• 7 آذار 2017
  • حكايات مقدسية

 

 القدس- اخبار البلد- نشر موقع “ ابونا”  التابع لبطريركية اللاتين تقريرا مفصلا عن مفتاح كنيسة القيامة وعن حامله  المقدسي المعروف اديب جوده  ، “ اخبار البلد” تقوم بنشر التقرير كاملا لاهمية ولانه يسلطع الضوء على هذا المفتاح وعلى حامله .

تعتبر كنيسة القيامة أعرق الكنائس في المسيحية. وقد وصفها المؤرخ العربي مجير الدين الحنبلي بأنها: "الجوهرة الثالثة في القدس الشريف بعد قبة الصخرة المشرفة وقبة الأقصى". وسميت الكنيسة بهذا الاسم نسبة إلى قيامة المسيح من بين الأموات في اليوم الثالث من موته على الصليب، على حسب العقيدة المسيحية، ويحج إليها كل سنة الالاف من المسيحيين من مختلف أنحاء العالم.

السيد اديب بن جواد بن محمد اديب جودة "آل غضية الهاشمي"، هذا الرجل المقدسي والذي يرث أمانة مقدسة وإرث يتوارثه منذ أمد بعيد من عائلة جذورها ممتدة من نسل أشرف الخلق سيدنا محمد صل الله عليه وسلم، فهو حامل ختم القبر المقدس وأمين مفتاح كنيسة القيامة المقدسة والمحافظ على التقاليد الراسخة فى الأعياد المسيحييه وله فيها نظام متبع من الاجداد والاباء.

يوضح السيد اديب ما تمثله كنيسة القيامة في حياته الشخصية فيقول هي بيتي الثاني، في هذه البقعة المقدسة اشتم رائحة الاباء والاجداد على بوابة الكنيسة المقدسة، من هذه البقعة المقدسة ولد نور التاخي الاسلامي المسيحي، فهي مسقط رأس هذا التاخي والذي يبث نوره المقدس الى انحاء المعمورة، من هنا بدأت مهمة عائلتي المقدسية والتى أورثها عنهم وأفتخر بقيامي بها فعندما حرر صلاح الدين الأيوبي مدينة بيت المقدس من الصليببين سنة 1187م قام بإرجاع ممتلكات الكنائس الشرقية لأصحابها المسيحيين وتعهد بأن يحذو حذو الخليفة عمر بن الخطاب عندما أعطى الأمن والأمان للمسيحيين في بيت المقدس، وأراد أيضاً أن يحافظ على المعالم الدينية للمسيحيين الى الأمد الطويل ومنها كنيسة القيامة المقدسة والتي تعتبر من أقدس مقدسات المسيحيين على مستوى العالم فعهد بمفاتيحها لال البيت "عائلة ال غضية الهاشمييون" المقدسيين، وكانوا في ذلك الوقت شيوخ وعلماء وأشراف بيت المقدس وذلك لضمان الحفاظ على الكنيسة وعدم المس بها وبممتلكاتها، ومنذ أن سلمت مفاتيح كنيسة القيامة للعائلة وحتى يومنا هذا لم يحدث أي ضرر لكنيسة القيامة وما حولها من ممتلكات للكنيسة كما عهد اليهم صلاح الدين الايوبي، كما انهم يحترمون ويحافظون على العهدة العمريه والتي خطها الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

يقول السيد أديب أحمل الكثير من الذكريات من خلال مهمتي لأمانة مفتاح كنيسة القيامة كما انني افتخر بهذه الذكريات فهي ذكريات الماضي الجميل من البقعة المقدسة . ويضيف أملك ما يزيد عن 165 فرماناً سلطانياً صادراً عن سلاطين الخلافة الإسلامية المتتابعين، وحجج من مجالس الشرع في القدس تقضي بتعين أفراد من عائلتي في وظائف شرفية رفيعة، كما أشادت هذه الفرمانات في نسب العائلة المبارك الشريف وهذه الوثائق القيمة بحالة جيدة من الحفظ وآلت إليّ إرثًا عن الأجداد.

