• 1 نيسان 2019
  • نبض إيلياء

 

 

 في  الاجتماع  الذي عقد بين الوفد المقدسي الذي يمثل القطاع الخاص وبعض الشخصيات من المدينة  وبين رئيس الوزراء المكلف الدكتور محمد اشتيه ،  قال الكثير وابدع واوجز ولكنه  أصاب كبد الحقيقة التي يعرفها القاصي والداني والصغير قبل الكبير في القدس ،  عندما قال :أن القدس ليست بحاجة الى مزيد من الخطط ولا إلى مشاريع خطط استراتيجية !! إن القدس بحاجة إلى العمل  لتغير الواقع على الأرض فورا ، فالوضع لم يعد يحتمل .

 وهذا نذكر الصديق د اشتيه أنه قد تم اعداد خطة شاملة للقدس في مكتب الرئاسة عندما كان رفيق الحسيني مسؤولا هناك  وصرفت عليها عشرات الالاف من الدولارات ، ولكن لم يحدث أي شيء بهذه الخطة التي أصبحت رهينة الادراج ، وبعد ذلك تم  اعداد خطة ثانية بعد ذلك بسنوات  من قبل "بكدار" الذي يترأسه الدكتور محمد اشتيه لأكثر من عشرين عاما ، وهذه الخطة كانت بناءا على اقتراح  امير قطر الذي  طلب اعداد خطة استراتيجية للقدس حتى  تقوم قطر بتمويلها  بالكامل ، فعلا تم تشكيل فريق من اكثر من عشرين خبيرا وخرجت الخطة إلى حيز الوجود وسلمت إلى الامير بعد أربعة اشهر .... ولا زلنا حتى يومنا هذا ننتظر التمويل القطري او على الأقل الرد القطري العربي !!

 وللمرة الثانية يقوم فريق في مكتب الرئاسة بإعداد خطة هي الثالثة حول القدس وهي أيضا رهينة الادراج بعد ان  كلفت الميزانية عشرات الالاف من الدولارات ومئات ساعات العمل !!

 لهذا فإن القدس  فعلا ليست بحاجة الى خطط بل هي بحاجة الى إرادة حقيقية للعمل وإرادة اقوى  للإيمان بمكانة القدس ،  وكما قال البعض فان الواقع المؤلم هو ان  زعماء الدول العربية عامة يخشون  اغضاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب  ، ولهذا تجد هذه الدول اما انها تتامر على القدس إرضاء للإدارة الامريكية  او انها تشطب القدس من اجندتها المحلية والعربية والدولية ، لدرجة ان الكثير من بنى يعرب يتمنون ان يستيقظوا ذات يوم ويجد ان القدس اختفت ، حتى لا ترهقهم ضمائرهم ان بقيت حيه!!!

ما علينا

 المهم ، أن لدينا صديق عزيز يعرف خفايا الأمور التي لها علاقة بالقدس والدول العربية والتمويل ، فقال لنا ذات مساء : سوف اروى لكم حكاية الكذبة الكبيرة التي يطلقون عليها اسم تمويل العرب للقدس ، وحكاية القدس مع القمم الفارغة من كل محتوى فهي ليست قمم بل لمم على حد تعبير هذا الصديق

 وقال: فلقد سمعنا على مر الزمان عن تعهدات بدعم القدس بمئات الملايين من الدولارات ، ولو احصيناه ما تم التعهد به لوصل عدة مليادرات من الدولارات ، كلها وعود اطلقت خلال القمم العربية الماضية ( وما اكثر هذه القمم  التي لا تخرج عن كونها صراخ وعويل وسفر وسهر واشياء اخرى ) . وخلال اللقاءات الرسمية ما بين القيادة الفلسطينية وبين ملوك  والرؤساء العربية .

