• 29 كانون أول 2020
  • من اسطنبول

 

 إسطنبول – أخبار البلد -   الحياة في إسطنبول لم تعد كما كانت ، تلك المدينة التي يعشقها عشرات الملايين حول العالم والذين ينتظرون الفرصة المناسبة للعودة للمدينة التي أصابها فيروس كورونا بمقتل، وابعد عنها السياح وحتى أهلها رحلوا عنه  بسبب الارتفاع في حالات الوفاة والاصابة بهذا الوباء، والذي اكثر ما امتاز به هو الكمامات التي أصبحت جزءا لا يتجزء من حياة الاسطنبولي، حتى قبل الكورونا كانت الوفود السياحية القادمة من دول جنوب شرقي اسيا تحرص علي ارتداء الكمامات بسبب ارتفاع نسبة التلوث العالية في إسطنبول،  وكانوا جزءا من المشهد اليومية رغم غرابته ، الا ان هذا المشهد اصبح أساسيا من اساسيات الحياة اليومية  في إسطنبول .

 الصحفية ميرا خالد خضر نشرت تقريرا عن الكمامات في إسطنبول لصحيفة الشرق القطرية قبل عدة أسابيع نقتبس منه بعض الشيء " وقد دخلت الكمامة الواقية في تركيا عالم الموضة والمجوهرات لتصبح جزءا من الإكسسوار والأزياء الى جانب دورها الطبي، حيث انتجت شركة "كورونيتي" التركية قناعا طبيا متعدد الاستخدام "كوروماكس" الذكي، إذ يمكنه متابعة عملية التنفس والتغير في درجة حرارة الجسم باستخدام أجهزة استشعار، كما أنتجت شركة Demirci أقنعة من الذهب بوزن ٢٠ غراما الذي يبلغ سعرها 20 ألف ليرة تركية، واقنعة مصنوعة من الفضة الخالصة بسعر 1500 ليرة أي ما يعادل أكثر من ١٩ ألف دولار"

 واعترفت الصحفية التركية زهراء كرمان  بان ارتداء الكمامة ليس سهلا :" لقد وجدت صعوبة في أول الأمر أحسست بالاختناق منها وزيادة في حرارة وجهي، كنت أعيد الكمامة  لثوان بعدما أنزلها على ذقني. وقالت كرمان إن الحكومة التركية كانت صارمة في تطبيق البروتوكول الصحي للسيطرة على ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس وللحد من انتشاره بجملة من الإجراءات الاحترازية وأن المخالفين لحظر التجول سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم وفقا للمادة 195 من قانون العقوبات التركي أما بالنسبة للمولات ومراكز التسوق فيتم إظهار رمز وزارة الصحة الخاص بمكافحة كورونا "HES kodu". وحظر استخدام المواصلات العامة للأفراد الذين تفوق أعمارهم فوق 65 ومن هم دون 20 عاما، كما تم تحديد عدد الأشخاص المشاركين في صلاة الجنازة ومراسم عقد القران بـ 30 شخصا كأقصى حد، ومنع إقامة الاحتفالات في المنازل .
أكدت الدكتورة سلمى نبيل مفتو اوغلو طبيبة اختصاص أطفال وقسم الطوارئ في مركز هوزور الطبي في منطقة تشوزلوا بمدينة اسطنبول ان الكمامة أصبحت الزاما على الأطفال خاصة بعدما تبين احتمال اصابتهم بفيروس كورونا أو نقلهم للفيروس واستدل الباحثون بعلامتين رئيسيتين على إصابة الأطفال بفيروس كورونا وهما الإسهال والقيء بشكل رئيسي، إذ يمكن أن يرشدا الأطباء فورا إلى أهمية فحص الإصابة بفيروس "كوفيد-19" عند الأطفال، كما يمكن الاستدلال بإصابة الأطفال بثلاثة مؤشرات وهي ارتفاع في درجة الحرارة، وسعال شديد ومستمر، وفقدان أو تغير في حاسة الشم أو التذوق. مضيفة " وينبغي تعلم الأطفال لبس الكمامة من خلال رسوم متحركة ووضعها على الدمى الخاصة بهم أو تقريب فكرة تشبه لبس الكمامة مثل قناع سبيدرمان، كما يجب وقاية الأطفال بعدم أخذهم لزيارات أو للأماكن المكتظة وعند أخذهم للتنزه فيجب أن تكون مناطق شبه معزولة وعدم استعمال المرافق العامة أو المواصلات العامة برفقة الأطفال، وختمت بالقول: "حلمي ان تصل خدمة الطب الوقائي لكل طفل في هذا العالم مثل اللقاحات.. المياه النظيفة...التغذية الصحية، وانا الآن عضو في وقف خاص لمساعدة الأطفال والشباب، وسأبذل جهدي لمساعدة الأطفال مهما كانت الظروف، لقد تقلص عدد المعالجين في عيادتنا بشكل كبير، لكني لم أترك وظيفتي ليوم واحد والتزمت بخدمة واستقبال الأطفال المرضى بشتى الأمراض.

قال الدكتور والي كمال أوغلو إلديز مدير ومؤسس المعهد العثماني للعلوم OSIA بأنقرة ورئيس مجلس الإدارة جمعية دار العلوم التركية : " يعتقد الكثير أن تفشي فيروس كورونا خلق العديد من السلبيات في سلوك الفرد والعلاقات الاجتماعية لكن الأمور ليست بهذه السوء فقد جمعت الأزمة الناس على هم وهدف مشترك، فأعادت تقوية الأواصر التي كادت أن تتهتك، ومنحتنا فرصة حقيقية لتقدير الحياة والبيئة والصحة العامة، وتقدير كثير من النعم التي غفلنا عن شكرها وتعاملنا معها وكأنها نمط مكتسب غير قابل للفقد، وغيرت أمورا عديدة لا يعرف الى الآن مدى عمقها او حتى تأثيرها على الفرد والمجتمع والحكومة، هذه الأزمة أكدت أنه علينا بناء مرونة وافية في سلوكنا وأنظمتنا في ميادين العمل والتعليم والصحة وغيرها من المصالح الخاصة والعامة، واضاف: أجد في الكمامة واجبا إنسانيا لحماية الفرد ومجتمعه والتزامه بها يؤكد دوره الايجابي في المجتمع وأهميته في تأدية دوره الانساني على أكمل واجب كجزء وفرد يتميز بالمرونة والتضامن والرضوخ والالتزام بين الضرورة والواجب وهما أمران مرتبطان، فالقناع أو الكمامة في المطلق ليست مجرد سلوك إنساني بالتزامه ضمن البروتوكول الصحي والعلاجي فقط بل أوسع من ذلك فهو واجب انساني واجتماعي وديني".