أما بالنسبة لمفتاح كنيسة القيامة فهو عبارة عن قطعة معدنية من الحديد الصلب طوله ٣٠ سم ووزنه ٢٥٠ غرام. وعن تاريخه يقول السيد اديب استلمت عائلتي المقدسية من القائد صلاح الدين الأيوبي مفتاحين لقفلين متواجدين على البوابة الرئيسية، واحد من هذه المفاتيح كسر قبل حوالي ٥٠٠ سنة، وهو حالياً بحوزتي احتفظ به، أما اليوم فالمفتاح الىخر هو المستخدم في فتح بوابة كنيسة القيامة المقدسة. ويضيف أن مفاتيح كنيسة القيامة هي أغلى ما يملك وهي أمانة ثقيلة ومشرفة يفتخر بحمايته لكنيسة القيامة ولا يفرط بهذا الشرف أبداً.

يحافظ السيد أديب ويحرص على برنامج ساعات الفتح والإغلاق للكنيسة المقدسة حيث يتم فتح الكنيسة في الساعة الرابعة صباحاً ويتم إغلاقها في الساعة الثامنة والنصف مساءً. السيد أديب مكلف وحسب الستاتيكوا باستقبال كبار الزوار الوافدين إلى كنيسة القيامة إلى جانب كبار رجال الدين المستقبلين لهؤلاء الشخصيات، كما يقوم بإهداء كبار الزوار الهدايا الثمينة تأهيلاً بهم في كنيسة القيامة المقدسة.

ومن خلال مسيرة السيد أديب في كنيسة القيامة المقدسة، فقد قام باستقبال البابا بولس الثاني في سنة 2000، والبابا بندكتس السادس في سنة 2009، والبابا فرنسيس في سنة 2014، والبابا تواضروس الثاني بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في سنة 2015. كما قام ويقوم باستقبال السياسيين ورجال الدين والزوار والحجاج من جميع أنحاء المعمورة.

تعرف باسم الباب المقدس، وتعد المدخل الوحيد للكنيسة. يبلغ ارتفاعها خمسة أمتار وعرضها ثلاثة أمتار. يوجد بجوارها المدخل التؤام لها الذي تم إغلاقه في عام 1187، يحيط بالأبواب أحدى عشر من الأعمدة المصنوعة من الرخام الأبيض والأخضر بتيجان أعمدة على الطراز الكورنثي.

صنع الباب من خشب السرو والجوز مع تقوية داخلية من ألواح حديدية، ويوجد على الأبواب مقارع معدنية مزخرفة حيث توجد عليها النصوص العربية التالية: على الجهه اليمنى للبوابة (فليتنعم شغفك أيها الحج الكريم وأدخل إلى نعمة الرب إلى السماء الساطعة أم الكنائس). أما على الجهة اليسرى من البوابة فنقش (ادخلوا أيها الغرباء إلى باحات الرب، إلى قبر الحياة حيث تسكن النعمة ويفيض النور المبارك).

يقوم السيد أديب بتسليم مفتاح كنيسة القيامة للكنائس المختلفة في عيد الفصح في احتفال مهيب يكون وصفه كالاتي: في خميس الأسرار يستقبله حارس الأراضي المقدسة والكهنة في حراسة الأراضي المقدسة "الفرنسيسكان"، حيث يقوم بتقديم التهاني بعيد الفصح المجيد للكهنة والضيوف الكرام المستقبلين له. ويتم تسليم المفتاح لحارس الأراضي المقدسة وبعدها يتحرك موكب مهيب من البطريركية مروراً بأسواق القدس القديمة ومتوجهاً إلى باحة كنيسة القيامة. وعند الوصول إلى باب الكنيسة يقوم حارس الأراضي المقدسة بتسليم المفتاح لأحد أفراد عائلة نسيبه ليقوم بفتح البوابة المغلقة ليتمكن الموكب والحجاج من دخول الكنيسة وإقامة الصلوات، يذكر أنه بعد فتح أقفال الكنيسة من قبل أحد أفراد عائلة نسبيه يقوم بإرجاع المفتاح للسيد أديب بإعتباره الأمين الحالي من العائلة الهاشمية المقدسية.

