• 13 آيار 2018
  • نبض إيلياء

 

 

 

 سألته وهو شخصية معروفة في العالم العربي ، عن رآيه بما يشهده المسجد الاقصى اولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين ، من انتهاكات غير مسبوقة،ومن اعتداء لا يرحم ، ومن اسرلة وحشية متسارعة بوتيرة مرعبة لن تبقى للفلسطينين ولا للعرب ما يمكن الحديث عنه في القدس ، التي يمكننا من الان فصاعدا ان نستخدم اسمها المحبب لدى الاسرائيلين وهو اورشليم!!!! 

 فكان رد هذه الشخصية العربية التي تولت مناصب حساسة  وقريبة من الشأن  الفلسطيني بحكم القرب والمصالح ، ردا صادما وواضحا ، حيث قال  بهدرء : إن للأقصى رب يحميه !! عندها عرفت فعلا أنه لم يبقى للأقصى إلا رب العالمين  لحمايته بعد ان باعه العرب بأبخس الاثمان ، وتخلى عنه المسلمون بالمجان!

 ما علينا

 المهم ، أنه من هذه اللحظة, تحطم في داخلي شيئ ، وتكسر كالزجاج متناثرا في كل جنبات روحي معلنا بداية قناعة جديدة ، مفادها أن ما يسمى العرب (وانهم العمق الطبيعي للفلسطينين ) ما هم إلا كذبة كبيرة ، علمنا إياها اباءنا الفاشلين المهزومين، الذي لم يحافظوا على بيوتهم ولا على اراضيهم لإيمانهم بالقومية العربية وبالعرب، فقبلوا بوصاية عربية اثبت أنها وراء حالنا الحالي ، لقد قام آباءنا بتلقيننا هذا الدرس في العروبة كي نستمر بعضهم في مسلسل الانكسار والانهزام، إعتمادا على ما يسمى الاشقاء العرب، الذين لم نرى منهم إلا كل اذى وكل ضرر فالفلسطيني هو الوحيد الذي لا يمكنه التنقل بين الدول العربية، لانهم الاشقاء!!!!!، الفلسطيني هو الوحيد الذي تمارس بحقه كل انواع العنصرية في بعض الدول العربية لانهم الاشقاء، والفلسطيني هو الوحيد الذي لا يحق له ان يحب وان يتزوج من بنات العرب، لانه الملعون في كل الدول العربية ! لانهم الاشقاء !!!! وجميع الدول العربية تريد أن تساعده بالصمود من خلال تحويل حياته لجحيم، وإهانته وإجباره على قبول الذل، ولعل ما يجرى لسكان القدس خير مثال واضح لهذا الاخوة العربية  الهدامة التي لم تساهم ببناء حجر واحد او دعم مقدسي واحد في الصمود في مدينته، بل على العكس.  

 وكما قال احد المقدسيين الذي امضى حياته متنقلا بين الدول العربية وخاصة الخليحية منها ”  لقد سمعت هذا العبارة اكثر من مرة من قبل العرب العادين ومن قبل المسؤولين الحكومين ،  خذوا قضيتكم وارحلوا عنا … وكأننا فرضنا أنفسنا عليهم ، وكأننا قلنا لهم أنه يجب ان تدافعوا عن القدس وفلسطين ، متناسين أن القدس هي جزء من عقيدتهم الاسلامية إن كانوا حقا يؤمنون بذلك ” هذا الكلام  رغم قسوته  إلا انه صادق فهو صادر من انسان عاش هذه التجربة ، كما أن هذا الكلام صادر من قوم ، يفترض ان انهم اشقاء واخوة ، فهم كما علمتنا كتب التدريس الفاشلة :  أن بلاد العرب اوطان .. !! وفي الحقيقة بلاد العرب وليس اوطانا بل جحيما وسجونا وقهرا

إن ما يجرى في القدس في الايام والاسابيع  الاخيرة ، تدفع كل مقدسي إلى فقدان الامل  بالمستقبل وإلى الشعور بعدم الامن والامان  والى فقدان الثقة بالجميع ، فكل الاطراف خذلت القدس،  وخذلت اهلها ! حتى أن المقدسي وجد نفسه أمام غول متوحش مستعد لحرق الاخضر واليابس ومستعد لطحنه طحنا تحت عجلات التهويد والاسرلة ، تلك العجلات السريعة التي لا تتوقف  للحظة ، فهي تسابق الزمن، تريد ان تصل إلى الموقف الاخير بسرعة ، إلى موقف تكون في القدس قد اختفت وحلت محلها اورشليم اليهودية ، وما تبقى من عرب فيها هم عبارة عن ديكور للرواية التاريخية اليهودية، يكون فيها اليهود السيد والبقية عبيد( غويم)  في هذه الاجواء تتكشف وجوه الاعراب الحقيقية الحاقدة على القدس واهلها العاشقة للغريب، الذي لم يعد عدوا بل حليفا، شريكا محبا مساعدا مدافع ، والثمن هو القدس والتي هي بالنسبة لأهل الصحراء مدينة اخرى لم تتمكن القبائل من غزوها ونهبها وحرقها كما كان يفعل الاجداد والاباء ، فتحالفت مع الغريب ليقوم بذلك على ان يتم تقاسم الغيمة لاحقا. 

 وهنا تذكرت ما قاله أحد الاصدقاء المؤرخين أنه يجب أن نشكر الرئيس الامريكي دونالد ترامب لأنه عرى الإعراب وكشفهم على حقيقتهم التي كانت تختفى خلف عبارات وجملا فارغة من المعنى حول التضامن مع الشعب الفلسطيني ، وعلى ان القضية الفلسطينية هي قضية العرب المركزية ، وان القدس عربية .. وكل هذا الكلام الذي أثبت على ارض الواقع انه كلام فاضي ،  ويكمل ذلك المؤرخ : كما يجب أن نشكر الرئيس ترامب على كشفه ايضا الوجه الحقيقي لامريكا التي يلهث الاعراب خلفها طلبا لودها غالي الثمن ،  وهي اكبر عدو لهم ، وانهى هذا الصديق المؤرخ قوله باية من الذكر الحكيم : عسا ان تكرهوا شيئا هو خير لكم وعسا ان تحبوا شيئا وهو شرا لكم ” 

 وكما قال صديق ثالث هو مصرفي بارع ان الضرب بالميت حرام على أساس أن العرب قوم ميت، فقلت له إن الميت الحقيقي هي اروحهم واحساسهم ، ولهذا فهم شركاء كاملين في جريمة نحر القدس من الوريد إلى الوريد…!!! كما هم شركاء كاملين في  التخلى عن الاقصى لصالح الهيكل! 

 وهناك تدخل صديق كنت  قد اطلقت عليه لقب المتشائم الاول في القدس ولكن اتضح انه الاكثر واقعية  بل الاكثر تفاؤل رغم رسمه صوره سوداوية للقدس ايام اوسلو ، واتح لاحقا ان سواد الواقع حاك اكثر بكثير من صورته ! وقال : بدل أن تهاجم العرب  انظروا إلى انفسكم ، فقيادتكم اول من تنازل واول من  ساهم بوصول القدس إلى ما وصلت اليه الاوضاع في القدس فكان الرد ان  القيادة هي احد افرازات النظام العربي ، فهي امتداد له ، اي انهم عرب ايضا !!  

 وللحديث بقية

 

 

     خليل العسلي