• 9 آيار 2019
  • نبض إيلياء

 

 

 بعد تصريحات جلالة الملك عبد الله الثاني حول الضغوط التي تمارس عليه من اجل التخلي عن القدس وعن الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في مدينة السلام لم يعد خافيا على احد  الخطر الكبير الذي يتعرض له الأردن ، ملكا وحكومة وشعبا، والخطر الحقيقي المباشر  المحدق بالمسجد الأقصى على وجه الخصوص.

بعد هذه التصريحات الواضحة التي لا تقبل الشك او التأويل ، كثرت الاحاديث الجانبية وخلف الأبواب المغلقة  التي يعرب فيها المسؤولون والمقربون والمطلعون شرق النهر وغربه، على صعوبة الوضع الحالي بكل ما يخص القدس، فكل من يقترب من هذه المدينة سوف تحرق أصابعه، بل قد يحرق كله، هذه تهديدات لم تعد تطلق في الخفاء او همسا او مبطنة بل علانية ، ومن خلال افواه تفوح منها رائحة قذرة .

   فهذه المدينة التي يجب ان تكون مهد الحضارات، وان تكون مدينة السلام،  كما هو احد اسماءها، نجدها تحولت لتكون لعنة على كل من يقترب منها ، وكل من يحاول حمايتها ، مدينة يعذب  ويشرد  كل من بقى صامدا صابرا  قابضا على الجمر .

 ولكن السؤال الذي يطرح نفسه : لماذا وصلت القدس إلى وضعها الحالي ؟! تلك المدينة التي إجتمعت عليها قوى الشر العربية قبل الامريكية وقبل الأوروبية لتتماهى مع مخطط الاخر الذي يرى في المدينة ، رؤية واحدة وعنصر واحدا ولون واحدا فقط ،  عند هذا الاخر!! يختفى الواقع وتذوب الحقائق .

سؤال برسم الإجابة عند أصحاب الإجابة في العواصم العربية والأوروبية والبيت الابيض !

 احد المسؤولين قال : إنه أثناء زيارته لعدد من الدول العربية ، وبعد أن تحدث كثيرا في مواضيع شتى وتحدث أكثر عن مدينة القدس وما يخطط لها ، وضرورة العمل معا حافظ على  المدينة التي  تمثل أحد اركان عقيدة المسلمين اجمع  ، تفاجئ بأن جميع ما قاله عن القدس لم يجد له مكانا في وسائل الاعلام العربية  التابعة لتلك الدول ، أما كلامه في المواضيع الأخرى  فحظى بالإهتمام الإعلامي ، لانه يتمشى مع ما يرضي اسياد الاعلام الممسخور المشوه الكاذب والذي لا يخدم لا الاعلام ولا المهنية بقدر ما يخدم من يدفع الأموال، الغريب هو أن  الكثير من اشباه الصحفيين في تلك المؤسسات الإعلامية  الكبيرة من حيث الأموال  والفقيرة من حيث المهنية ، يجوبون الدول العربية والأجنبية يلقون المحاضرات  في الجامعات والمؤسسات الثقافية ويشاركون في المؤتمرات ،  ويتحدثون عن الإعلام وأهمية المهنية والموضوعية في عمل الاعلام !!! وهم أول من يلقى بهذا الكلام في أقرب سلة مهمة، ليسرع كل واحد منهم  لمؤسسته لاعقا حذاء من يدفع راتبه حتى  يكون بوقا مهترئا، وكان من الأفضل لهؤلاء أن يحترموا أنفسهم ولا يوزعوا النصائح التي هم احوج لها من اي صحفي في اقصى بقاع الأرض

 ما علينا !

 المهم ، ان القدس تلك المدينة الوادعة المسكينة ، أصبحت لعنة على من يحميها ومن يرفع راياتها في كل مكان لا لشيئ سوى لاحقاق الحق  والعدل، فهناك من القادة والزعماء  من يتعرض لضغوط رهيبة من أجل التخلى عن ملف القدس ، بل وصل الامر عند الأشرار العرب والأجانب أن يعلنوا  بل وأن يعملوا بالخفاء على تخريب البلاد وتشريد العباد وتغير النظام في تلك الدول  من اجل سحب ملف القدس ، والذي بات بالنسبة لهذه الدول مجرد  وسيلة لارضاء سيدهم هناك خلف بحر الظلمات، ذلك السيد  المهووس برؤية دينية تكون القدس هي قلبها ، كما قال صديق مقرب انه لم يعد يهم حكم الدول العربية المقصودة من يحكم القدس ولا من يسيطر على المسجد الأقصى  أولى القبلتين وثالث الحرمين ، فهم يعتبرون هذا المسجد بأنه الأقصى البعيد عن القلب وعن العقيدة وبالتالي لا معنى له  ، وهذا ما برره لهم  الشيوخ  السلطان في تلك الدول .

 اذن لم يبقى  الان الا الإنقضاض على القدس وتسليمها للقوي حتى لو أدى ذلك  لخراب ودمار ودم وقهر ودموع .

  ولكن يبدو انهم في غفلة من امرهم  نسوا  أن الله عز وجل هو الأقوى  وهو حامي المدينة وأهلها ، فكل أموال النفط لن تشفع لهم خطاياهم التي لا تغتفر وان شاء الله لن تغتفر بحق القدس واقصاها وأهلها.

 وامام هذه القراءة الواقعية  الحقيقية لواقع ليس حقيقي، يبقى الرهان عن القدس وأهلها الصامدين ، بأن يبطلوا فعل الساحر والمسحور ، وأن يقفوا إلى جانب من يدافع عن القدس ومستعد للتضحية من منطلق ايماني عميق ان الله معنا جميعا .

 وكما يقول دائما ذلك الاكاديمي الحكيم الذي كان وسيبقى محج كل الباحثين عن الخبرة والنصيحة والمعرفة، فهو المرجع للجميع حيث امضى عشرات السنين في زاوية من زاويا القدس باحثا معتكفا كاتبا عن المدينة واهلها

 لا تحزن ان الله معنا...

وللحديث بقية  .. 

                            خليل العسلي