• 1 آذار 2019
  • حكايات مقدسية

 

 القدس – أخبار البلد-  كتب خليل العسلي – تواصل معي قبل يومين عبر وسائل التواصل الاجتماعي مقدسي يعيش في احدى الدول العربية ، وعرفني عن نفسه ، رغم انني لم اعرفه الا انه يعرفني، وذكرني بقصته حيث كنت قد أجريت مقابلة مع والده  الذي كان يقطن في باب الملك  فيصل  حوار المدرسة البحرية عندما حكم على ابنه  بالإعدام في الكويت بعد تحريرها ، قال انه عبد الرحمن الامام الحسيني المقدسي الذي هو ضحية الظروف عاني ويعاني بسبب كونه مقدسي يعيش في العالم العربي، فهو لن يرضي هذا ولن يرضى ذاك ، وبعد ذلك يعاقب من هذا وذاك، تحطمت حياته ولم يبقى له سوى العيش على الذكريات، وعلى الادوية !!!

 ان قصة المقدسي المخلص عبد الرحمن الامام  الحسيني يجب ان تبقى  نبراسا لجميع  المقدسين فهي الدليل على ان سكان هذه المدينة يدفعون الثمن أينما حلوا وهمها فعلوا ، فهم المسؤولين عن كل شيء.

 ان حكاية عبد الرحمن  الامام الحسيني يجب ان يعرفها القاصي والداني، ونحن شبكة "أخبار البلد؛  وعدناه بان ننشرها كاملة  بمرها ومرها ،  فهي شهادة على قباحة الواقع الذي يعيشه المقدسي أينما تواجد ، انها شهادة للأجيال القادمة

  من خلال  البحث الطويل عما كتب عن عبد الرحمن  الامام الحسيني، وقعت بين أيدينا هذه القصة التي نشرت في حينها  في موقع السجل الأردني في عام ٢٠٠٨ عن قصته وجاء فيها ".... بعد احتلال الكويت، قرر العراقيون إصدار جريدة اسمها "النداء" وطلبوا من الصحفيين المقيمين في الكويت العمل فيها. الحسيني، الذي كان صحفيا في وكالة الأنباء الكويتية (كونا) ومترجما للجريدة الرسمية، كان أحد القلائل الذين وافقوا على العمل في "النداء". بعد انتهاء الاحتلال، وجد نفسه محكوما عليه بالإعدام بموجب الأحكام العرفية في الكويت في 15/6/ 1991 بتهمة التعاون مع العراقيين.

ويروي كيف خفض الحكم من إعدام إلى مؤبد ومنه إلى 10 أعوام، بفضل حملة عالمية شنت ضد الأحكام التي كانت قاسية. أمضى الحسيني من محكوميته 8 سنوات وشهرين، أو كما يحب أن يحسب 2852 يوماً.

يقول الحسيني "ما جرى في الكويت ترك آثارا نفسية وصحية ومادية سيئة للغاية." فقد أصيب الحسيني أثناء السجن بجلطة، وعاهة جسدية تسببت في عرجه وضعف في ساقه ويده اليسرى. ناهيك عن أضرار مادية يقدرها براتب 96 شهرا إذ كان يتقاضى 1500 دينار كويتي شهريا قبل الحرب.

الخسارة الأكبر بالنسبة للحسيني كانت العائلة. يقول "بسبب سجني تكونت فجوة بيني وبين زوجتي وبناتي فكان الانفصال."

ويروي الحسيني كيف أنه اتصل، من زنزانته، ببعض من مرافقي الملك الحسين عندما كان يتلقى العلاج في مايو كلينك بأميركا، راجيا التدخل لدى السلطات الكويتية من أجل الإفراج عنه. وقد علم الحسيني لاحقا أن الملك الحسين تحدث مع أمير الكويت الحالي الشيخ صباح الأحمد (الذي كان وقتها نائبا لرئيس الوزراء)، والذي بدوره وعد بإطلاق سراح السجناء "السياسيين" الأردنيين في أقرب فرصة. فكان أن أطلق سراح الحسيني عشيه العيد الوطني الكويتي.

عاد الحسيني إلى عمان يوم الجمعة 5/3/1999. وأمضى السنوات الأربع اللاحقة يعمل في "ميني ماركت" في اللويبدة اشتراه بشكل مؤقت، إذ كان يبحث عن عمل في مجال الصحافة في الخليج. لكنه خسر كل ماله في الميني ماركت، "هذا المجال ليس مجالي، كما أنني لم أضع كل جهدي فيه فقد كانت تشغلني أمور أخرى." يقول الحسيني الذي يعمل الآن مترجماً في صحيفة الغد، وما يزال ينتظر تعويضات "مادية" على الأقل عمّا حلّ به - هو وأمثاله – من ظلم وخسائر في الكويت. لكنه في قرارة نفسه يدرك أن هذه المطالبة قد تصطدم بآذان صمّاء ويقول "عزائي أنني أسجل هذا الاحتجاج للتاريخ