• 26 آذار 2016
  • حكايات مقدسية

 

 اسطنبول - اخبار البلد- من منا لم يقم بزيارة الى شارع الاستقلال وسط اسطنبول ؟ من منا لم يذهل من هذا الشارع ؟ والذي جعل من شارع برودويه في نيويورك دمبه امامه ، وجعل من شارع الشانزليزية يف باريس مهزلة امام تنوع وروعة هذا الشارع الذي هو بالنسبة للكثيرين القلب النابض لاسطنبول بل ولتركيا 

 ولهذا فان “ اخبار البلد”  قررت تخصص مساحة للحديث  عن هذا الشارع وعن بشاعة الارهاب ، ووجدت مقالة رائعة عن شارع الاستقلال نشرتها صحيفة الغارديان البريطانية وقام بترجمته موقع تركيا بوست 

نشرت صحيفة “ذا غرديان” البريطانية تقريرا تحدثت فيه عن أبعاد استهداف تنظيم الدولة لشارع الاستقلال في مدينة إسطنبول الذي يحمل رمزية كبيرة جعلت منه فخرا للجمهورية التركية.

إبان الحكم العثماني في تركيا كان يسمى هذا الشارع بـ الشارع الكبير، وكان المثقفون يجتمعون في هذا الشارع، وعندما تم إعلان الجمهورية التركية في 29 أكتوبر عام 1923 تم تغيير اسمه إلى شارع الاستقلال، إحياء لذكرى انتصار حرب الاستقلال التركية.

شارع الاستقلال الذي يقطع مباشرة ساحة “تقسيم” في قلب مدينة إسطنبول، يحتوي على النصب التذكاري للجندي الذي يجسّد أمجاد الجمهورية التركية الحديثة.

وعند عبورك من الشارع، مرورا بساحة تقسيم، ووصولا إلى محطة قطار الأنفاق “تونل”، يتملكك شعور غريب بالرهبة في ذلك المكان التاريخي العريق.

مشاهد وحكايات

هناك مشاهد يومية تتكرّر في شارع الاستقلال الذي يمر منه ملايين الأشخاص، توحي لك بأن الحياة ما زالت مستمرة في هذا الشارع العريق رغم كل المخاوف؛ فستجد هناك الأزواج المتعانقين، وشرطة مكافحة الشغب، والبائعين المتجولين، والأطفال الذين يوزعون الورود بكل براءة.

وعندما تصادفك محطة “تونل” يصبح المشهد أكثر جمالا في المنحدر الذي يؤدي بك إلى منطقة “السلطان أحمد” بقبابها الشامخة.

ويعتبر شارع الاستقلال، منذ زمن بعيد، فخر تركيا، والعالم، ويمكنك أن تدرك كل ذلك وأنت تتجول بين مبانيه القديمة بهندستها التي تعود لمئات السنين.

شارع الاستقلال هو ذاك المكان الذي يتوحّد فيه الشعب التركي متناسياً كل اختلافاته، ويتجسد فيه المعنى الحقيقي للتعايش السلمي في تركيا رغم مشاهد العنف والتفجيرات. حيث احتضن الشارع احتجاجات “غيزي” في سنة 2013، وها هو اليوم يحتضن اللاجئين السوريين، تجسيدا لأعلى معاني الإنسانية و الأخوة.

لم يترك الإرهاب إسطنبول تنعم بجمالها وسحرها، فقد ألقت الحرب، التي تخوضها تركيا مع الأكراد، بظلالها على طبيعة الحياة في هذا الشارع التاريخي الذي أصبح شاهدا على بشاعة الحرب بقدر ما هو شاهد على عراقة إسطنبول.

منذ فترة قام شاب بتفجير نفسه في شارع الاستقلال، مخلّفا خمسة قتلى وجرح العشرات.

لكن هذه الحادثة الشنيعة لم تكن الأولى من نوعها، فقد شهدت تركيا في السنتين الأخيرتين عمليات متكررة، تبنى بعضها تنظيم الدولة، مثل الهجوم الانتحاري في شهر تموز/يوليو من سنة 2015، الذي أدى إلى مقتل 32 شخصا في مدينة سوروج الحدودية مع سوريا، لكن تنظيم الدولة لم يكن الجاني الوحيد على تركيا، فالأكراد بدورهم قاموا بتبني العديد من العمليات التي استهدفت مدنيين وجنود أتراك، ومن بينها الهجوم الأخير في العاصمة أنقرة.

 بعد أيام قليلة من الهجوم في شارع الاستقلال، غطت الورود مكان الهجوم، وطغى لونها الأحمر على الحمرة القانية لدماء الضحايا الذين يعتبرهم سكان إسطنبول شهداء، ثم انطلقت بعد ذلك مسيرة جابت شوارع المدينة ورفعت شعارات مثل، “نحن لسنا خائفين، نحن هنا، ولن نتعود على الموت”.

إنها كلمات تعبر عن شجاعة سكان المدينة الذين لا زالوا يصرون على مواجهة الموت بالأمل.