• 19 حزيران 2016
  • حكايات مقدسية

 

 

القدس-  اخبار البلد- نشر الزميل الصحفي  عبد الرؤوف ارناؤوط تقريرا في صحيفة “ الايام “ عن احد اهم مظاهر رمضان في القدس ، والذي يحرص كل مقدسي على ان يحصل عليه بشكل مستمر طيلة ايام  شهر رمضان المبارك ، بان انه اصبح من اهم معالم مدينة القدس كحال الكعك المقدسي وسور المدينة ، والبلدة القديمة  انه بالتاكيد  " البرازق "  تلك القطعة الهشة المقرمشة المصنوعة من الدقيق المغطاه بالسمسم المحمص ، والتي تفوح منها رائحة خرافية نتيجة ملامسة النار الخفيفة داخل الفرن القديم  في القدس ، التي يحتاج صنعها الى مهارة غير عادية ووفق مواصفات خاصة ، ومن هنا جاء تفرد مدينة القدس بهذا المنتوج الرمضاني بامتياز  ، فلا يكاد شخص يخرج من البلدة القديمة بدون ان يشترى البرازق، بل ان المقدسيين على استعداد للبحث عن افضل من يقوم بصنع البرازق والانتظار لفترة من اجله ، فالسؤال دائما مطروح على المقدسي فور وصوله البيت اين البرازق ؟ 

 

وجاء في تقرير الزميل ارناؤوط ما يلي 

 

“ منذ 32 عاما يتفرغ رجب الرازم كل شهر رمضان لصناعة "البرازق" في مخبزه الواقع بحارة السعدية احد أزقة البلدة القديمة من القدس. و"البرازق" هي عجينة مخبوزة دائرية رقيقة للغاية مغطاة بالسمسم تتفرغ العديد من المخابز في البلدة القديمة في القدس لصناعتها في شهر رمضان.

وقال الرازم ، وهو يعد رقائق العجين في مخبزه ، "أصل البرازق مقدسي وكان يعملها أهل القدس الذين لا يعلمون صناعتها باعتبارها احد أسرار المدينة ومع ذلك فقد وصل سرها إلى البعض من سكان الخليل ( جنوبي الضفة الغربية) ولكنها ولسر لا يعلمه احد لم تنجح إلا في القدس القديمة". ويتداول الفلسطينيون المقدسيون منذ سنوات طويلة أن صناعة البرازق لم تنجح إلا في مخابز البلدة القديمة في القدس.

وقال الرازم" جرت عدة محاولات لعمل البرازق خارج حدود البلدة القديمة ولكنها لم تنجح فطعمها ليس ذات الطعم إطلاقا". وتتوقف مخابز القدس القديمة عن صناعة الكعك المقدسي الشهر في شهر رمضان لأن أهل القدس لا يشترونه الا في شهر رمضان. ومع ذلك فإن عدد من مخابز المدينة تصنع الكعك في شهر رمضان للفلسطينيين من غير سكان القدس الذين يصلون المدينة لأداء الصلاة في المسجد الأقصى .

ويصف الرازم البرازق بأنها" عجينة رقيقة جدا وتلزق عليها السمسم وتخبز في الفرن ومصدر طعمها اللذيذ هو رقتها فلو كانت اسمك لما كانت طيبة".

ويضيف ، وهو يقسم العجيين إلى قطع صغيرة، " في رمضان يتم استخدام البرازق كنوع من التسالي بعد الإفطار ، وهي موسمية لا يتم عملها إلا في شهر رمضان ، إذ انه غير رمضان يمكن أن تأكلها ولكن ليس لها ذات الطعم الذي يكون في رمضان". ولا يعرف الرازم معنى كلمة برازق أو من أين أتت ويقول" لا اعرف معناها ولكن دائما نسمع من يبيعها ينادي بزاق ناعمين فهي ناعمة ". وتختلف برازق القدس جذريا عن برازق الشام ،  ففي حين أن برازق القدس كبيرة نوعا ما ورقيقة جدا، نجد ان برازق الشام سميكة وصغيرة.

وبحسب الرازم فانه يساعده في صناعة البرازق 12 شخصا ، من بينهم بعض أبناءه، وقال" تعلمتها من الآباء والأجداد فوالدي تعلمها من جدي وجدي تعلمها من والده وهكذا وصناعتها تعتمد إلى حد كبير جدا على الأيدي وهي متعبة جدا "وأضاف" في رمضان أتوقف كليا عن الكعك وأتفرغ فقط للبرازق". ومع قرب موعد الإفطار يتوجه المقدسيون من داخل البلدة القديمة وخارجها إلى المخابز لشراء البرازق ويتكرر المشهد بعد انتهاء صلاة التراويح.

و"البرازق" ليست معروفة في المدن الفلسطينية الأخرى في الضفة الغربية أو قطاع غزة وتكاد تكون حصرية لسكان القدس الشرقية. ويقول الرازم"الطلب عليها من أهل القدس كبير أما فيما يتعلق بأهل الضفة الغربية الذين يزورون القدس ففقط كبار السن يطلبونها ، أما الشباب فلا يعرفوها"