ولكن على ارض الواقع لم يصل الى القدس إلا اقل القليل والذي لا يصل الى اقل من واحد بالمئة من تلك التعهدات ، حتى هذه الأموال الهزيلة إن وصلت،  فإنها تحول لخزينة السلطة التي تنفقها على أوجه أخرى غير القدس، وإن وصل ما تبقى من القليل  من تلك الأموال عبر المؤسسات الدولية فان اكثر من ثلاثين بالمئة منها يذهب لهذه المؤسسات الدولية كمصاريف ورواتب وخدمات على الرغم من انها لا تقدم شيء ، حتى الشاي والقهوة مدفوع الثمن من أموال الدعم للقدس ، وان وصل ما تبقى من الذي تبقى من هذه الأموال فان غالبيتها لا تصل الى المواطن البسيط  المحتاج المستهدف أصلا بل يتم تقاسمها بين الجماعات والأصدقاء في المؤسسات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني وغيره ، القاسم المشترك بين هؤلاء ليس خدمة القدس بل فنجان قهوة او حفلة عشاء او أشياء أخرى ...

 وهنا لا بد من نقل ما قاله احد مدراء المؤسسات المقدسية المعروفة أنه في احدى المؤسسات الدولية الكبرى في القدس  يقوم المسؤول عن المشاريع الممولة دوليا لصالح دعم المقدسيين بتوزيع المشاريع على الأصدقاء ، فتجد ان مؤسسة ما تحصل على كل مشاريع هذه المؤسسة الدولية  وعلى مدار سنوات ، بينما لا تحصل بقية المؤسسات المقدسية على شيء من تلك المساعدات ، فالمشاريع في هذه المؤسسات الدولية المعروفة توزع على  جماعة الأصدقاء المقربين فقط

  وأضاف صديقنا المسؤول ، انه تم احضار تسعين مليون دولار من البنك الإسلامي ووضعت في البنوك العربية والفلسطينية في الضفة الغربية ( والتي حققت من هذه المبالغ فوائد عالية وارباح لم تحلم بها يوما ما )  حتى تقوم بإقراض المقدسيين من اجل مشاريع الإسكان، قسم من هذه الأموال تم استخدامها في بعض المشاريع الإسكان  المختصرة  على بعض النقابات والجمعيات ( الأصدقاء والاحبة ) ولكن بقية المبلغ لا نعرف ماذا حدث به ...!!

 وهنا لا بد ان نذكر ان موضوع الإسكان هو الموضوع الأكثر الحاحا بالقدس  حيث ان هناك حاجة ماسة وفورية  لأكثر من أربعين الف شقة لتخفيف من حدة ازمة السكن.

وعندما اقتراح احدهم على إدارة البنك الإسلامي في جدة  بأن يقوم  البنك بدفع تكاليف رخص البناء عن المقدسيين توجه عدد من أعداء القدس وهم من أهلها ومن خارجها الى البنك وطلبوا عدم الموافقة على ذلك  الاقتراح لان هذه الأموال سوف تذهب لبلدية القدس الإسرائيلية ( عذر اقبح من ذنب ) .

  واكمل هذا الصديق حكايته ذات الطعم المر وقال : في قمة مكة الطارئة وزع الوفد الفلسطيني على كل الرؤساء والملوك خطة شاملة حول القدس على شكل ملف باسم الملك والرئيس وعلم بلده من اجل إقناعه بدعم القدس ولكن لا رد ،فلم يتم تخصيص دولار واحد لصالح  القدس وبقي صندوق القدس خاويا دليل على النية الحقيقية للعرب  وكما يقول بيت الشعر :

 فلقد اسمعت لو ناديت حي   فلا حياة لمن تنادي

 و انهى حكايته التي اصابتنا جميعا بحالة من الغثيان : بعد القمة الطارئة تلقينا وعود من خادم الحرمين  بدفع خمسمائة مليون دولار لوقفية باسم القدس  وكما هي حكاية القدس تنتهى قبل ان تبدء وحتى قبل ان نخرج من الغرفة تكون الوعود قد تبخرت .

 هذه حكاية القدس المدينة الحزينة الابية مع العالم العربي الذي باعها بابخس الاثمان حفاظا على كرسي هنا وسرير هناك ، متناسين ان هذه المدينة هي جزء من عقيدة الإسلام ،وهي مدينة الله على الأرض وهي الاقدس ، وبالتالي فان الله لن يتخلى عنها اذا تخلى عنها عبيد القيصر

وللحديث بقية

                      

                            خليل العسلي