• 28 تشرين الثاني 2020
  • من اسطنبول

 

إسطنبول – أخبار البلد -  حظيت الزيرة التي قام بها الامير تميم بن حمد ال ثاني امير قطر باهتمام كبير في وسائل الاعلام التركية والتي جمعت  رغم اختلاف  توجهاتها الحزبية والسياسية على أهمية هذه الزيارة لتعزيز التعاون بين الدولتين .  كما وسائل الاعلام القطرية ، خصصت مساحات واسعة لتغطية هذه الزيارة حيث نشرت صحيفة الشرق القطرية تقريرا لمراسلتها "ميرا خالد خضر" من انقرة ، يسعدنا في "أخبار البلد" ان نعيد نشره لما يحتويه على معلومات قيمة

 " أكد البروفيسور جنكيز طومار، رئيس جامعة أحمد يسوي التركية الكازاخستانية الدولية، في حديث حصري لـ " الشرق"أ ن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى أنقرة مهمة جدا، وان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان اكد من جديد تضامنه ووقوفه مع قطر. وقال طومار العلاقات القطرية التركية أظهرت تقدما كبيرًا خاصة في السنوات العشر الماضية، وهناك تعاون استراتيجي وهذا أمر مهم للغاية لصالح البلدين والمنطقة، وأن الاستقبال الرسمي لصاحب السمو يظهر الاحترام والتأييد الذي تكنه تركيا لدولة قطر، حيث أطلقت المدفعية 21 طلقة، وهي الإشارة العسكرية ترحيبًا بالضيف المهم لتستقبل فرقة الخيالة التابعة لحرس القصر الرئاسي، صاحب السمو أمام المجمع الرئاسي، ورافقته حتى بوابة البروتوكول في المجمع، حيث كان في استقباله الرئيس أردوغان.. لعقد اجتماع ثنائي وآخر موسع على مستوى الوفود.

واكد طومار أن الشراكة بين البلدين وثيقة، تجسدت في اهمية الاتفاقيات العشر الجديدة لكلا البلدين، خاصة التي تمس قطاعات حيوية مثل التعاون العسكري الدفاعي والاقتصادي والصناعي، إضافة لمجال التجارة الدولية والمناطق الحرة وإدارة الموارد المائية، وكذلك اتفاقية في مجال الشؤون الإسلامية والدينية والأسرية". واشار طومار إلى أن أهمية زيارة صاحب السمو وتوقيع هذه الاتفاقيات ليست مهمة فقط على مستوى البلدين بل هي اكبر من ذلك فهي رسالة مهمة موجهة لدول المنطقة والعالم وتوضيح مدى تمسك وتوطيد أنقرة بعلاقتها مع الدوحة، وأن اجتماع الدورة السادسة للجنة الاستراتيجية العليا بحث سبل توطيد الشراكة الاستراتيجية على المدى البعيد في مجالات حيوية بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات، وكذا تبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، الأمر الذي سيعكس رؤية اقتصادية وعسكرية صائبة من خلال انتعاش اقتصادي واستثماري واستقرار للبلدين الذي سنراه قريبا بعد توقيع هذه الاتفاقيات المهمة.

