• 11 كانون أول 2018
  • من اسطنبول

 

بقلم : كمال اوزتورك

 

إن الجمهورية بالنسبة لنا ليست نهاية تاريخ أو بدايته، بل إنها تكملة حكاية يعود

 تاريخها لألف عام، حكاية شعب عاش دائما في شرف ومجد.

إن الجمهورية بالنسبة لنا ليست رفضًا للإرث، بل تسلم إرث أجدادنا، بإيجابياته وسلبياته، والمحافظة عليه والاعتزاز بصوابه والتعلم من خطأه.

إنّ الجمهورية بالنسبة لنا هي روح أول برلمان شكلته كل الألوان والأصوات والأوجه.

إنّ الجمهورية بالنسبة لنا هي إعادة تذكر التاريخ، لا إعادة كتابته من جديد.

إنّ الجمهورية بالنسبة لنا هي حرب الاستقلال التي خضناها حاملين البنادق في أيدينا والخراطيش على أعناقنا والخناجر على خصورنا، ونحن مرتدين الصنادل المهترئة في أقدامنا، والبسملة على ألسنتنا، والشهادة داخل عقولنا.

إنّ الجمهورية بالنسبة لنا هي قره فاطمة في أرضروم، وشاهين بك في عنتاب، وسوتشو إمام في مرعش، وأفه في آيدن، وسيمان في أنقرة، وغاقوش في إيلازيغ، هي الدفاع عن الوطن.

إن الجمهورية بالنسبة لنا هي سلطة أمة تمردت على الإمبريالية والرأسمالية والشيوعية والاستغلال والاستعباد والعبودية.

إن الجمهورية بالنسبة لنا ليست التشبه بحضارة أخرى، بل هي إحياء حضارتنا من جديد.

إن الجمهورية بالنسبة لنا أن نكون أنفسنا، كما كنا دائمًا على مر العصور، دون مضاهاة أي دولة أو ثقافة أو أمة أخرى.

إن الجمهورية بالنسبة لنا أن نكون مستقلين تمام الاستقلال مهما كلف الأمر.

إن الجمهورية بالنسبة لنا هي مصطفى كمال وعصمت إينونو وعدنان آديفار وخالدة أديب ورؤوف أورباي وكاظم قره بكير وسائر جميع الأبطال الوطنيين، صورتهم جميعًا جنبًا إلى جنب دون زيادة أو نقصان.

إن الجمهورية بالنسبة لنا هي الشعر عند يحيى كمال، والتحليل عند تانبينار، وأخلاق التمرد عند نور الدين طوبتشو، وأغاني صقاريا الشعبية عند نجيب فاضل، ومونا روزا عند سزائي قره كوتش، وجبل القلوب عند نشأت أرطاش، والرواية التاريخية عند كمال طاهر، والوعي التاريخي عند خليل إينالجيق، والصورة بالأبيض والأسود عند أرا غورل.

إنّ الجمهورية بالنسبة لنا هي التعانق والتضامن والتكامل والمسامحة وليست التفرقة والنبذ والتصفية.

إنّ أصحاب الجمهورية بالنسبة لنا ليسوا الأتراك أو الأكراد أو اللاز أو الشركس أو الأرناؤوط أو البوشناق، بل كل من يشعر بأنه ينتمي إلى هذه الأرض.

إنّ الجمهورية بالنسبة لنا هي سيادة الشعب لا سيادة جماعة أو أيدولوجية أو عقيدة أو حزب.

إنّ الجمهورية بالنسبة لنا هي أن نكون محليين ووطنيين وأحرارًا ومخلصين.

إنّ الجمهورية بالنسبة لنا هي أن نحترم الدين لا أن نبتعد عنه.

إنّ الجمهورية بالنسبة لنا هي ضمان سعادة الجميع ورفاهيته وطمأنينته وأمنه، وليس ضمان هذا فقط للنخب.

إنّ الجمهورية بالنسبة لنا ليست فقط سكك حديد وسدود وطرق ومطارات وأنفاق فحسب، بل هي العدل والحرية والطمأنينة والمشاركة العادلة.

إن الجمهورية بالنسبة لنا هي الشعور بالحماس عندما نرى العلم ونسمع الأذان وتطأ أقدامنا أرض الوطن.

إن الجمهورية بالنسبة لنا هي معارضة ومقاومة الانقلابات والمذكرات والأنظمة المؤقتة بغض النظر عمن اضطلع بهذا الأمر.

إن الجمهورية بالنسبة لنا هي استبداد الأغلبية إذا اختفت الديمقراطية.

إن الجمهورية بالنسبة لنا ليست التمسك بكل ما هو قديم ومقاومة التغيير، بل تبنيه وتطويره.

إن الجمهورية بالنسبة لنا هي أسمى إرث تركه الشهداء والمجاهدون إلى الأجيال القادمة دون تفرقة.

إن الجمهورية التركية بالنسبة لنا هي من حق كل شخص يحترمها بغض النظر عن عرقه أو لغته أو دينه أو مذهبه أو فكره أو ميوله أو ثقافته.

إن الجمهورية التركية بالنسبة لنا هي الميناء الذي يلجأ إليه المظلومون والغرباء والتائهون الحائرون.

فلتحيا الجمهورية وليديمها الله علينا نعمة.

عن صحيفة ينى شفق