• 26 آذار 2018
  • من اسطنبول

 

 

 إسطنبول -  أخبار البلد-  في أول تقرير من المدينة التي يعتبرها المقدسييون تؤامة للقدس، يركز الزميل ” فراس الراعي ” الصحفي  السوري المعروف من إسطنبول ،  في مقالته الأولى لشبكة ” أخبار البلد“ على بعض الأمور التي يجب أن يعرفها العربي قبل أن تحط به الرحال في مدينة التاريخ والعراقة والجمال والعشق الأبدي ، في المدينة التي يعشقها الزائر من اول مرة  او كما يقال من أول نظرة ، وقد يشعر فيها البعض من المقدسيين بشيئ من الرهبة الخوف فهي مدينة متناهية الأطراف وليست كمدينة القدس محبوسة بين جدران الإحتلال  محدودة التنوع والاطراف ، فالإحتلال حولها لبلدة صغيرة بل إلى قرية فقط كل موشرات المدينة الحديثة ، ولهذا فإن المقدسي في اسطبنول يبحث في جنباتها وفي أزقتها عن ملامح مدينته التي فقدتها منذ زمن 

  في هذه الحلقة يقدم لنا زميلنا ” فراس الراعي ” بعد المعلومات التي قد تفيد كل مقدسي وعربي لتكوين فكرة عن إسطنبول وعن تركيا بصورة عامة ، رغم أنه كما نقول دائما التجربة خير معلم، وإفضل برهان.

 
كيف ينظر الأتراك إلينا ؟


كثيرا ما نسمع بعض العبارات التي استخدمت في فترة ما ، في حقبة  تاريخية كانت الأكثر تعقيدا في العلاقة التركية العربية ، هذه العبارات لا زال يطلقها بعض العرب والاتراك إما جزافا او اعتباطا او عن درية،  ولكن على ارض الواقع  يتطلب منا الأمر الوقوف على الحقيقة فيما يقال .
فالشعب التركي عامة بكل اطيافه واجناسه وتوجهاته  شعب مضياف ، ولكن وكما هو معروف في الكثير من بقاع العالم  فإن سكان المناطق البعيدة عن المدن  الرئيسة والتي تشهد تنوع ثقافيا وعرقيا واختلاط بين الاجناس الانسانية في الحيز العام ، ينظرون للأجانب عامة نظرة المتفحص نظرة المريب لهذا الاجنبي او الغريب القادم اليهم إلى قراهم وإلى بلدتهم ، وهذه النظرة التي قد يراها البعض منا مزعجة ، سوف تختفى ما أن تختلط معهم ليحل محلها شعور رائع وكأنك تعيش بين اهلك ، حتى لو لم تكن تقتن اللغة التركية .
كما أن الاتراك عامة  ينظرون إلى العرب المسلمين باحترام وكثيراً ما تسمعهم يقولون لنا : أنتم أحفاد الرسول محمد (ص).

هل الأتراك يحبون المساعدة ؟!


الشعب التركي بسيط بشكل عام، فهو لا يتحدث غير اللغة التركية ، فإذا تحدثت معه بلغة أخرى بدأ الحرج واضحاً عليه ، وسوف يحاول التخلص منه بأي شكل ،لذلك تظنه عصبياً ولا يحب المساعدة ، ولكنك ستفاجأ من قدر المساعدة التي يقدمها لك إذا تحدثت معه بعض الكلمات التركية البسيطة . فمجرد أن يشعر التركي أنك بحاجة إلى مساعدة فإنه لا يتردد في تقديمها.
وفي الآونه الاخيرة بدآ الشباب بتعلم اللغة الإنكليزية لذلك ستجدهم مساعدين لك.


الشعب التركي يعمل بجدية كبيرة

الشعب التركي شعب جاد، ولا يتهاون بالعمل ، حتى يكاد البعض ان يظن أنه شعب مادي ، ولكن طابع الحياة التركية طابع صعب وجاد ، 

 فالأعمال في القطاع الخاص لساعات طويلة لا تتناسب مع قيمة الرواتب  والتي ارتفعت في الآونة الأخيرة  بشكل خلقت طفرة اقتصادية إيجابية وساعدت في إتساع الطبقة المتوسطة في المجتمع ، لذلك هم قد يساعدونك وقد تشهد منهم كرماً حاتمياً ، إلا أن الأمور محسوبة لديهم .
 
في الحقيقة في تركيا الإسلام موجود ولكنه ليس بنفس التطبيق الموجود في البلاد العربية ،  بالعموم هو شعب متدين أي أنك لو ذكرت الله أماهم احترموك جداً.
 في النهاية نقول أنه مهما حاولنا تكوين صورة نمطية عن الشعب التركي ، ستكون هذه الصورة  بعيدة كليًا عن الحقيقة الأصلية المبنية على الواقع ، كما أنه لن يتم اكتشاف تلك الحقيقة  إلا عبر معاشرتهم والعيش بينهم .