• 3 آيار 2020
  • من اسطنبول

 

 

 إسطنبول – أخبار البلد - ان شهر رمضان  المبارك في تركيا يعتبر شهر مميزا بكل تفاصيله ، ويتمتع بمكانة خاصة لدى الاتراك  ،  وله طقوس معينة بتركيا بشكل عام وفي إسطنبول بشكل خاص.ورغم ان رمضان هذ العام  جاء في زمن انتشار فيروس كورونا والذي حال دون تمكن الاتراك من الاستمتاع بمزايا شهر رمضان وممارسة الطقوس الخاص به إضافة الى العبادات فيه ، الا ان هناك أشياء لا يمكن لفيروس كورونا ان يمنع الاتراك من ممارستها، والتزام بها فهي عادات متناقله  أبا عن جد من زمن العثمانين  ومن هذه العادات  تناول الخبز الخاص برمضان فقط  ، والمعروف باسم "بيدا" ذر النكهة الخاصة ومكونات نادرا ما تجدها في بلدان أخرى .

 وعن هده العادة الشهيرة وذاك الخبز المميز، نشر الموقع الالكتروني "ترك برس" تقريرا عن هذا الخبز اللذيذ الرمضاني وطريقه صنعه المميزة   وحرص السكان على تناوله بشكل دائما طيلة أيام  الشهر الفضيل.  

ان أول ما يتبادر إلى ذهن الأتراك عند سماع كلمة رمضان هو فطيرة "بيدا" (Pide) التي تعد من الموروثات العثمانية، وهي عبارة عن خبز مستدير بأحجام مختلفة، ولا غنى عنها على مائدة الإفطار، أما بيدا الطحينية فلا غنى عنها على مائدة السحور ، يعدها الخبازون خصيصا في شهر رمضان، هذا الخبر هو عبارة عن مزيج من الدقيق، والسكر، والخميرة، والماء، والكثير من الطحينة، وتعد بيدا الطحينية التي يتم خبزها في موقد الحطب بالفرن الحجري لمدة 10 دقائق من الأكلات المفضلة بشكل خاص في وجبة السحور لأنها لا تعطش وتشعر بالشبع.

ان خبز "بيدا" الطحينية من المأكولات المحلية في وسط الأناضول، يرسلها سكان ولاية أكسراي وسط تركيا إلى أقربائهم في الولايات التركية الأخرى وحتى لمن يقيم في الدول الأوروبية.

وقال فرحات شين مالك أحد الأفران في أكسراي، الذي يديره منذ 40 عاما في المنطقة الصناعية بأكسراي ، في حديثه للتلفزيون التركي الرسمي بأنه لا يخبز في شهر  رمضان بفرنه إلا "بيدا الطحينية".

ويسرد شين  تميز مكونات هذا الخبز وحتى طريقة خبره المميزة بقوله :  أن ما يميز بيدا الطحينية هو "الخشب الذي تخبز عليه، حيث نجلب له خصيصا خشب البلوط من منطقة "حسن داغ"، ويتم خبزها في جمرة الفرن الأسود. هذا عامنا الأربعين، ولو كتب الله لي نصيبًا في عمري سأستمر في خدمة أكسراي . نصنع البيدا بدقيقنا الخاص، ونستخدم طحينية تصنع في قونيا باستخدام زيت خاص، ويعمل معي معلمون في الصنعة منذ 30 - 35 عاما. سنواصل معا إنتاج البيدا الخاصة بنا بهذه الطريقة".

 ويكمل حديث بان العاملون يأتون  الى الفرن في ساعات الصباح الباكر ليجهزوا العجين، وبعد أن يرتاحوا قليلا يبدؤون بصنع بيدا الطحينية، ويستمر إنتاج خبز "البيدا" للأهالي حتى اقتراب موعد الإفطار عند المساء".

مضيفا أن الطلبات على البيدا من فرنه لا تقتصر على أكسراي، بل تأتي من ولايات أخرى مثل قونيا وأنقرة وإسطنبول، وأضنة، ومرسين، ومن أوروبا أيضًا، ويرسل الفرن البيدا المميزة الخاصة به عبر خدمة البريد إلى هذه الولايات وإلى أوروبا أيضًا.

وعن يوم العمل في الفرن، قال شين: "نبدأ بتلقي الطلبات من الصباح الباكر وعند عودة زبائننا إلى بيوتهم مساء ياخذون طلبات من خبز البيدا ويذهبون. نحاول أن نلبي كافة الطلبات طوال شهر رمضان، ولذلك نعمل بشكل مكثف، ونحرص على الامتثال للتدابير المتخذة في مكافحة تفشي فيروس كورونا. ننتبه إلى وضع مسافة اجتماعية بيننا وبين زبائننا ونرتدي الكمامات".

بينما أيتكين تشاكير، أحد زبائن فرن شين، الذي اعتاد على شراء بيدا الطحينية الخاصة بمائدة السحور، ويأتي منذ أعوام في شهر رمضان إلى أكسراي من ولاية نيفشهير خصيصا لشرائها. مضيفا أنه عندما لا يتمكن من القدوم بنفسه فإنه يطلب طلبية من بيدا الطحينية، فلا تخلو مائدة سحوره منها طوال شهر رمضان، وقال: "نحن لا نشعر بالعطش حتى لو أكلنا الكثير منها. بارك الله لمن يصنعها. نحن نحب مأكولاتنا المحلية، ونأمل أن يأكل منها الجيل القادم أيضا".

كما أكد تشاكير أن "بيدا الطحينية من الأطعمة المحلية المميزة التي تخبز على نار الحطب في أكسراي، ولا تكاد تخلو مائدة السحور منها ولا يستغنى عنها".