من جهته أكد الخبير الاقتصادي التركي علاء الدين شنكولر في حديث لـ"الشرق"، ان قطر وتركيا اصبحا شريكين استراتيجيين يتعاونان على كافة المستويات، فضلا عن الجهود الصادقة المبذولة والمستمرة من الطرفين للحفاظ على هذا المستوى المميز من العلاقات، وقال إن تركيا لطالما كانت الشريك الاستراتيجي فانها زودت قطر بسلع كانت تأتيها من دول الحصار، كما أن التبادل التجاري بين البلدين زاد بنسبة 136 بالمائة خلال الأعوام الثلاثة الماضية، محققا 2.2 مليار دولار في 2019، مقابل 908 ملايين دولار في 2016 كما حقق نموا في النصف الأول من العام الجاري 2020، إلى 1.2 مليار دولار. فضلا عن التسهيلات الاستثمارية المتبادلة مهمة لرجال الاعمال في البلدين الذي من شأنه رفع سقف الاستثمار والانتعاش الاقتصادي، كما عززت وزارتا العمل في البلدين هذا الأمر من استقطاب العمالة التركية الماهرة إلى قطر، ضمن خطوات تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، وبحسب آخر الإحصاءات، يقيم في قطر 11 ألف مواطن تركي بغرض العمل، كما تنشط فيها ما يزيد على 500 شركة تركية تعمل في قطر.
وأكد شنكولر أن التبادل الاقتصادي بين البلدين ينمو ويزدهر وأن الاقتصاد التركي بخير ويتعافى بشكل ملحوظ، وأن تذبذب سعر الليرة أمام الدولار أمر عادى، وأن سوق العملات من أكثر الأسواق حساسية تجاه الأوضاع السياسية، الى جانب الأسباب الخارجية المتعلقة بوكالات التصنيف الائتماني الدولي… مؤكدا أن التقلبات في أسعار صرف العملات، هي تقلبات مؤقتة ومحدودة ولا تعكس على الإطلاق حالة الاقتصاد التركي، والهبوط في سعر صرف الليرة ليس نتيجة ضعف اقتصاد البلاد، وأن الاقتصاد التركي سيواصل نموه المستقر.

من جهتها ابرزت وكالة "الاناضول" تغريدة حضرة صاحب السمو، وعنونت "أجريتُ جولة ناجحة"، بثلاث كلمات لخص سموه، زيارة إلى تركيا استمرت يوما واحدا جرى خلالها بحث "ما فيه خير ومصلحة للشعبين" ورد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بتغريدة أكد فيها مواصلة "تعزيز تضامننا في كافة المجالات مع الشعب القطري الشقيق الذي تربطنا به علاقات ودية متينة".
وذكر تقرير الاناضول ان زيارة صاحب السمو تأتي في ظل ما تشهده علاقات البلدين من تطور متنام وتعاون متواصل على مختلف الأصعدة، مع تناغم سياسي كبير بين البلدين واتفاق في وجهات النظر تجاه كثير من القضايا الإقليمية والدولية، لا سيما بمنطقة الشرق الأوسط. وتُعد تركيا وقطر شريكين استراتيجيين يتعاونان في العديد من القضايا على المستويات الثنائية والإقليمية والدولية، وشهدت العلاقات الثنائية تقدما ملحوظا في السنوات الأخيرة بكافة المجالات.
من جهتها، أعلنت وزيرة الأسرة والعمل والخدمات الاجتماعية التركية زهراء زمرد سلجوق، أن مذكرة التفاهم الموقعة بين بلادها وقطر، ستفضي إلى التعاون في مجالات الأسرة والمرأة والخدمات الاجتماعية. وأفادت الوزيرة في بيان خطي، أن مذكرة التفاهم تهدف إلى إرساء الأساس القانوني للتعاون المتبادل القائم بين البلدين في مجالات الخدمات الاجتماعية للأسر والنساء والأطفال وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، والارتقاء بهذا التعاون إلى مستويات متقدمة. وأوضحت أنه مع دخول مذكرة التفاهم حيز التنفيذ، فإن وزارة الأسرة والعمل والخدمات الاجتماعية التركية، ووزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية القطرية، ستتبادلان المعلومات والخبرات حول مواضيع الخدمات الاجتماعية للأسر والمرأة والطفل وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة. وأشارت إلى أنهم يتوقعون تعزيز العلاقات القائمة بين البلدين من خلال عقد اجتماعات مشترك
تجدر الإشارة أن اللجنة الاستراتيجية العليا المشتركة بين قطر وتركيا تأسست عام 2014، واستضافت الدوحة دورتها الأولى في ديسمبر من العام التالي. وانعقدت خمس دورات للجنة منذ عام 2015 بالتبادل بين البلدين، عقدت الثانية في طرابزون بتركيا 2016، والثالثة بالدوحة 2017، والرابعة في إسطنبول 2018، والخامسة في الدوحة 2019.