• 25 تشرين الثاني 2019
  • نبض إيلياء

 

في قلبي غصة  واي غصة هذه ، بل انها سلسلة  غصات تصيب القلب بالوجع ، وتصيب قلوب  المقدسيين المخلصين بأزمات قلبية ، انها غصات مستمرة وتزداد وجعا ، واكثر ما يخشاه من يصاب بهذه الغصات ان يتوقف القلب عن الخفقان من شدة الغصات والالم التي تصاحبها ....

  في قلبي غصة عندما ترى كيف ان السيدة تصفع رجلا في شارع صلاح الدين وسط القدس بوضح النهار ، امام المارة  وتصرخ عليه وسط ذهول الناس او حتى  اللامبالة التي بالت تسيطر على الغالبية العظمى من سكان هذه المدينة ، في محاولة من هذه السيدة التي فقدت كل معاني ان تكون سيدة،  لتسجيل نقاط لصالحها امام المؤسسة الإسرائيلية  بشهود المارة الذين فقدوا الإحساس ،، انه الانهيار الاجتماعي الأخلاقي بعينه  .

 في قلبي غصة عندما ترى ان الجميع يتحرك من اجل مصالحه الشخصية الضيقة ويقبل ان يكون مطية او حتى عبدا للاخر من اجل مكسب هنا و بضعة دولارات هناك، على حسب  المدينة التي  لا يفكر به احد ا كمدينة وكملجأ وكمصدر للحب والحياة، بل يفكرون فيها مشروعا قد يكسبهم المال المشبوه.

 في قلبي غصة عندما ترى ان شخصية  غنيا يستغل اسم القدس في المحافل الدولية من مزيد من الشهرة ومزيد من المال، رغم ان الجزء اليسير من أموال هذه الشخصية تحل مشاكل القدس مجتمعة،  ولكنه يبخل على هذه المدينة لتي احتضتنه وغيره من امثاله بالقليل ، وفي هذه الأيام قام بمحاولة الحصول على أموال باسم القدس ولولا يقظة البعض لذهب المال وذهب الدعم ولم يبقى الا اسم القدس  مترفعا عن كل مستغلي اسمها.

 في قلبي غصة عندما تجد منظومة رسمية كاملة تعمل على تدمير مؤسسسة في القدس  بكل الوسائل والحيل والدسائس مستغلة البعض من القدس الباحثين عن دور قيادي في مدينة لا تحتاج الى زعماء بل تحتاج الى شعب ، هذ النفر يعمل  عن وعي و غير وعي على تدمير هذه المؤسسة لا لشيء سوى خدمة لاهداف  الاخرين في السيطرة والاستيلاء والاثراء، حتى لو كان على حساب مدينة تئن من وطاء الاحتلال ومن غياب الاهل والاصحاب

 في قلبي غصة عندما اجد ان مسؤولين في مؤسسات وجمعيات وغيرها يعتقدون انهم فريدون من نوعهم و ولا مثيل لهم بين خلق الله ، لذلك فهم متمسكون في المنصب لعشرات السنين ، بل ويعتقد البعض منا انه بالمنصب من مئات السنين ، ولويل كل الويل لاي من الجيل الجديد جيل الشباب ان اظهر ملامح قيادي او رغبة حقيقة في العمل من اجل المؤسسة والجمعية ، لان هذا يعنى نهايته في هذه المؤسسة التي يقوده شخص من عصر الديناصورات التي انقرضت وهو بقي في منصبه، ويا حسرتي على مؤسسات تدار من قبل هذه  الشخصيات وللاسف هي كثيرة ومسيطرة .

 في قلبي غصة عندما أرى شخص تاريخه معروف للقاصي والداني في المدينة المقدسة ، يوضع من قبل منظومة عفا عليها الزمن في منصب قيادي لتولى رئاسة او قيادة مؤسسة مفصلية في القدس ، وهو لا يعرف الا مصالحه الشخصي ولم يعمل في يوم من الأيام للصالح العام ،مما يحدث خللا في عمل المؤسسة التي تدار كمزرعة شخصية له وعنوانها الانا الكبيرة ، ويا حسرتي على المؤسسة وعلى العاملين فيها وعلى المدينة التي لن تستفيد من هذه المؤسسة بعد الان .

في قلبي غصة عندما أرى ان المقدسي لم يعد يشعر بالأمان على الاطلاق وكما قال احدهم اذ كانت عندك مشكلة مع احدهم يكفى ان تدفع مبلغ من الدولارات ثمنا لبعض الرصاصات تنهى الخلاف وتنهى الشخص المختلف معه ، فهذه أصبحت طريقة العيش في المدينة عصابات ، عشائر او عائلات او عصابات اجرام منظم مدفوعة الثمن لحل الخلافات على أساس العضلات وليس على أساس الحق الذي تم تشيعه منذ زمن بعيد  الى مثواه الأخير.

 في قلبي غصة عندما أرى النفاق والدجل والكذب عنوان العلاقات الإنسانية في المدينة المقدسة، بدل العلاقات الأخوية والاحترام المتبادل بين جميع الافراد بغض النظر عن العشيرة والعائلة والقبيلة ،  فاين الصدق في المعاملات وفي الحديث والمحبة الحقيقية بين أبناء المدينة  اكراما ومحبة للاقصى ولكنيسة القيامة ، لكل ما هو مقدسي وللمدينة التي لا مثيل لها في العالم .

 في قلبي غصة عندما اسمع احد المقدسيين المشهود لهم بحب المدينة ينشدوا بيوتا من الشعر تصف حالة الغربة التي يعيشها في مدينته مدينة الأجداد والاباء وفكان يردد قول الشاعر :

بك يا زمان أشكو غربتي      إن كانت الشكوى تداوي مهجتي

 قلبي تساوره الهموم توجعا        ً ويزيد همي إن خلوت بظلمتي

لك لله يا محب القدس ، فكل غصات القلب لن تداوي غصت الدنيا لن تداوي غصة قلبي الهرم، ولن تبعد عنك شعورة بالوحدة في مدينتك التي كانت شهدت ميلاد......

 وللحديث بقية

                           خليل العسلي