها ،وهي مكتوبة بحروف ضخمة على جدار القدس وعلى حجارة ازقتها وحاراتها ، هذا الحالة ساهمت بتعميق  حالة الفرقة والقرف والنزاع والتنازع، وعاد شعار الكثيرين في السابق الى الواجهة مرة اخرى الا وهو ” اللهم اسالك نفسى“ و ” أنا ومن بعدين الطوفان“  الطوفان الذي بدأت ملامحه تلوح في الافق ، تلك الملامح تنذر بان القادم بالتأكيد لن يحمل معه الخير كله ولا الشر كله للمقدسيين الصامدين ، إنه يحمل قليل من هذا وكثير من ذاك .

 فحالة الانهيار التي يعاني منها المجتمع برمته في القدس فاقت التصور،  حيث حالة التسلط  باوجها ،  والمتمثل بتسلط ابن العشيرة والقبيلة والعائلة الكبيرة على كل من هو اصغر منه  عددا في العشيرة وفي العائلة ، ولكن اكبر منه في الارث التاريخي والاصالة ، فلا تزال صورة العجوز المقدسية التي  أخرجت من منزلها عنوة ورميت في دار العجزة من اجل الاستيلاء على منزلها في الموقع الاستراتيجي الجميل من القدس ، لإنها كما يقال بالعامية“ ليس لها ظهر“ فبدل أن يحميها  ابناء المدينة قاموا بالاستيلاء على منزلها !!!! دموع هذه العجوز الاصيلة لا تزال في مخيلة كل من ساهم بنزعها من ملعب ذكرياتها ، ونظراتها وهي تودع قطعة من قلبها قبل ان تودع الحياة بعد ذلك فترة قصيرة لا تزال تحرق قلوب من كان يملك قلبا في القدس !!!

إن حالة الانهيار جعلت اصحاب المبادئ ووجهات النظر التي حاربوا من اجلها سنوات طويلة مفضلين الانعزال على العبور للجانب الاخر،  والان يعيدون النظر فيها ليصبح الانتقاد الى الملعب الاخر واقعا حتميا ووجهة نظر 

يمكن مناقشتها !!!!

 إن حالة الإنهيار وصلت إلى درجة اطلاق الفتاوى والشعارات التي لا تخدم إلا منادى الفرق والتفرق !! فأصبح هناك هذا وذاك وكله له نعته وكله له اسمه ، ونسى الجميع ان هذا وذاك هو جزء من مجتمع مقدسي كان مثالا يحتذى به في الوحدة والاخوة. 

 حالة الانهيار هذه جعلت الصديق قبل الغريب  والاخ العربي قبل الاخ الاجنبي يعزف على اسطوانة مشروخة اسمها حرمان المقدسي من كل حقوقه بحجة دعم صموده وبقاءه في مدينته ! فالمقدسي لا يستطيع دخول قطر ولا السعودية ولبنان ولا اي دولة عربية اخرى في الخليج ، بينما يستطيع ”جون“ و“موشيه ”  دخولها ، حتر لاسباب انسانية محرم على المقدسي الدخول !  كل هذا بحجة دعم الصمود !!

 كلام فاضي …!!! عفا عليه الزمن..  واكل على ظهره الدهر وشبع،  فالعالم كله مغلق امام المقدسي الذي لا تعترف به الاردن مواطنا رغم انه يحمل جوازها ، ولا تحتمل السلطة فكرة ان يكون فلسطينيا بحجة الاتفاقيات، 

 ولا تعتبره اسرائيل الا تهديدا !! حتى جواز سفرها الذي بدا الكثير يهلث وراءه اصبح بعيد المنال 

  وبالتاكيد اسرائيل لا تحرص على دعم صمود المقدسي ، بل على العكس تمام، ولكنها وصلت الى قناعة  على ضوء الانهيار الداخلي والخارجي  إلى أن هذا المقدسي اصبح عبئا على كاهلها ، فإذا لم يكن الاخوة العرب يريدونه ولا الاخوة المسلمين يرغبون برؤيته ، فلماذا على اسرائيل ان تمنحه جوازها لتسهل تحركاته في العالم مما يعمق تثبته بالقدس !!!، 

إن حالة الانهيار التي تعيشها القدس باديه للعيان  اجمع  ، الا لاصحاب النظارات السوداء السمكية التي لا يرون من خلالها الا …..  لهذا فانه إن لم تتضافر الجهود لوقف هذا الانهيار ، سيكون واجبا عليكم قراءة الفاتحة على القدس واهلها قبل وبعد كل صلاة …. إن كانت صلاتكم مقبوله بعد إنهيار القدس !!!

 وللحديث بقية 

     

خليل العسلي