• 11 نيسان 2020
  • من اسطنبول

 

 

إسطنبول – أخبار البلد -  كتب فراس الراعي - أصاب المواطنين الاتراك حالة من الذعر فانتشروا في الأسواق بشكل هجومي على المخابز ومحلات البقالة مع إعلان وزارة الداخلية التركية حظر التجول في31ولاية في البلاد لمدة 48 ساعة ( في عطلة نهاية الأسبوع ) من منتصف ليلة الجمعة/ السبت 10/04/2020، من أجل السيطرة على فيروس كورونا  COVID-19الذي أصبح وباءً عالمياً، وبالرغم من التحذيرات لم يلتزم المواطنون قبل ساعتين من تطبيق الحظر بقواعد التباعد الاجتماعي ( البقاء في المنزل، وتجنب الحشود، ولمس بعضهم بعضاً) وكأن كل الجهود المبذولة من قبل الحكومة لنشر التوعية في الأسابيع الماضية من أجل القضاء على تهديد كورونا  تضيع في لحظات.

ـ لماذا حصل هذا الهلع بين الناس؟

طبّقت الكثير من البلدان في العالم حظر التجول بسبب الوباء، وكان من المتوقع أن تقوم تركيا بهذه الخطوة خاصة أن منظمة الصحة العالمية قد أعربت عن قلقها من أن تركيا شهدت زيادة كبيرة في انتشار فيروس كورونا خلال الأسبوع الماضي.  إن خوف الناس وقلقهم من أن تطول فترة الحظر في المستقبل كما حصل في هذه البلدان ربما جعلهم يتصرفون بشكل غريزي لقلة خبرتهم في مثل هذه الأوضاع الاستثنائية.

ـ لا داعي للذعر:
أكد وزير الداخلية سليمان صويلو أن الحظر ينتهي منتصف ليل الأحد/ الإثنين، ولا تمديد له  بحسب ما نشرته وكالة الاناضول، وقال صويلو: هذه الخطوة قمنا بها من أجل حماية مواطنينا من الإصابة بالفيروس، لذلك لا حاجة للحشد في الأسواق والمخابز لكي لا تنتقل العدوى، ويجب على الجميع الهدوء.

ـ تعميم وزارة الداخلية:

جاء في تعميم وزارة الداخلية: يستثنى كل من العاملين في المؤسسات والمحلات التي تقرر مسبقاً مواصلة أعمالها، وموظفي البرلمان، والمسؤولين عن توفير النظام والأمن العام.

وأيضاً العاملين في مراكز اتصالات الطوارئ، وأقارب الدرجة الأولى من المتوفين والمشاركين في مراسم الدفن، والعاملين في تصليح أعطال شبكات الكهرباء والمياه والغاز والاتصالات والعاملين في مؤسسات الصحف والإذاعة والتلفزة.

كذلك العاملين في دور رعاية المسنين ودور التمريض ومراكز إعادة التأهيل ودور الأطفال، وموظفي مراكز الحماية / الرعاية الاجتماعية. إلى جانب العاملين في مؤسسة البريد الحكومية "PTT"، وشركات شحن البضائع وتوزيع المياه، والعاملين في الأفران ومخازن التبريد التابعة لمصانع تتطلب ضرورة مواصلة فعالياتها مثل مصانع الصلب والزجاج. وأيضا العاملين في جني المحاصيل الزراعية والمنتجات الحيوانية التي قد تواجه خطر التجمد في الصقيع، والعاملين على توزيع الخبز، إلى جانب الذين لديهم موعد للتبرع بالدم والبلازما بتنسيق من الهلال الأحمر التركي. وأكد التعميم أن الأشخاص الذي منحوا مسبقا تصاريح السفر بين الولايات، ستكون سارية اعتباراً من يوم الإثنين، باستثناء الذين هم في حالة سفر حالياً.


ـ عقوبات على المخالفين في المدن المحظورة:

وشدد تعميم وزارة الداخلية على أن المخالفين لحظر التجول، سيفرض عليهم عقوبة إدارية مالية بموجب المادة 282 من قانون السلامة الصحية العامة ( قيمة المخالفة 3150 ليرة تركية)، مبينا أنه ستبدأ الإجراءات القضائية اللازمة وفقا للمادة 195 من قانون العقوبات التركي، بشأن السلوك الإجرامي.

ويشمل الحظر كلا من ولايات إسطنبول، أنقرة،أضنة، أنطاليا، آيدن، باليكسيرن، بورصة، سامسون، دنيزلي، دياربكر، أرضروم، أسكي شهير،غازي عنتاب، هطاي، إزمير، كهرمان مرعش، قيصري، قوجه إيلي ، قونية، ملاطيا، مانيسا، ماردين، مرسين، موغلا، أوردو، صقاريا، شانلي أورفة، تكيرداغ، طرابزون، زنغولداق، ووان.


ـ آخر إحصاءات الفيروس في تركيا:

أعلن وزير الصحة التركي فخر الدين خوجة أن عدد المتوفين في تركيا بسبب الفيروس التاجي وصل إلى 1006 يوم الجمعة، وبحسب الأرقام الرسمية يوجد في البلاد  47029 حالة مؤكدة بالإصابة بالفيروس، بعد أن أجرت تركيا أكثر من 307000 حالة اختبار. وفرضت أنقرة إجراءات صارمة للحد من انتشار الفيروس من حظر لجميع التجمعات العامة، وإغلاق لحدود عشرات المدن، وإغلاق المدارس، ووقف الرحلات الجوية مع العديد من البلدان وفرض حظر تجول على كبار السن ومعظم الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 20 عاماً.

وفي الأسبوع الماضي طلب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من شعبه ارتداء الكمامات عند خروجهم من المنزل وأثناء تواجدهم في الأسواق. ووزعت الحكومة كمامات مجانية على المواطنين، كما انها تبني مستشفيين مؤقتين جديدين في إسطنبول.

ـ هل توقيت الحظر مناسب:

مع تحسّن الطقس في تركيا يرغب الناس في الخروج من عزلتهم والتمتع بأشعة الشمس الربيعية، ولكن هذا سيزيد من اختلاط الناس وبالتالي من زيادة معدل انتقال الفيروس لذلك كان توقيت حظر التجول في عطلة نهاية الأسبوع قراراً جيداً من جملة قرارات تسعى الحكومة في اتخاذها للحد من انتشار الفيروس في تركيا.


ـ الاتجاه الإيجابي للحظر:

 إذا لم يخرج أحد إلى الشارع فلن ينتشر المرض وسوف يتوقف بطريقة أو بأخرى من تلقاء نفسه، قد يسأل أحدهم هل تحتاج الحكومة التركية فعلياً أياماً أخرى لتطبيق حظر التجول المشدد في البلاد؟
 لا أعرف إنها ليست وظيفتي فأنا صحفي عربي مقيم في إسطنبول أتابع الأحداث عن قرب ولا يمكنني أن أجزم في هذا الأمر، وأعتقد أننا يجب أن ننتظر لنرى ما ستحمله لنا الأيام القادمة، فهذا الفيروس ينتقل بسهولة كبيرة ويسبب مرضاً خطيراً ووفاة الكثير من الناس حول العالم، يجب علينا أن نأخذ الأمر على محمل الجد، ونجلس في منازلنا ولا تخرج إلا في حدود الضرورة القصوى، لأن هذا الفيروس ليس مزحة.