وفي يوم الجمعة العظيمة يقوم بتسليم مفتاح كنيسة القيامة لممثل كنيسة الروم الأرثوذكس في مقر بطريركية الروم الارثوذكس، وهو نفس احتفال وموكب الكنيسة اللاتينية. وفي سبت النور يتم تسليم المفتاح كما ذكرت لاحقاً بنفس الإحتفال لكنيسة الأرمن الأرثوذكس في مقر بطريركية الأرمن.

في يوم سبت النور، يقوم رجال الدين من الروم الأرثوذكس والفرنسيسكان والأرمن الأرثوذكس بالدخول إلى مقمورة القبر المقدس لتفتيشه والتأكد من خلوه من أي مادة مشتعلة، وبعد الفحص يقوم ترجمان كنيسة الروم الأرثوذكس بإغلاق باب القبر المقدس بكتلة كبيرة من الشمع المقدس الساخن، وبعد إحكام الإغلاق يتم الإحتفال بختم القبر المقدس حيث يقوم السيد أديب بوضع ختمه الشخصي على الشمع المقدس، وذلك إيذاناً وانطلاقاً بعيد الفصح المجيد. وبعد الإحتفال بالختم يقوم الترجمان باصطحاب السيد اديب وحسب الاستاتيكو بالتوجه إلى ديوان بطريرك الروم الأرثوذكس، حيث يقوم السيد أديب بتقديم التهاني، كما يعلم البطريرك بأن احتفال ختم القبر قد تم على أحسن وجه. بعد الضيافة يقوم السيد أديب بمرافقة البطريرك إلى كنيسة القيامة حيث يدخل إلى القبر المقدس لإقامة الصلوات ويغلق باب القبر المقدس، ويفتح ثانية لخروج غبطته مع الشعل المضاءة من النور المقدس، ويكتمل الاحتفال بهذا اليوم العظيم.

بعض الحقودين ومروجي الفتن يبثون سمومهم بين الناس حيث يشيعون بأن مفاتيح كنيسة القيامة قد سلمت لعائلتي بسبب خلافات بين الكنائس المسيحية، وهذا ما أحاربه بنفسي ومن يبث هذه الأقاويل الكاذبة مراده فقط بث الفتنة بين الإخوة ولن نسمح له بذلك مهما كانت الأسباب، ومهما كانت غايته ومهما كانت نفوذه!.

عندما حرر صلاح الدين الايوبي بيت المقدس من الصليبيين سلّم مفاتيح كنيسة القيامة للعائله الهاشمية المقدسية باتفاق الكنائس. أما ما يشاع أن مفاتيح كنيسة القيامة قد سلمت للمسلمين في زمن سيدنا عمر بن الخطاب فهو عار عن الصحه تماماً، هناك عهدة عمرية واضحة وصريحة خطها الفاروق بيده سنة 638، حيث كتب الخليفة لأهل إيلياء (القدس) كتاباً أمنهم فيها على كنائسهم وممتلكاتهم واشترط ألا يسكن أحد من اليهود معهم في المدينة. وقد اعتبرت العهدة العمرية واحدة من أهم الوثائق في تاريخ القدس وفلسطين حتى يومنا هذا. كما أن مساحة كنيسة القيامة في زمن عمر بن الخطاب كانت تشمل حارة النصارى بأكملها كما لم يكن للكنيسة أبواب وأقفال وكان لها عدة معابر.

وقد أيد هذا الرأي المؤرخ الفلسطيني عارف العارف حيث نشر مقالة في جريدة فلسطين بتاريخ 1953/10/6، بشان هذه الشائعات فقال: "أما بشان مفاتيح كنيسة القيامة بأنها قد سلمت للمسلمين في زمن الخليفة عمر بن الخطاب فلم يرد إلى الآن في كتب التاريخ ما يؤيده"، وهناك العديد من الإثباتات التي تنفي بأن مفاتيح كنيسة القيامة سلمت للمسلمين في ذاك الزمان. كما وحسب أرشيف الكنائس في القدس فقد تم إقامة احتفال مهيب لافتتاح مبنى كنيسة القيامة بشكله الحالي والذي بناه الصليبيين في سنة 1149، قبل هذا التاريخ لم يكن هناك مفاتيح وأقفال لكنيسة القيامة.